تجنبا جدولة الانسحاب وحثّاعلى دعم دولي للحكومة العراقية
بوش وبلير... اعتراف بالأخطاء وحزم تجاه إيران
بوش و بلير قبيل المؤتمر الصحافي المشترك في البيت الأبيض |
واشنطن، وكالات: استبعد الرئيس الأميركي جورج بوش ورئيس الوزراء البريطاني توني بلير - اللذان التقيا أمس في واشنطن- وضع جدول زمني لسحب قواتهما من العراق، وراهنا على الحكومة العراقية الجديدة للخروج من مأزق الحرب. وسلم الزعيمان بأن قرار غزو العراق في 2003 أثار انقساما لكنهما اتفقا على انه حان الوقت للتطلع الى المستقبل بعد أن ذهب العراقيون الى صناديق الاقتراع وانتخبوا في حرية حكومة جديدة.
وفي مؤتمر صحافي مشتركركز بشدة على العراق من دون استثناءالملف النووي الإيراني،اعترف بوش بأن فضيحة أعمال التعذيب في سجن أبو غريب كانت أكبر خطأ ارتكبته الولايات المتحدة في العراق، فيمااعتبر بلير إن استئصال حزب البعث كان الخطأ الأكبر.
وفيما يتعلقبإيران،كرر بوش التذكير بعزمه تسوية الأزمة بالوسائل الدبلوماسية تاركا الكرة في ملعب الإيرانيين موضحا إن quot;الإيرانيين غادروا طاولة المفاوضات. لقد اتخذوا القرار، والكرة في ملعبهمquot;. وأضاف بوش quot;quot;عليهم وقف (برنامجهم النووي المثير للجدل)من اجل مصلحة العالمquot;.
العراق... الغزو، الإنسحاب والأخطاء
ودافعبوش عن قرار غزو العراق والإطاحة بالرئيس العراقي صدام حسين، رغم أنه اعترف بوقوع نكسات. وأثنى بوش على تشكيل حكومة عراقية جديدة تمثل حكومة وحدة وطنية وعلى مشاركة ملايين العراقيين في الانتخابات في العملية الديموقراطية. وأكدأن واشنطن ولندن ستواصلان العمل على إنجاح الديموقراطية في العراق.
الانسحاب
وحول مسألة سحب القوات الأجنبية من العراق قال الرئيس بوش إنه يجب على الشعب الأمريكي أن يعلم أن قرار سحب القوات من العراق هو بيد القادة العسكريين فقط. وقال إن السياسة لن تكون صاحبة القرار بل ما تفرضه الظروف على الأرض. وقال بوش إن العراقيين يتمتعون الآن بحكومة ديموقراطية وإنه يمكنهم ممارسة حريتهم بشكل لم يكن متاحا في ظل حكم صدام حسين. وقال بوش إن على العراقيين أن ينحّوا جانبا خلافاتهم الطائفية ويتحركوا قدما كأمة واحدة.
من جانبه،قال بلير quot; هذا من واجبنا لكنه أيضا من واجب المجتمع الدولي بأسره ان يقف وراء هذه الحكومة ويدعمهاquot;. وقال بلير quot;هذه الحكومة العراقية التي انتخبت في انتخابات مباشرة قالت انها تريد منا أن نبقى لحين إنجاز المهمةquot;. وردد بوش نفس الرأي قائلا انه سيلتمس المشورة من قادته العسكريين الميدانيين في العراق بشأن انسحاب القوات. واضاف بوش قائلا quot;اريد ان ترحل قواتناquot; لكنه جدد موقفه الذي يتمسك به منذ فترة طويلة بأنه يجب على الولايات المتحدة أن تتم مهمتها في العراق. وقال بوش quot;اننا سنعمل مع شركائنا في العراق ..الحكومة الجديدة.. لتقرير أفضل السبل للسير قدما لتحقيق هدف وهو عراق يمكنه ان يحكم نفسه بنفسه ويعتمد على نفسه ويدافع عن نفسه.quot;
وقال رئيس الوزراء العراقي الجديد نوري المالكي هذا الاسبوع ان القوات العراقية بمقدورها تولي مسؤولية الأمن في البلاد في غضون 18 شهرا لكنها تحتاج الى المزيد من المجندين والتدريب والمعدات. ويوجد الآن حوالي 132 ألف جندي أمريكي وثمانية آلاف جندي بريطاني في العراق.
وأكد مراقبون أن الزعيمين اللذين شهدا تراجعاً في شعبيتهما يحتاجان الى ان يظهرا لشعبيهما ان هناك نوعاً من التقدم في العراق، وأشاروا الى ان بوش، الذي انخفضت شعبيته الى 31 في المئة، يحرص على تخفيف انعكاسات الحرب سلباً على الانتخابات التشريعية في بلاده في تشرين الثاني (نوفمبر).
وفي لعب على الكلمات، نشرت مجلة (ايكونومست) في مقال بعنوان quot;محور الضعفاءquot; إن المشكلة في العراق والمشاكل الداخلية حولت بلير وبوش quot;من صقور محلقة الى بط اعرجquot;، متوقعة أن تكون رحلة بلير الى الولايات المتحدة الأخيرة له كرئيس للوزراء، نظراً الى الهزيمة التي مني بها حزبه في الانتخابات المحلية والدعوات المتزايدة لتنحيّه عن السلطة.
