وسط تعتيم إعلامي وسياسي:
حماس بدأت مشاورات تشكيل الحكومة

إقرأ أيضا

مبارك : على حماس الاعتراف باسرائيل لتشكيل

الفلسطينيون ينظرون بعين واحدة للمرحلة القادمة

غموض وحذر يكتنفان موقف مصر حيال حماس

مسلحون يختطفون مواطنا ألمانيا بنابلس

البرازيل ستتعاون مع حكومة حماس اذا تعاونت

حماس: إكتشاف ملف فساد جديد

الداخلية الفلسطينية ترفض المساس بالأجانب

دحلان يؤكد عدم وجود مخططات للإطاحة بالقدومي

حماس تحوّل حزب الله نموذجاً

علاقتنا الفلسطينية لا تقبل القسمة ولا المزاودة

الفلسطينيون بانتظار نتيجة الامتحان الصعب

بشار دراغمه و خلف خلف من رام الله:علمت (إيلاف) من مصادر خاصة أن حركة حماس التي فازت بالانتخابات التشريعية الفلسطينية بدأت مشاورات مع بقية الفصائل الفلسطينية، من أجل تشكيل الحكومة وقال المصدر الذي فضل عدم ذكر اسمه أن حماس تستعد لعقد اجتماعين منفصلين أحدهما في قطاع غزة ، يجمع قادة كافة الفصائل من أجل التشاور في تشكيل الحكومة القادمة، إضافة إلى إقناع حركة فتح المشاركة في الحكومة، وبين المصدر أن عدة فصائل وافقت على المشاركة في حكومة حماس، بينما لم تعطي حركة فتح أي جواب نهائي، وبحسب المصدر فان الاجتماع الذي عقده الرئيس محمود عباس مع رئيس حركة فتح، فاروق القدومي، هدفت بالأساس إلى اتخاذ قرار بشأن المشاركة في الحكومة، وأن أبو مازن سيعمل على إقناع القدومي بموافقة على دخول فتح في الوزارات الجديدة وذلك من أجل كسب الموقف الدولي، الذي أعلن مقاطعته لأي حكومة ستشكلها حماس.
ومن المقرر أن تعقد حماس اجتماعا ثانيا في القاهرة يجمع كافة قادتها في الخارج للتشاور في قضية الحكومة القادمة، وبحث الخيارات الممكنة في حال أصرت فتح على عدم مشاركة حماس، ويسود توجه داخل الحركة في مثل هذه الحالة على تشكيل حكومة تضم أكاديميين وخبراء قادرين على تسير أعمالها وتديرها حركة حماس من الخارج بالكامل.
المصير المجهول
ما زالت سماء فلسطين ملبدة بالغيوم، وسط غموض كبير يلف معالم المرحلة المقبلة، أزمات مالية تعصف في السلطة، وحكومة غير واضحة الشكل والتركيبه، وموظفون ينتظرون رواتبهم، وآخرون ينظرون بعين الترقب لكل التصريحات المتواترة الصادرة عن مسؤولين عرب وعالمين ترسم صور قاتمة في اغلب الأحيان، وتصريحات قادة حماس التي ترسم أحلام وردية، هكذا يبدو المشهد الفلسطيني بعد أسبوع على فوز حركة حماس في الانتخابات التشريعية الفلسطينية.
تفاقم الوضع دفع رفيق الحسيني مدير عام مكتب رئيس السلطة الفلسطينية إلى التصريح أن اللجوء إلى انتخابات فلسطينية مبكرة غير مستبعد في حال فشلت السلطة والمجلس التشريعي في الاتفاق على تشكيل الحكومة المقبلة، وفيما يواصل وفد حركة حماس الذي يتزعمه القيادي البارز في الحركة سعيد صيام زيارته لدمشق والقاهرة من اجل التشاور مع جميع دول الطوق وتمتين علاقات حماس مع هذه الدول وجلب الدعم المالي والسياسي لها، يتوجه اليوم الجمعة الرئيس محمود عباس حسب ما هو مقرر إلى قطاع غزة للاجتماع بقادة حركة حماس والتباحث معها في شأن تشكيل الحكومة والتعاون بين الحكومة ومؤسسة الرئاسة.
وأكد الشيخ إسماعيل هنية رئيس قائمة حركة حماس أن حركته ستبدأ فور وصول الرئيس محمود عباس إلى غزة مشاورات لتشكيل الحكومة الجديدة على قاعدة الشراكة السياسية، مشددا أ أن حماس سوف تجري المشاورات على أوسع نطاق مع كافة الكتل البرلمانية التي فازت بالانتخابات خاصة حركة فتح وكذلك شخصيات وشرائح متعددة داخل الساحة الفلسطينية ذات اختصاص وذات صلة.
وحول موقف فتح من عدم المشاركة في حكومة تشكلها حماس قال هنية : هذه تصريحات كانت في الإعلام فقط، ونحن لم نسمع من الإخوة في حركة فتح موقفاً رسمياً حول موضوع عدم المشاركة في الحكومة، وسنعرض الموضوع ونبحث وسنلتقي ونكون جادين وراغبين في ذلك وننتظر جواب الجميع.
ولكن جميع الاتصالات والمشاورات التي يلوح بها قادة حركة حماس لم يرشح منها شيئا لغاية الأن يوضح الأمور للمواطن الفلسطيني، فضبابية تخيم على الشخصية التي ستسلم رئاسة الحكومة المقبلة، ولكن إسم محمود الزهار وإسماعيل هنية يبرزا كأكثر الشخصيات المرشحة لتولي المنصب، فيما تقول مصادر مقربة من حماس أن خبرة الزهار السياسية الواسعة تعطيه أفضلية على غيره، وقد تم استبعاد خالد مشعل رئيس المكتب السياسي في حركة حماس من تولي هذا المنصب كونه يعتبر الرئة التي تتنفس منها حركة حماس في الخارج، كما أن إسرائيل هددت مشعل بالاعتقال في حال عاد لقطاع غزة، في غضون ذلك، قال د.خليل أبو ليلة أحد ابرز قادة حماس في تصريحات صحافية أن حماس قد أعدت حكومة تكنوقراط في حال فشلت المحادثات مع باقي الفصائل لتشكيل حكومة ائتلافيه.
إسرائيليا، ينقسم المراقبون والمحللون في نظرتهم لفوز حماس، والمرحلة المقبلة، ويرى قسم منهم أن دخول حماس المعترك السياسي سيجبرها نهاية الأمر على التخلي عن العنف والاعتراف في إسرائيل، يقول المحلل السياسي الإسرائيلي اوري بورات أن كل من يتخوف من صعود حماس إلى السلطة لا يفهم ببساطة شيئاً في السياسة. مشيرا أن التجربة تدل على أن كل جهة متطرفة، عندما تصل إلى السلطة، تصبح معتدلة.
ولكن عمير ريابورت المحلل السياسي في صحيفة معاريف يعتبر أن انتصار حماس يشكل رسالة تهديد لكل المعتدلين في العالم العربي الذين لا يجدي نهجهم نفعاً. لكنه في الوقت ذاته، يوضح أن هذا التطور تحديداً سيخفف الضغط الدولي على إسرائيل وسيغلق الأبواب التي فتحت في واشنطن أمام الفلسطينيين من رجال فتح.