ثاني تحرّك دولي له قد يشمل بريطانيا في مارس:
جولة جديدة للملك عبدالله إلى اليونان وتركيا


سلطان القحطاني من الرياض:

ذكرت مصادر عليمة لـquot;إيلافquot; أن العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز يعتزم القيام بجولة دولية إلى اليونان وتركيا وبريطانيا في وقت لاحق من شهر آذار (مارس) المقبل، في ثاني تحرّك دولي للملك السعودي منذ توليه زمام الحكم في المملكة العربية السعودية أوائل آب(أغسطس) من العام الماضي، بعدما أنهى زيارته الشرق آسيوية التي قام بها قبل أسابيع مضت رفقة وفد سعودي كبير. وقال مصدر دبلوماسي في سياق حديثه الهاتفي مع quot;إيلافquot; الليلة الماضية إن هناك مباحثات بشأن توقيت الزيارة الملكية المرتقبة للملك العبدالله بن عبدالعزيز إلى أنقرة التي quot;لم يتحدد لها وقت حتى الآنquot; طبقاً لما أورده المصدر ذاته، في حين توقعت أوساط تركية أن تكون الزيارة في منتصف شهر مارس المقبل، وهي quot;زيارة تاريخية بكل المقاييسquot; حسبما يقول محللون سياسيون مراقبون لشؤون دول العالم الإسلامي من كثب.

وتركيا، التي تتعثر ما بين الانتماء إلى العالم الإسلامي أو أوروبا، وهما انتماءان يفرضهما التاريخ والجغرافيا كلاً على حدة، ستجد في هذه الزيارة فرصة quot;لتمتين عرى التحالفات الإقليمية في المنطقة مع لاعب مهم كالسعودية على الصعيدين السياسي والاقتصادي لخلق توازن استراتيجي تحتاجه المنطقة المشرقية في ظل عدم الاستقرار الحاليquot; على حد قول المحللين ذاتهم، وذلك بعد الجهد الحثيث الذي تبذله أنقرة للتماهي مع ثقافة الإتحاد الأوروبي الذي تطمح إلى ولوجه قريباً، في الوقت الذي يرى الأوروبيون أن تركيا لم تخلع حجابها الإسلامي بعد، فضلاً عن أن الأمانة العامة لمنظمة المؤتمر الإسلامي يتولى زمامها تركي الجنسية، وأنها تُحكم عبر حزب إسلامي هو حزب الفضيلة.

وتعدُّ هذه الزيارة التي يقومُ بها الملك السعودية إلى أنقرة الأولى لملك سعودي منذ ما يقارب من ربع قرن، بعدما استطاعت الحكومات التركية المتعاقبة من أن تزيل عن كاهلها الإرث العثماني الذي كان مناكفاً صلباً لعمليات التأسيس الأولى للدول السعودية الثالثة على يد الملك عبدالعزيز بن آل سعود، بينما ما زالت العلاقات السعودية التركية تجني ثمار الوفاق السياسي ما بينهما منذ اجتماعاتهما التنسيقية قبل الحرب الأميركية الأخيرة ضد العراق،علاوةً على ارتفاع حجم التبادلات التجارية بين البلدين بشكل لافت.

ومن المقرر أن تشمل الزيارة التي يقوم بها العاهل السعودي اليونان أيضاً، التي ليست بذلك التواجد على خارطة العلاقات السياسية للحكومة السعودية، وما تنتظره أثينا من الزائر السعودي الكبير هو quot;استمرار دفع العلاقات إلى المستوى المأمولquot; حسبما تراه الأوساط اليونانية، وكذلك بحث القضية القبرصية مع الجارة التركية، كون الرياض تحظى بثقل لا يستهان به على ساحة المسرح الشرق أوسطي.

ووصف السفير اليوناني لدى السعودية في تصريحات سابقة علاقات اليونان والمملكة العربية السعودية بأنها ممتازة وكانت نتاجا لصداقات وأواصر قلبية قديمة جدا ما بين اليونان والعالم العربي، مشيرً إلى أن المناخ الجيد جدا القائم اليوم في العلاقات السعودية اليونانية ينعكس على التقارب المشترك في أمور دولية عديدة وتعاونهما البناء في المحافل الدولية واتصال الناس بالناس واحترامهم المتبادل وتفاهمهم.

