أسامة مهدي من لندن: حذر رئيس جبهة التوافق العراقية السنية عدنان الدليمي من ان الوزراء السنة سينسحبون من حكومة نوري المالكي الحالية اذا انتهجت سلوكا طائفيا وحزبيا ضيقا ودعاها الى وقف عمليات تهجير العوائل واختطاف ذوي الضحايا المعتقلين من امام مستشفيات بغداد لدى محاولتهم التعرف على جثثهم بينما هدد رئيس مجلس الحوار الشيخ خلف العليان بتعليق عضوية وزراء واعضاء في مجلس النواب في حال شن هجوم على محافظة الانبار في وقت قال رئيس الوزراء نوري المالكي انه سيترأس وفدا عراقيا قريبا في جولة لعدد من الدول العربية لبحث التعاون الامني على الخصوص.

وقال الدليمي في مؤتمر صحافي في بغداد اليوم ان عددا من مناطق العراق تشهد حاليا اعمال وحشية وبربرية تقتل المواطنين وتختطفهم وتهجر العوائل من اماكن سكناها على الهوية الطائفية . وناشد المالكي ووزيري الدفاع والداخلية الجديدين للوقوف بوجه عصابات القتل والاجرام . واشار الى ان مستشفيات بغداد اصبحت مصيدة للمواطنين حيث تقف على ابوابها عصابات مسلحة تختطف وتقتل اقارب الضحايا المغدورين وذلك عند ذهابهم اليها للتعرف على جثث اقاربهم . ودعا المالكي الى استخدام صلاحياته الواسعة وتحمل مسؤولياته من اجل العمل لوقف نزيف الدم واطلاق سراح المعتقلين من سجون بغداد والبصرة والسليمانية لاعطاء العراقيين املا في العيش بامن واستقرار ورفاه . واكد ان جبهة التوافق ضد تهجير العوائل سواء كانت سنية او شيعية او مسيحية .

وردا على سؤال عن السبب الذي يدعو الجبهة الى مهاجمة ممارسات الحكومة وهي جزء منها وممثلة فيها وعن سبب عدم انسحابها منها لذلك اوضح الدليمي ان التوافق لن تنسحب من الحكومة ولكنها ستنتقد ممارساتها الخاطئة وتشجع خطواتها الايجابية وقال انها ستنسحب من الحكومة اذا لم تلتزم بتنفيذ برنامجها السياسي المتفق عليه واذا نهجت منحى طائفيا وحزبيا ضيقا .

وعن مؤتمر الوفاق العراقي المقرر عقده في بغداد في العشرين من الشهر الحالي باشراف الجامعة العربية اوضح الدليمي ان جبهته تؤيد عقد المؤتمر وقد اعدت ورقة عمل شاملة حوله ستقدم الى ممثل الجامعة مختار ليماني في بغداد داعيا القوى السياسية والاجتماعية في العراق الى دعم ومساندة المؤتمر .

ومن جهته قال الشيخ خلف العليان رئيس مجلس الحوار الوطني احد مكونات جبهة التوافق ان عددا كبيرا من اعضاء مجلس النواب ووزراء سيعلقون عضويتهم في المجلس في حال اقدمت القوات المحتلة والقوات الحكومية على ضرب الانبار.

وقال العليان quot;ان قوات الاحتلال ومن تعاون معها لم تكتف بضرب المناطق السنية وهي تعتزم ضرب الانبار بل اصبحت تعد العدة لضرب بغداد والبصرة وديالى. واضاف ان مليشيات عراقية مسلحة ارسلت الى تلك المحافظات بحجة محاربة الارهاب مشيرا الى ان الهدف من هذا هو القضاء على اهل الانبار.

وطالب العليان برفع الحصار العسكري عن محافظة الانبار واللجؤ الى لغة الحوار مشيرا الىquot; ان جبهة التوافق سيكون لها موقف اخر يعلن في حينها مالم تنفذ هذه المطالب. وقلل من اهمية مقتل زعيم تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين ابو مصعب الزرقاوي الذي اعلن اليوم قائلا quot;ان مقتل الزرقاوي سيكون له تاثير نسبي على عمليات القتل في العراق. واضاف ان مقتل الزرقاوي ليس له اهمية كبيرة في تقليل العنف كون الامور تتشابك في العراق لكنه استدرك موضحا ان الزرقاوي هو جزء من كل وان لكل تنظيم جذوره حيث له اعوان اخرين. واضاف quot;ان الزرقاوي هو اكذوبة امريكية لتشوية المقاومة العراقية quot;.

ومن جهة اخرى قال المالكي في مؤتمر صحافي انه سيترأس وفدا رسميا قريبا في جولة عربية لبحث العلاقات الثنائية وخاصة في المجال الامني . واشار الى العمليات العسكرية ضد الارهابيين ستستمر ولن تتوقف لكنها ستاخذ نهجا نوعيا ستهدف هؤلاء للقضاء عليهم مع تجنيب المدنيين التعرض لاي اذى خلالها . وقال انه تلقى تقريرا عن ممارسات ضباط انتهكوا حقوق الانسان في ممارسات تعذيب ضد معتقلين واكد انه اصدر اوامر بمعاقبتهم وطردهم من الخدمة .

وعن جريمة قتل مدنيين عراقيين في مدينة حديثة الغربية اشار الى ان القوات المتعددة الجنسيات لم تنتهي من تحقيقاتها حول هذا العمل لان الجنود المتهمين بالمشاركة فيها هم الان خارج العراق بعد ان انتهت مهمتهم فيه . واشار الى انه شكل لجنة للتحقيق في معتقلات وزارتي الداخلية والدفاع لاطلاق الابرياء واحالة مرتكبي الجرائم الى المحاكم .

واضاف ان خطة لامن بغداد سيتم تطبيقها الاربعاء المقبل مستدركا بالقول انها قد لاتقضي على جميع الارهابيين لكنه ستقصم ظهر الارهاب وتمتد الى محافظات اخرى .