بهاء حمزة من دبي: لعل ابرز ما يلفت النظر في البيان الذي صدر عن دولتي الامارات وتركمانستان اليوم في ختام زيارة الشيخ خليفة بن زايد ال نهيان رئيس الامارات الى العاصمة التركمانية عشق اباد هي الفقرة التي تشير الى ان الامارات تدعم quot; اتجاه الحياد الدائم لتركمانستان و الذي يعتبر عاملا مهما لتطوير الامن و التعاون بالمنطقة والعالم بشكل ايجابيquot; خصوصا ان تلك الفقرة سبقت بقليل فقرة اخرى تحدثت عن مساندة الجانبين للجهود الجماعية للمجتمع الدولي لمكافحة الارهاب والجرائم المنظمة و مكافحة المخدرات.

كما اكد الجانبان في البيان الذي بثته وكالة انباء الامارات على ضرورة توطيد السلام و الامن في منطقتي اسيا الوسطى والشرق الاوسط واحترام مبادئ القانون الدولي و عدم التدخل في الشؤون الداخلية و حل القضايا الدولية بالطرق السلمية واخلاء منطقة الشرق الاوسط من جميع انواع اسلحة الدمار الشامل.

ومن نص البيان وتفاصيل الزيارة التي قام بها الرئيس الاماراتي لعشق اباد يمكن تفهم الاهتمام الاماراتي بايجاد حليف على مستوى عال من الاهمية والموثوقية في منطقة بحر قزوين التي تعد من اكثر مناطق العالم جذبا للانتباه سواء اقتصاديا او سياسيا كما انها مرشحة بحسب العديد من الخبراء لان تكون بؤرة الثروة العالمية في المستقبل القريب وهي امور تعكس في مجملها بعد النظر الذي تتسم به السياسة الخارجية للامارات خصوصا في السنوات الاخيرة.
وكان الشيخ خليفة بن زايد الذي عاش يوما حافلا في عشق اباد حيث امتلئ جدوله بالزيارات والمقابلات قد تبرع كعادته في كل زيارة له الى عشق اباد باعتماد مبلغ 10 ملايين دولار أميركي لتوسعة قصر زايد لرعاية الايتام في تركمانستان و اقامة مبنى جديد للركاب في مطار ولاية ماري.

كما شهد الاحتفال الذي اقيم ظهر اليوم بوضع حجر الاساس لمبنى سفارة دولة الامارات العربية المتحدة في تركمانستان الذي يقام على مساحة ارض واسعة اهدتها الحكومة هناك وتقع في احد الشوارع الرئيسية في العاصمة عشق اباد.

ولعل من الامور التي يمكن ان تعكس حجم الحفاوة التي لقيتها زيارة خليفة للدولة الواقعة في شمال شرق اسيا وخصوصية العلاقة بين البلدين حرص الحكومة هناك على اضفاء صبغة شعبية على الاستقبالات التي لقيها الرئيس الاماراتي هناك ومنها ما حدث اليوم حيث اصطف على جانبي الطريق الى مقر مبنى السفارة مجموعات كبيرة من الطلاب و الطالبات و هم يرفعون اعلام دولة الامارات و تركمنستان و يهتفون بحياة صاحب السمو رئيس الدولة و رئيس تركمنستان فيما اعتلت صور بالحجم الكبير للزعيمين الابراج السكنية المقامة بالشارع المؤدي الى مقر مبنى السفارة.

و بالعودة الى البيان المشترك الذي صدر بمناسبة ختام الزيارة حيث اكدت الدولتين فيه عزمهما على تحديث و تطوير روابط الصداقة والعلاقات الثنائية بين البلدين في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والاستثمارية والثقافية والسياحية بما يحقق المصلحة المشتركة بين البلدين .

كما أكدتا في البيان الذي صدر في كل من أبوظبي وعشق أباد حرصهما على استخدام جميع الامكانيات التجارية و الاقتصادية المتوفرة للبلدين وتطوير التعاون بينهما في مجالات التجارة وصناعة النفط و الغاز والنقل و المواصلات.
وشدد الرئيس الاماراتي ورئيس تركمانستان على ضرورة تنسيق مواقف البلدين على الساحات الاقليمية والدولية و الانسانية و الحفاظ على البيئة بشكل خاص.

كما عبر الجانبان عن مساندتهما للجهود الجماعية للمجتمع الدولي التى تبذل لاجل مكافحة الارهاب الدولي وتداول المخدرات والجرائم المنظمة او العابرة كما بحث الزعيمان القضايا الاقليمية والدولية وشددا على ضرورة توطيد السلام والامن في منطقتي اسيا الوسطى والشرق الاوسط واحترام مبادئ القانون الدولي وعدم التدخل في الشؤون الداخلية وحل القضايا الدولية بالطرق السليمة واخلاء منطقة الشرق الاوسط من جميع انواع اسلحة الدمار الشامل .وعبر الشيخ خليفة في ختام زيارته عن شكره على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة والوفد المرافق له موجها الدعوة الى رئيس تركمانستان لزيارة الامارات في اي وقت يراه مناسبا.