الياس توما من براغ: أثار الإعلان عن تنظيم مؤتمر في براغ حول العراق في مبنى البرلمان التشيكي تحت رعاية نائب رئيس مجلس النواب التشيكي لوبومير زاؤراليك في التاسع من الشهر الجاري، خلافات حادة بين الأوساط السياسية التشيكية. وانسحب الخلاف أيضاً على العراقيين في تشيكيا. وقالت صحيفة برافو اليوم إن وزير الخارجية التشيكي الكسندر فوندرا والسفارة العراقية في براغ والحزب المدني الديمقراطي الحاكم يقفون ضد عقد مثل هذا المؤتمر على ارض البرلمان التشيكي. فيما لا يرى نائب رئيس البرلمان التشيكي لوبومير زاؤراليك، والحزب الشيوعي التشيكي المورافي، ومنتدى السلام التشيكي، والتجمع التشيكي العراقي أي مشكلة في عقد مثل هذه الفعالية.

إنقسامات
ويرى رئيس الكتلة النيابية للحزب المدني بيتر تلوخورج أن تنظيم هذا المؤتمر يمثل خطرا كبيرا ومشكلة كبيرة. كاشفا عن أن غرض حزبه الآن هو منع عقد هذه الفعالية على ارض البرلمان التشيكي. وأضاف في حال فشل حزبه في هذه المحاولة فان حزبه على الأقل بهذه الطريقة يعلن تبرأه من هذه الفعالية، متهما الحزب الشيوعي التشيكي المعارض بالوقوف وراء الموضوع.

وقد رفض رئيس الحزب الشيوعي فويتيخ فيليب هذا الاتهام مؤكدا أن هذا المؤتمر سيحضره أيضا ممثلون عن البرلمان الأوربي. أما وزير الخارجية فوندرا فقد عبر عن رأيه الشخصي في هذه المسألة قائلا انه يرى بان المؤتمر الذي تشارك فيه مجموعات محددة من الأفضل أن لا يرتبط عقده بمبنى رسمي. في إشارة إلى إمكانية عقده في البرلمان. ورأى أن من الأفضل أن يعقد على الأقل خارج مقر البرلمان التشيكي بالنظر للوضع القائم في العراق والصلة القائمة بين هذا المؤتمر وجماعة محددة، لكنه لم يحدد هويتها.

المنظمون
وتقول الصحيفة التشيكية أن منتدى السلام التشيكي برئاسة فلاديميرا ليفا والتجمع التشيكي العراقي برئاسة فيصل إسماعيل هما من ينظمان هذه الفعالية. وانه قد ورد في الدعوة الموجهة بان احد المتحدثين الرئيسيين سيكون نائب رئيس مجلس النواب التشيكي زاؤراليك، وأربعة من التشيك، وأربعة من أصول عراقية. وقد تم تقديمهم في الدعوة على أنهم شخصيات سياسية وأكاديمية معروفة جدا على الساحة السياسية التشيكية والعراقية بمعلوماتهم الاحترافية حول الموضوع المطروح.

وعلى الرغم من اعتراف زاؤراليك بأنه يجهل أسماء الحضور، إلا انه برر قبوله برعاية المؤتمر بالقول بان هدف هذا المؤتمر هو ايجابي، وهو إرساء القيم الأوروبية في العراق. وشدد على انه ليس لديه أي مبرر أو دافع ا ن يمنح الفرصة للصداميين أو أن يعقد اجتماعا هنا لممثلي النظام السابق.

تحفظات عراقية
وتؤكد يرافو أن السفارة العراقية في تشيكيا لديها تحفظات أيضا على عقد هذا المؤتمر. وان السفارة قدمت احتجاجا على عقده لدى نائب وزير الخارجية التشيكي ياروسلاف باشتا رغم أن هدف المؤتمر الرئيسي المعلن هو البحث عن مخرج للازمة العراقية القائمة. وتنقل الصحيفة عن السفير العراقي لدى تشيكيا ضياء الدباس قوله: quot;لدينا شعور بان المعارضة العراقية تحاول استغلال البرلمان التشيكي في الحملة ضد الحكومة الديمقراطية. وإننا نسأل لماذا مثلا لم تتم دعوة أعضاء من البرلمان العراقي؟ كما أن أسماء المشاركين لا تزال سرية إلى الآن ولذلك تسود مخاوف لدينا بان كل هذه الفعالية لن تتحدث عن الوضع الحقيقي القائم في العراق بل على العكس من ذلك ستضرهquot;.

ويرفض إسماعيل عدم وجود شفافية في تنظيم هذه الفعالية أو أن تكون هناك أغراض جانبية من عقده. مؤكدا لبرافو انه quot;لا يريد أن يتدخل في السياسة التشيكيةquot; . وأكد انه لا يتم إخفاء أسماء المشاركين بل سيتم نشرها يوم الاثنين مع برنامج المؤتمر.

من جهتها نفت رئيسة منتدى السلام التشيكي ليفا انه سيحضر إلى براغ ممثلين عن المعارضة العراقية الحالية. أو أن المشاركين سيتعرضون لحل قضايا دينية. مشددة على أن الذين سيحضرون هم رجال فكر وأكاديميون من بريطانيا وفرنسا والسويد وهولندا من المعارضين السابقين لنظام صدام حسين.

وتؤكد الصحيفة أن المنتدى العراقي الذي يعتبر التنظيم الرئيسي للعراقيين الذين يعيشون في تشيكيا يعارض أيضا بقوة هذه الفعالية . وتنقل الصحيفة عن الناطق باسم هذا المنتدى احمد الغاري قوله لها quot; إن البحث عن حل للعراق هو هدف يمكن لنا أن نوقع تحته غيران حيثيات هذه الندوة مشبوهة جدا وهنا لا أتحدث أبدا من يمكن له أن يمول هذه الفعالية quot;.