عباس في عمان وعبدالله الثاني يحادث مبارك الأحد
من شرم الشيخ .. رائحة حلٍ شرق أوسطي

نصر المجالي من عمّان: يشهد المنتجع المصري الشهير على ساحل البحر الأحمر الشمالي حركة دبلوماسية نشيطة هذين اليومين، تمثلت بقمة مصرية ـ فلسطينية تتلوها غدا قمة أردنية ـ مصرية، حيث يصل إلى هناك عاهل الأردن الملك عبد الله الثاني في زيارة قصيرة لساعات يبحث خلالها التطورات الراهنة مع الرئيس المصري محمد حسني مبارك، وقالت المصادر الأردنية أمام (إيلاف) أن البحث سيتركز في شكل خاص آليات دعم الشعب الفلسطيني، اضافة الى الاوضاع في العراق. وسيزور أبو مازن العاصمة الأردنية غدا أيضا.

وتأتي القمم الثلاث المذكورة بعد لقاءين سابقين للرئيس مبارك والملك الأردني كلاً على انفراد مع رئيس الوزراء الإسرائيلي الجديد إيهود أولمرت، حيث المحدثات تناولت سبل حلحلة الجمود في المفاوضات بين الجانب الفلسطيني والإسرائيلي.

وكان الملك الأردني والرئيس المصري دعيا ضيفهما الإسرائيلي، إلى ضرورة الشروع في مفاوضات مع الجانب الفلسطيني استنادا إلى خارطة الطريق، مع التأكيد على قيام دولتين إسرائيلية وفلسطينية مستقلة جنبا الى جنب وصولا الى الحل النهائي، وأكد الزعيمان العربيان لرئيس الوزراء الإسرائيلي رفضهما للحلول الأحادية.

وقال الرئيس الفلسطيني محمود عباس انه سيلتقي الملك عبد الله الثاني يوم غد للبحث في تطورات الأوضاع على الساحة الفلسطينية ولمزيد من التشاور.

وعرض عباس في مؤتمر صحافي فور وصوله مطار عمان قادما من القاهرة اليوم نتائج زيارته إلى مصر وقال التقيت في القاهرة الرئيس المصري محمد حسني مبارك وتناولنا مجموعة من القضايا أولها الحوار الفلسطيني/الفلسطيني المنعقد ألان في غزة من اجل الاتفاق على وثيقة الأسرى.

وقال..كما تناول اللقاء الاستفتاء والحوار الآخر المنعقد في دمشق حول منظمة التحرير الفلسطينية وتناولنا فيه المعابر والتهديدات الأوروبية لما يجري في هذه المعابر وإمكانية التهدئة وتحدثنا عن اللقاء المقبل بيني وبين رئيس الوزراء الإسرائيلي أيهود اولمرت والتحضيرات لهذا اللقاء.

وحول الأسلحة التي قالت مصادر إسرائيلية أنها زودت السلطة بها قال عباس أود أن أوضح بصراحة أننا عندنا أجهزة أمنية كثيرة وهذه الأجهزة تحتاج من وقت لآخر إلى سلاح لكن أقول للان لم نستلم ولم نأخذ شيئا.

وردا على سؤال حول إجراء انتخابات رئاسية مبكرة في حال لم يوافق الشعب الفلسطيني على إجراء الاستفتاء بشان وثيقة الأسرى قال عباس..لا نريد الحديث عن انتخابات مبكرة للرئاسة وهذا الآن غير وارد وما هو وارد أن نركز على الاتفاق مؤكدا أن الاتفاق المقصود ليس بين الفلسطينيين أنفسهم وإنما ماذا يمكن أن نقدم للعالم تمهيدا لإنهاء الحصار المفروض على الشعب الفلسطيني. وأضاف..على الجميع أن يعي أن المسالة ليست فلسطينية ـ فلسطينية المسالة هي كيف يمكن أن نقدم صيغة سياسية للعالم.
وردا على سؤال حول الآلية الدولية لدعم الفلسطينيين قال ان دول الرباعية انتهت من وضع هذا الآلية ونحن نقدر جهودها.. ونقول يجب أن ينتهي الأمر بان تأتي المساعدات عبر الحكومة وان شاء الله ينتهي الحصار حولها وتأتي هذه الأموال كما كانت في الماضي.

