التصعيد الاعلامي في اوجه والحوار بعد غد
تحركات ناشطة لاستعجال لقاء عون وجنبلاط

ريما زهار من بيروت: تلتئم القوى السياسية في لبنان بعد غد الخميس حول طاولة الحوار في وقت لا تزال فيه العقدة الارثوذوكسية والارمنية تراوح مكانها في امكانية التمثيل. وستكون الحكومة غدًا على موعد مع انعقادها تحت رئاسة رئيس الجمهورية، وهو موعد أكدته الغالبية النيابية رغم اعتكاف ممثل القوات اللبنانية الوزير جو سركيس. وبين هذين الموعدين يبرز موعد اخر للقاء قد يتم بين النائب الجنرال ميشال عون ورئيس الحزب الاشتراكي النائب وليد جنبلاط قبل 2 آذار/مارس لبحث الملف الرئاسي. ورغم ارتفاع حدة التعقيد الاعلامي والكلامي بين الاطراف السياسية بين قوى 14 آذار/مارس من جهة، وبين القوى الاخرى في الجهة المقابلة، خصوصًا التيار الوطني الحر ، إلا أن خطوط الاتصال لم تنقطع بين هذه الاطراف وتحديدًا بين الرابية وقريطم والمختارة، ولا يزال الحوار مستمرا بوساطة الموفدين في محاولة لتقريب وجهات النظر في ما يتعلق بالعديد من القضايا الداخلية، وخصوصًا بالنسبة الى استحقاق رئاسة الجمهورية في ظل الحملة العنيفة من قبل قوى 14 آذار/مارس على رئيس الجمهورية لحمله على الاستقالة.

وتقول اوساط قريبة من رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط ورئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب العماد ميشال عون لquot;إيلافquot; ان حركة الاتصالات بينهما جارية فعلا، في ظل التنسيق الذي تفرضه الظروف التي تمر بها البلد، ولا سيما ان الموضوع الرئاسي قد وضع على نار حامية جدًا، وبعد تأكيدات اعضاء قوى 14 آذار/مارس على ان التغيير اصبح قريبًا جدًا، وفي ضوء كلام البطريرك نصر الله صفير الصريح والواضح من أن منصب رئاسة الجمهورية اصبح شاغرًا وفارغًا. ويترقب الجميع ما قد يصدر غدا في بيان للبطاركة الموارنة وكيف ستكون لهجته بالنسبة لموضوع رئاسة الجمهورية ، لا سيما في ظل ما ظهر بوضوح بأن بكركي رفعت الغطاء عن رئيس الجمهورية، وأعطت الضوء الاخضر للاكثرية لإقالته بالوسائل الدستورية المتاحة..

وتتحدث هذه الاوساط عن وجود امكانيات بأن تثمر حركة الاتصالات الجارية حاليًا على خط الرابية المختارة عن نتائج ايجابية بحيث من المحتمل ان يصار الى عقد لقاء قريب بين النائب العماد ميشال عون والنائب وليد جنبلاط.

وتؤكد الاوساط الى ان مثل هذا اللقاء بات ضروريًا لكي تكتمل الصورة قبل البدء بالحوار المنشود، ولكي يتم بحث الموضوعات الدقيقة التي سيصار الى بحثها بين الاطراف السياسية التي ستشارك في هذا الحوار.

وعلى هذا الاساس، فإنه ينتظر ان تتكثف الاتصالات على اكثر من جهة، لبلورة رؤية مشتركة حيال القضايا التي ستبحث، وتاليًا للخروج بموقف متقارب الى حد ما من هذه القضايا، وإيجاد توجه شبه موحد لمعالجة المسائل المطروحة على بساط البحث وفي المقدمة الملف الرئاسي.

وكان العماد عون قد رحب بهذا اللقاء، وهو الذي اكد دائمًا انه منفتح على كل القوى في إطار الحوار بين كل القوى السياسية ودون شروط مسبقة من اجل انقاذ البلد من الذي يتخبط به، بعدما وصلت الامور الى نقطة لم يعد ممكناً تحملها. ويبدو ان هناك العديد من الموفدين الذين زاروا في الايام الماضية المختارة والرابية، وعملوا على التحضير للقاء المرتقب الذي لن يطول ، على اعتبار ان الاجواء باتت مهيأة لاغلاق صفحة الخلافات التي ظهرت بينهما منذ عودة رئيس تكتل التغيير والاصلاح الى البنان في ايار /مايوالماضي.

بدوره يعتبر مصدر مقرب من التيار العوني لـquot;إيلافquot; ان اللقاء بين النائب الجنرال ميشال عون والنائب وليد جنبلاط لم ينسف وبالتالي فإن عقد هذا اللقاء ما زال واردًا، واذا ما تأجل فإن الاوضاع الداخلية التي شهدها الملف الحكومي هي التي دفعت بهذا التأجيل، بعد الخلافات التي نشبت بين ما يسمى بالتحالف الرباعي المشارك في هذه الحكومة، الامر الذي سحب نفسه على كل اللقاءات والاجتماعات التي كانت مقررة بين القوى السياسية من مختلف الاتجاهات، وهناك الآن عملية خلط اوراق على الصعيد الداخلي لتحديد الخيارات السياسية التي يجب اللجوء اليها للتعامل مع مستجدات الوضع الراهن بعد النتائج التي افرزتها التطورات الاخيرة.
واضاف ان quot;المطلوب كشف كل الجرائم التي حصلت ومن هي الجهات التي تقف وراءها لمحاسبة كل المتورطين بها، وإحقاق الحق، وهذا يفترض بالسلطة اللبنانية وبالحكومة ان تعملا على تفعيل الاجهزة الامنية والقضائية لتعقب الجناة وسوقهم الى العدالةquot;.