وقال أيضاً إن الحكومة اليونانية تعطي أهمية كبيرة لتقوية الأواصر أكثر فأكثر لهذه العلاقات في كافة المجالات خاصة في مجال الاقتصاد وهي مستعدة وتريد أن توسع تعاونها مع الحكومة السعودية بهدف أفضل خدمة لمصالح شعبيهماquot; على حد قوله.

وانقطعت الزيارات الملكية عن أثينا منذ أن لجأ إليها ملك السعودي الراحل سعود بن عبدالعزيز الخليفة الأول لمؤسس الدولة السعودية الثالثة،فيما ما زالت العلاقات الاقتصادية تسير بشكل انسيابي ما بين البلدين دون عائق،وهو وريد إمدادي مهم تعوّل الحكومة اليونانية على الإفادة منه بشكل أكبر، خصوصاً صناعة اليخوت الفارهة التي تتقنها المصانع اليونانية بشكل كبير.

ورفض مصدر يوناني الحديث إلى quot;إيلافquot; حول برنامج الزيارة الملكية، مشيراً إلى أن هناك أنباء عن زيارة لم يتم التوثق بشأن توقيتها حتى الآن،في حين قالت مصادر quot;إيلافquot; أن سفير أثينا في الرياض يجول في أروقة صنع القرار اليوناني منذ أيام لترتيب الزيارة،وهو ما أدى لعدم تواجده خلال الأيام الماضية في عمله داخل العاصمة الرياض سفيراً لبلاده.

ولم تؤكد أو تنفي حتى الآن مصادر رسميّة بريطانية حادثتها quot;إيلافquot; نبأ الزيارة المزمع القيام بها من قبل العاهل السعودي إلى لندن، إذ قال السفير البريطاني لدى الرياض شيرارد كوبر خلال حديث خاطف مع quot;إيلافquot; أمس إنه لا يستطيع التعليق على نبأ الزيارة حتى الآن، في حين أنه أجاب على سؤال حول نية رئيس الوزراء البريطاني توني بلير زيارة العاصمة السعودية الأسبوع المقبل قائلاً quot;ياليت. لكن هذا غير صحيحquot;.

وتصف الأوساط الدبلوماسية المراقبة لتحركات السفراء الأوروبيين داخل السعودية ومفاصلها السفير كوبر بأنه quot;دبلوماسي نشيط يسهم بشكل كبير في تنمية العلاقات بين بلاده والرياض على كافة الصُعد بشكل ذكيquot;، وهو الأمر الذي يتفق عليه حتى أنداده من السفراء الذين لا يبعدون عن مقر قامته سوى أميال قليلة في حي السفارات السعودي، إذ يرون أن quot;أبو هنريquot; - كما يحب أن يسمي نفسه - قد استطاع في فترة وجيزة أن يربط شعبي البلدين بطريقة لافتة، من خلال تنمية الزيارات المتبادلة، وكذلك الاجتماعات المتواترة التي يقيمها في منزله الأنيق على غير مبعدة من مقر عمله الرسمي.

وطبقاً لما قالته مصادر quot;إيلافquot; فإن توقيت الزيارة لم يُحسم حتى الآن،إذ انه وبالرغم من تأكيد عدد من المصادر أن تكون الزيارة الملكية في نهاية شهر مارس، إلا أن القطع بهذا الموعد ليس وارداً حتى اللحظة، في حين أن الملفات المرجح وضعها على الطاولة التي ستجمع ما بين الزعيمين السعودي والبريطاني ستتمحور حول التعاون العسكري والمعارضة السعودية بشكل أدق، وتتبعها الأوضاع السياسية في المنطقة ابتداءً من العراق ومروراً بالملف السوري اللبناني،ونووي إيران،وانتهاء بعملية السلام المتعثرة في الشرق الأوسط.