وردا على سؤال حول المجازر الأخيرة في قطاع غزة وعدم كفاية الاستنكار الفلسطيني قال..اعتقد أن هذا غير دقيق مضيفا أن الكل شجبها واستنكرها وشعر بالألم والأسى لمثل هذه الجريمة الإنسانية النكراء التي حصلت بحق مواطنين أبرياء quot;واعتقد أن القصة وصلت إلى مجلس الأمن ونحن لا نسكت ولن نسكت عن مثل هذه الجرائمquot;.

وإليه، كان الملك عبدالله الثاني زار في الأسبوع قبل الماضي واشنطن حيث تحادث هناك مع الرئيس الأميركي جورج دبليو بوش وأركان إدارته حول آفاق المستقبل فلسطينيا وإسرائيليا، حيث أكد الجانبان على ضرورة التوصل إلى حل نهائي في غضون عامين، مع التأكيد على مساعدة الشعب الفلسطيني اقتصاديا.

وتحادث الرئيس مبارك اليوم مع الرئيس الفلسطيني محمود عباسquot; ابو مازنquot; حول تطورات الاوضاع على الساحة الفلسطينية والتنسيق بين السلطة والحكومة الفلسطينيتين بما يحقق مصلحة الشعب الفلسطيني.

وقال المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية المصرية سليمان عواد ان مبارك وعباس استعرضا التصعيد الاسرائيلي الراهن والحوار الجاري في غزة بين الفصائل الفلسطينية .

ووفقا لكلام المتحدث، فان مبارك اعرب عن امله بان يسفر هذا الحوار عن ما يتفق مع الشرعية الدولية والعربية ويتمسك بالثوابت الفلسطينية ويبرهن للعالم ان هناك شريكا فلسطينيا قادرا على العودة مع اسرائيل الى مائدة المفاوضات .

وقال ان الرئيس مبارك ابلغ عباس بالتزام مصر وتأييدها ودعمها للقضية الفلسطينية وبتخفيف المعاناة الانسانية عن الشعب الفلسطيني في الاراضي المحتلة.

وعرض الرئيس مبارك خلال الاجتماع المشاورات التى اجراها مع ايهود اولمرت رئيس الحكومة الاسرائيلية خلال زيارته لشرم الشيخ في الرابع من حزيران الحالي وكذلك الجهود المبذولة للتمهيد لعقد قمة في شرم الشيخ تجمع اولمرت وعباس على غرار القمة الى جمعت في فبراير (شباط) من العام الماضي ابو مازن ورئيس الوزراء الاسرائيلي السابق ارئيل شارون.
واعرب الرئيس مبارك في هذا الصدد عن امله بنجاح الحوار الفلسطيني وبالتهدئة على الجانبين الاسرائيلي والفلسطيني بما يمهد لفتح باب العودة الى مائدة المفاوضات.

وكان الرئيس المصري حسني مبارك دعا السلطة والحكومة الفلسطينيتين الى التنسيق المشترك بما يحقق مصلحة الشعب الفلسطيني ويضمن مساندة المجتمع الدولي للحقوق الفلسطينية، وقال في حديث نشر في القاهرة اليوم ان مصر لا تتدخل في الشأن الداخلي الفلسطيني ولكنها تعمل في اطار تحقيق الوفاق الكفيل بتحقيق مصلحة الشعب الفلسطيني وسرعة تقديم المساعدات التي يحتاجها وتسهيل ظروف معيشته.

ووصف مبارك دعوة الرئيس ابو مازن للاستفتاء على وثيقة الاسرى بأنها امر داخلي فلسطيني، مؤكدا ضرورة التوافق والتعاون بين السلطة والحكومة الفلسطينية على اعتبار ان اعداء الشعب الفلسطيني هم المستفيدون من وراء اي خلاف بين الجانبين.

وحول عقد قمة ثلاثية اسرائيلية فلسطينية مصرية، قال مبارك ان هذه القمة واردة في اي وقت خاصة بعد ان يلتقي اولمرت وعباس لان مصر تهدف الى بناء ثقة مشتركة بينهما تضمن الامن والاستقرار وتدفع عملية السلام قدما الى الامام.

