الياس توما من براغ : بدأ قبل ظهر اليوم في براغ مؤتمر نداء براغ من اجل العراق بحضور نخبة من المثقفين والأكاديميين التشيك والعراقيين الذين يعيش معظمهم في دول أوروبية مختلفة . وقد تغيب نائب رئيس مجلس النواب التشيكي لوبومير زاؤراليك عن افتتاح المؤتمر الذي يجري برعايته بسبب اجتماع طارئ تعقده اللجنة التنفيذية لحزبه الاجتماعي الديمقراطي لاتخاذ موقف من التطورات المتسارعة على الساحة السياسية التشيكية في ظل إخفاق المحادثات التي جرت بين الحزبين المدني والاجتماعي بخصوص الحكومة القادمة واتجاه الحزب المدني لإحياء الائتلاف الثلاثي مع حزبي الشعب والخضر غير أن الدكتورة فلاديميرا ليفا رئيسة منتدى السلام التشيكي الذي نظم هذه المؤتمر بالتعاون مع الرابطة التشيكية العراقية أكدت أن زاؤراليك وعد بالانضمام إلى المشاركين في المؤتمر خلال هذا اليوم .
كما تغيب سفراء الدول العربية عن الحضور رغم الدعوات التي وجهت لهم فيما حضره سفير فنلندة باعتباره ممثلا عن الاتحاد الأوروبي الذي تترأس بلاده الدورة الحالية له وكذلك السكرتير الأول للشؤون السياسية في السفارة الألمانية في براغ باعتبار أن بلاده ستترأس الدورة القادمة للاتحاد الأوروبي مطلع الشهر المقبل .
وقدعلل رئيس الرابطة التشيكية العربية الدكتور فيصل إسماعيل سبب انعقاد هذا المؤتمر إلى كون العراق يعيش وضعا هو الأكثر مأسوية مشددا على أن العراق يتواجد من دون حكومة وتسود فيه حالة من الفوضى وتقف فيه البلاد على حافة الانهيار فيما وقعت الولايات المتحدة في مصيدة .
وشدد على أن هذا المؤتمر هو الأول لقوى كانت تعارض نظام صدام حسين وان المشاركين فيه هم شخصيات تتواجد خارج العملية السياسية القائمة في العراق أو لديهم آراء لا تتوافق مع أراء الطبقة الحاكمة في العراق غير انهم يلتقون في الهدف المشترك وهو قيام نظام ديمقراطي في العراق وخلق مجتمع علماني ودولة تتمتع بالوحدة والاستقلال والسيادة .
واكد أن المؤتمر سيحلل بشكل موضوعي الأوضاع السياسية والأمنية والاقتصادية في العراق ومبادئ حل المشكلة الخطرة القائمة في العراق مشددا على أن العراق كان يجب أن يكون جنة على الأرض فتحول الآن إلى جهنم .
وناشد الرئيس التشيكي فاتسلاف كلاوس والقيادات التشيكية للمساعدة في الحفاظ على الاعتبار الإنساني في العراق .
من جهته حذر الدكتور ياروسلاف بوريش من معهد العلاقات الدولية في براغ من أن التداعيات الخطرة لاستمرار الوضع الحالي في العراق ولاسيما من جانب إمكانية انتقاله إلى الدول المجاورة وتهديد استمرارية تدفق النفط إلى أوروبا التي تعتمد على النفط العربي بشكل كبير إضافة إلى إمكانية حدوث هجرات واسعة من العراقيين إلى دول منطقة شينغن .
ورأى ان على الولايات المتحدة التعاون بشكل متساوٍ مع الاتحادالأوروبي والأمم المتحدة وعدم اقتصار دور الاتحاد الأوروبي على تقديم المساعدات المالية وإنما المساعدة في خلق نظام سياسي في العراق يحمي الجميع بغض النظر عن الانتماءات الدينية أو العرقية أو السياسة لهم ورأى ان وقف العنف والتوصل إلى وفاق وطني يمكن له أن يسرع من سحب القوات الأجنبية من العراق داعيا إلى ضم دول الجوار ولاسيما إيران وسورية إلى الحوار لاستقرار الوضع والى قيام تعاون فعال بين الاتحاد الأوروبي والجامعة العربية في مسألة البحث عن صيغ توقف التدهور الخطر القائم في العراق .
وقد تحدث في المؤتمر اليوم أيضا البروفسور العراقي هيثم الناهي الذي شدد على دعم شرعية قانون إدارة الدولة وكل ما ترتب عليه وطعن بشرعية الانتخابات التي جرت ودعا إلى العودة إلى القوانين التي كانت سائدة قبل بدء الاحتلال الأميركي للعراق أما العقيد سليم الأمامي فقد تناول تداعيات حل الجيش العراقي وقوات الأمن العراقية على الوضع الامني في العراق والى هذه الحالة العميقة من الفلتان الأمني واتهم الولايات المتحدة بأنها تريد تدمير العراق وجره بالقوة إلى حرب أهلية الأمر الذي يتحقق الآن بشكل مقصود ومخطط له حسب رأيه .
ورأى ان احد الحلول الممكنة التي يمكن أن تساعد في استقرار الوضع هي السماح بإعادة جميع من يرغبون من ضباط الجيش العراقي وقوى الأمن السابقة باستثناء من التحق بهم بالميليشيات شرط أن يؤمنوا ويعترفوا بان العراق بلد الجميع .
وعلمت إيلاف التي حضرت جزءا من أعمال المؤتمر أن النقاش سيركز اليوم وغدا على الدور المنتظر من الاتحاد الأوروبي في عملية إعادة بناء العراق والعقبات التي تقف بوجه إعادة بناء العراق والمشروع الأميركي للديمقراطية في العراق إضافة إلى التطرق إلى المؤتمر الدولي حول العراق
وسينهي المؤتمر أعماله ظهر الغد هذا ويحظى المؤتمر بتواجد إعلامي تشيكي لافت .