أسامة العيسة من القدس :بعد سنوات من فشل جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك)، من اغتيال أو اعتقال المطارد الفلسطيني جبر الأخرس، الذي تحول إلى بطل شعبي، لأا يوفال ديسكن رئيس هذا الجهاز، إلى إحدى أهم لجان الكنيست الإسرائيلي لمناقشة قضية الأخرس، الذي يشكل تهديدا جديا على الأمن الإسرائيلي، خصوصا وانه ينشط في منطقة حساسة جنوب القدس، التي تعتبرها إسرائيل عاصمتها quot;الموحدة والأبديةquot;.
وعرض ديسكن أمام لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست يوم امس الاثنين، للمخاطر التي يشكلها الأخرس وخليته، قائلا بان الشاباك والجيش الإسرائيلي تمكنا من العثور على مدفع صواريخ عيار ستين مليمترا و8 قذائف مورتر (هاون)، في بلدة الخضر جنوب القدس، كان جبر الأخرس ورفاقه يستعدون لإطلاقها باتجاه مستوطنة جيلو جنوب القدس.
وقال ديسكن بشكل لا يخلو من الفخر أمام أعضاء اللجنة quot;هذه هي المرة الأولى التي يتم الكشف فيها عن أسلحة راجمة معدة للإطلاق باتجاه القدسquot;.
وأضاف quot;تمكنا من اعتقال الخلية من خلال حملة بين الشاباك والوحدات العسكرية الخاصة (دوفدوفان) وشمشون)quot;.
واكمل ديسكن quot;اعتقالنا 5 من أعضاء الخلية ولكن..quot; واضاف بآسي هذه المرة quot;لم نتمكن من اعتقال جبر الأخرس قائد الخليةquot;.
ولا يعرف ماذا كان ردة فعل أعضاء اللجنة، عندما ذكر اسم جبر الأخرس، الذي تردد اسمه أمامهم كثيرا في مرات سابقة، خلال تقارير مشابهة، قدمها ديسكن أو سلفه ايفي ديختر.
ولا يعرف أيضا بماذا برر ديسكن، عدم تمكن أجهزة الأمن الإسرائيلية من وضع حد للأخرس، الذي يصفه عارفوه بأنه شاب بسيط.
ومنذ تشرين الأول (نوفمبر) 2003، يحاول الشاباك، ووحدات الجيش الإسرائيلية اغتيال أو اعتقال الأخرس ولكنها تفشل في كل مرة.
وادرج الأخرس على قائمة المطلوبين الأشد خطورة لإسرائيل يوم 18 تشرين الأول (نوفمبر) 2003، عندما خلع بزته العسكرية كمجند في الأمن الوطني الفلسطيني، وقصد حاجزا عسكريا جنوب القدس، وتمكن ببندقية كلاشينكوف من قتل اثنين من جنود الحاجز، وكان يتوقع أن يقتل فكتب وصيته واودعها لدى احد اصدقائه، ولكن يبدو أن المفاجأة ألجمت باقي الجنود، فاختبئوا، مما مكنه من العودة غانما بندقية أحدهما.
ووقعت العملية بينما كان الحاج إسماعيل جبر قائد الأمن الوطني الفلسطيني السابق، في بيت لحم للتمهيد لنقل الصلاحيات الأمنية فيها إلى الجانب الفلسطيني بعد أن كانت لفترة طويلة تحت سيطرة الجيش الإسرائيلي، ضمن اتفاقية عرفت إعلاميا باسم (بيت لحم أولا).
وتم اعتقال الأخرس على يد الأمن الفلسطيني باوامر من الحاج جبر، واعتبرت الأجهزة الأمنية الإسرائيلية أن مسالة اغتياله ستكون سهلة، ونفذت عدة عمليات من اجل ذلك فشلت جميعها، وكثفت هذه الأجهزة عملياتها منذ شهر كانون الأول (ديسمبر) 2005 ضد الاخرس، وكان آخرها في بداية شهر شباط (فبراير) الجاري، ولكن الأخرس هرب من سجنه الفلسطيني، ولاحقه الجيش الإسرائيلي في عدة أماكن وفشل في النيل منه، وكذلك لم تستطع قوات الأمن الفلسطينية إعادة اعتقال الأخرس، الذي رد بإطلاق النار على مجموعة من الأمن الفلسطيني أتت لاعتقاله واصاب اثنين منهما.
وها هو ديسكن يعلن انه تمكن من اعتقال أعضاء الخلية التي يترأسها الأخرس، ولكنه يعترف أمام أعضاء لجنة الخارجية والأمن، انه فشل في النيل من جبر الأخرس، الشاب البسيط الذي جاء من إحدى مخيمات قطاع غزة إلى الضفة الغربية وانتسب إلى جهاز الأمن الوطني الفلسطيني، ولم تعرف له اهتمامات سياسية، ولكن يعتقد أن الممارسات الإسرائيلية العقابية ضد الشعب الفلسطيني، جعلت الأخرس يخلع بزته العسكرية، ليتحول إلى مقاوم.
التعليقات