وتوقع مراقبون سياسيون في عواصم عربية وغبية أن تكون التحركات الفلسطينية والعربية والدولية الراهنة تعكس في مجملها بوادر حلحلة للملف الفلسطيني وتمهد في مرحلة لاحقة لدفع عملية السلام.

وأكد مبارك في تصريحات نشرها صحيفة (اخبار اليوم) القاهرية اليوم انه سيبحث مع عباس المستجدات وجهود دعم الحوار بين السلطة والحكومة، وصولاً الى ما يضمن مساندة المجتمع الدولي لتلك الحقوق.

ومن المتوقع ان تتناول محادثات عباس في القاهرة وعمان الافكار التي طرحها الاردن بمشاركة السعودية لحل الأزمة بين حكومة حماس والرئاسة الفلسطينية، علماً ان الاطراف الثلاثة يطرحون مقترحات محددة لمنع الاقتتال الفلسطيني، من بينها استقالة رئيس الوزراء اسماعيل هنية واختيار شخصية غير حزبية ومتفق عليها من جميع الاطراف لحل المعضلة السياسية.

وفي هذا الصدد، كشفت مصادر فلسطينية متطابقة لصحيفة (الحياة) اللندنية عن وجود بوادر اتفاق سياسي بين laquo;حماسraquo; و laquo;فتحraquo; رجحت التوصل اليه مطلع الاسبوع المقبل، ويستند الى laquo;وثيقة الاسرىraquo; مع ادخل تعديلات طفيفة عليها، وقد يمهد لتغيير حكومي جذري ويتضمن اتفاقا على الامن والصلاحيات بين الرئاسة والحكومة.

وقال مسؤول كبير في حماس لـ laquo;الحياةraquo; ان الحركة وجدت ان الحل الافضل لمشكلة الحصار هو خيار استبدال الحكومة الحالية بحكومة من المستقلين تتمتع بمساحة اوسع في الحركة السياسية على نحو يمكنها من التعامل مع الدول المانحة وجلب المساعدات للحكومة والمواطنين، فيما تعبر الحركة عن مواقفها السياسية من خلال المجلس التشريعي وقيادة الحركة ومنظمة التحرير، في حال تم التوصل الى اتفاق للمشاركة فيها.

وقالت الصحيفة اللندنية أنه كان لافتاً امس مسعى حركة laquo;حماسraquo; الى تمييز نفسها عن مواقف حكومتها، اذ اعلن الناطق باسم الحركة سامي ابو زهري ان الحركة غير معنية بهدنة طويلة مع اسرائيل قبل ان توقف الاخيرة جرائمها. وكان المستشار السياسي لرئيس الحكومة الدكتور احمد يوسف اعلن في مقابلة مع صحيفة اسرائيلية قبل ايام استعداد laquo;حماسraquo; للتوصل الى هدنة طويلة مع اسرائيل laquo;تصل الى ستين عاماraquo;. لكن ابو زهري قال ان يوسف كان يتحدث باسم الحكومة وليس باسم laquo;حماسraquo;.

وأخيرا، فإنه على الساحة الدولية، وافقت القمة الاوروبية امس على انشاء quot;آلية دولية موقتةquot; لايصال المساعدات للفلسطينيين، واقرت رزمة مساعدات بنحو مئة مليون يورو سيتم دفعها من خلال صندوق لا يمر عبر حكومة حماس، على ان تكون المساعدات جاهزة في مهلة اقصاها مطلع الشهر المقبل. على ان الاتفاق النهائي في شأن هذه الآلية سيكون رهن موافقة الشركاء في اللجنة الرباعية الدولية، حسب الناطقة باسم المفوضة الاوروبية التي اعربت عن quot;الامل في التوصل الى اتفاق نهائي في الايام المقبلة... يتضمن التحديد بدقة كيفية اختيار المستفيدين من المساعدات ووضع آلية لذلكquot;. واعتبرت واشنطن أن الخطة الأوروبية مبشرة، لكنها لن تقدم دعمها النهائي لها قبل درسها أكثر.