الأخطاءالعراق استحوذ على الجزء الأكبر من حديث الزعيمين
أما فيما يتعلق بالأخطاء، قال بوشردا على سؤال في مؤتمر صحافي مشترك في البيت الابيض مع رئيس الوزراء البريطاني quot;اعتقد ان اكبر خطأ حصل حتى الان من وجهة نظر تورط بلادنا، هو ابو غريبquot;.واضاف quot;دفعنا ثمن ذلك منذ فترة طويلة، وخلافا لحقبة صدام (حسين)، فان الاشخاص الذين ارتكبوا تلك الاعمال، قد احيلواالى القضاءquot;.
اما بلير الذي طرح عليه السؤال نفسه، فتحدث عن عملية استئصال حزب البعث التي تلت اجتياح العراق، وخصوصا حرمان الجيش من كوادره ما ادى الى الصعوبات الراهنة التي تواجهها اعادة تشكيل القوى الامنية، والى جزء من اعمال العنف المستشري في العراق.
وقال بلير ان جهود تخليص الجيش العراقي من البعثيين الموالين لصدام حسين كان يمكن القيام بها بشكل أفضل. واضاف قائلا quot;أعتقد ان من السهل تكرار الحديث عن الأخطاء التي ربما وقعنا فيها. لكن أكبر سبب يشرح الصعوبات في العراق هو تصميم خصومنا على هزيمتنا. ولا أعتقد اننا يجب علينا أن نندهش لذلكquot;.
وقال بلير أيضا انه يعتقد ان من الممكن تحقيق هدف رئيس الوزراء العراقي الجديد لبسط سيطرة قوات الامن العراقية على العراق بأكمله بحلول نهاية 2007 . وادى عزل اعضاء حزب البعث بعد سقوط نظام صدام حسين في نيسان/ابريل 2003 الى طرد حوالى 40 الف شخص كانوا يعملون في الجيش العراقي.
أمنياً، قتل أمس 20 عراقياً وأصيب العشرات في هجمات متفرقة في بغداد ومحيطها، فيما استمر التوتر في النجف، حيث أعلن لحظر التجول ست ساعات يومياً واعتقل 44 شخصاً.
وينتشر في العراق نحو 8000 جندي بريطاني لتكون القوة البريطانية ثاني أكبر قوة عسكرية أجنبية في ذلك البلد بعد القوات الاميركية التي تقدر بنحو 130 ألف جندي. وقتل حتى الآن نحو 2460 جندياً في العراق منذ غزوه في عام 2003 لإطاحة الرئيس السابق صدام حسين كما قتل 111 جندياً بريطانياً، فيما كلفت الحرب البلدين مئات بلايين الدولارات.
الدبلوماسية والحزم مع إيران |
الملف النووي الإيراني
وفي إطار الملف النووي الإيراني، شدد الرئيس الاميركي على القول quot;ان أحد اهدافنا هو اقناع آخرين في العالم بأن ايران مزودة سلاحا نوويا ستكون خطرة جدا. والمسألة الاساسية هي معرفة كيفية التوصل الى ذلك. نريد ان نفعل ذلك بالوسائل الدبلوماسية لكن كافة الخيارات مفتوحةquot;.واوضج quot;اذا ما ارادوا ان يكونوا معزولين عن العالم، سنعمل على ذلكquot;.
وقال بوش انه سيدرس تقديم حوافز لايران اذا وافقت على استئناف تعليق أنشطة تخصيب اليورانيوم التي تعتقد الولايات المتحدة أنها تهدف الى انتاج اسلحة نووية، مشيرا إلى انه قضى الكثير من الوقت مع بلير في مناقشة استراتيجية بشأن كيفية تسوية الأزمة النووية الايرانية.
بدوره، قال بلير quot;اعتقد ان موقفنا من ايران معقول جداquot;.واضاف ان quot;ايران بلد كبير، لكنه يحتاج الى حكومة تعترف بأنه اذا اراد ان يكون بلدا كبير، فذلك يعني خصوصا الامتثال للواجبات الدولية ووقف دعم هؤلاء الاشخاص الذين يريدون عبر العالم، من خلال الارهاب والعنف، تدمير العملية الديموقراطيةquot;.وشدد بلير على القول quot;عليهم ان يدركوا ان ما تقوله المجموعة الدولية حازم وواضحquot;.
وتقول ايران ان من حقها أن يكون لها برنامج نووي وتنفي اتهامات اميركية تقول بأنها تسعى الى صنع قنبلة ذرية. وتقول انها تريد فقط تخصيب اليورانيوم الى مستوى مناسب للاستخدام في مفاعلات الطاقة الذرية. وتعكف القوى الكبرى وبينها الولايات المتحدة وبريطانيا على وضع حزمة من الحوافز والعقوبات بهدف اقناع ايران بالتخلي على طموحاتها النووية.
التعليقات