أحمد نجيم من الدار البيضاء: استقبل المغرب خلال نهاية الأسبوع المنصرم وبداية هذا الأسبوع مسؤولين كبار لثلاث دول عظمى هي أميركا وبريطانيا وفرنسا. فقد حل اليوم الاثنين وزير الشؤون الخارجية البريطاني جاك سترو بمدينة فاس في زيارة عمل للمغرب، ومن المتوقع أن يستقبله العاهل المغربي الملك محمد السادس.
قصاصة لوكالة الأنباء المغربية اكتفت بالقول أن وزير الخارجية البريطاني سيجري مباحثات مع المسؤولين المغاربة حول قضايا الثنائية والإقليمية.
ومن المحتمل أن يلتقي العاهل المغربي اليوم كذلك، بوزير الدفاع الأميركي رونالد رامسفيلد، بعد زيارة قصيرة قادته إلى تونس والجزائر. وأعلن المسؤول الأميركي في حوار نشرته quot;إيلافquot; أن هذه الزيارة ترمي إلى تعزيز العلاقات العسكرية والأمنية مع البلدان المغاربية. وتوسيع آفاق التعاون العسكري والأمني بين المغرب والولايات المتحدة. وشدد على العلاقة التاريخية بين المغرب وأميركا، باعتبارها quot;الأقدم من نوعها في تاريخنا، حيث ابتدأت مع التوقيع على معاهدة الصداقة بين بلدينا سنة 1787quot; وأضاف أن للمغرب دور يمكن أن يطلع به quot;في عملية حفظ السلام على المستوى الدولي، والجهود المبذولة في مجال محاربة الإرهاب، ومواجهة التهديدات المستمرة للأمن والاستقرار في شمال إفريقيا والشرق الأوسط، وكذا التباحث حول علاقات التعاون المتينة القائمة بين البلدين في المجال العسكريquot;.
وأوضح أن العاهل المغربي quot;يتوفر على صوت من الحكمة والاعتدال والتسامح في المنطقة، ونحن فخورون، لأنه أتيحت لنا الفرصة للوقوف بجانبهquot;. معبرا عن إعجابه quot;لرعاية جلالته للحوار حول تسامح الديانات، لما لذلك من تأثير على مواجهة التأويلات المتطرفة وغير المتسامحة لدين الإسلام، واعتبارا لما أقدم عليه جلالة الملك محمد السادس من إصلاحات للمغرب والشأن الديني، اللذين يتفاعلان بشكل إيجابي ومتكاملquot;. ووصف الإصلاحات التي دشنها الملك توضح أن quot;الإصلاح السياسي يمكنه أن يكون مساهمة فاعلة ومهمة في عملية الاستقرار والتقدم في الشرق الأوسطquot;. ووصف المغرب بquot;الشريكquot; في الحرب على الإرهاب.
وزير الداخلية الفرنسي نيكولا ساركوزي، التقى نهاية الأسبوع المنصرم بوزير الداخلية المغربي مصطفى الساهل، وتباحث الجانبان عن قضايا قريبة من تلك التي أثارها رامسفيلد مع المسؤولين المغاربة، خاصة القضايا الأمنية ومحاربة الإرهاب، بالإضافة إلى مواضيع تهم الهجرة السرية. وكانت العاصمة الرباط شهدت بداية الأسبوع المنصرم زيارة مدير روبيرت ميولر. وتناولت التعاون الأمني المغربي الأميركي، وقال، في حديثه عن أمثلة من هذا التنسيق لقد quot;قادتنا التحريات إلى المغرب وتركيا، وأفضت إلى إلقاء القبض على المسؤولين عن الفيروسات في البلدين. هذا نوع من الجهودquot;.
وتفادى المسؤول الاميركي الخوض في عملية ترحيل معتقلين من غوانتانامو إلى المغرب، مكتفيا بالقول quot;سأكرر ما قالته كوندوليزا رايس في هذا الشأن، فالولايات المتحدة تحترم القانون الدولي، وتحترم سيادة كل الدول، التي تتعامل معهاquot;. وبخصوص قضية التجسس على المواطنين الأميركيين، لاعتبارات أمنية، ودور quot;إف بي أيquot; في هذه القضية أوضح ميولر quot;لن أستطيع أن أعطي تفاصيل عن ذلك، لأن الملف ما زال موضوعا في خانة السرية. لكن ما أود أن أقوله هو أن تقديركم لهذا الموضوع ليس بالصحيح، توجد هيئة مكلفة برصد مكالمات، الذين لهم علاقة بمنظمة القاعدة داخل وخارج الولايات المتحدة الأميركية. وعليكم أن تدركوا بأننا في حرب مع القاعدةquot;.
وقال المسؤول الأميركي في حوار مع جريدة quot;الصحراء المغربيةquot; ، أن العاهل المغربي الملك محمد السادس يتوفر على مقاربة نيرة في هذا المجالbull; وشدد على ضرورة مواكبة هذه النظرة وهذا التصور من أجل النجاح في مهمة اجتثاث هذه الظاهرة . وأوضح ميولر، الذي قضى سنوات طوال في مجال محاربة الإرهاب والجريمة المنظمة ومكافحة التهريب والمخدرات وتبييض الأموال، إنه لا يوجد بلد أو مؤسسة متخصصة في المخابرات تستطيع أن تنجح لوحدها في مهمة الحرب على الإرهاب من دون اللجوء إلى التعاون الوثيق والتبادل الدائم للمعلومات بين الدول والمؤسسات المختصة عبر العالم.
وربطت صحف مغربية هذه الزيارات بصراع القوى العظمى، وذهبت أسبوعية quot;الجريدة الأخرىquot; أن زيارة رامسفيلد للمغرب مرتبطة بقلق أميركي حول أنشطة منظمات إرهابية أصولية في منطقة الساحل الإفريقي، كما تحدثت عن سعيه لتعاون أمني أوسع، وذهبت إلى أنه مع تصاعد المقاومة قد يطلب رامسفيلد من المغرب المشاركة في قوات عربية لحفظ الأمن في العراق. كما تحدثت صحف عن وجود تسابق للقوى العظمى عن احتلال مكانة في المغرب، وذكرت بنشاط بعض الدول التجسسي الذي ارتفع في الآونة الأخيرة. بغض النظر عن هذه التأويلات، فإن المغرب بدأ يسترجع دوره الدولي التي تراجع في السنوات الأخيرة، وما هذه الزيارات إلا شكل من أشكال عودة المغرب إلى الواجهة الدولية.
التعليقات