أميركا ترحب بدعوة صالح لرقابة دولية على الانتخابات
محمد الخامري من صنعاء : علمت quot;إيلافquot; من مصادر مطلعة في المعارضة اليمنية المنضوية في إطار اللقاء المشترك أن وزير النفط والمعادن السابق فيصل بن شملان اعتذر عن خوض الانتخابات الرئاسية القادمة المقررة في أيلول(سبتمبر) المقبل كمنافس للرئيس علي عبدالله صالح عن اللقاء المشترك ، مشيرة إلى انه اعتزل العمل السياسي واتجه للعمل التجاري منذ فترة ليست بالقصيرة. وأضافت المصادر أن ابن شملان الذي يعتبر محط احترام النخبة السياسية اليمنية في المعارضة والحزب الحاكم على حد سواء لم يعلن في السابق انه موافق على خوض الانتخابات الرئاسية القادمة سواء بتمسك الرئيس بقراره القديم بعدم خوض الانتخابات أو بعد إعلانه العدول عنه ، وان ما تم تداوله إعلامياً في وقت سابق من انه سيترشح باسم أحزاب اللقاء المشترك quot;المعارضquot; كان من تسريبات المعارضة التي تدارست الوضع واتفقت عليه دون استشارته أو إبلاغه ، لكنها كلفت لجنة خاصة برئاسة شخصية برلمانية quot;وزير سابقquot; ينتمي جغرافيا إلى المحافظة نفسها التي ينتمي إليها ابن شملان للذهاب إلى هذا الأخير وإقناعه بقبول الترشح عن أحزاب اللقاء المشترك باعتباره محط إجماع أحزاب المعارضة.

وبهذا الاعتذار أصبحت المعارضة اليمنية تبحث عن منافس للرئيس صالح بعد إعلانه أمس النزول عند رغبة الجماهير والترشح للرئاسة باسم المؤتمر الشعبي العام quot;الحاكمquot; وان هذه المسألة أفرزت العديد من الخلافات السياسية في اطر أحزاب اللقاء المشترك ذاتها حيث قدم الأمين العام للحزب الاشتراكي اليمني استقالته الخميس الماضي بعد مشادة كبيرة مع احد التيارات القوية في الحزب بسبب اقتراح الأمين العام إيكال قضية اختيار مرشح الرئاسة لقيادة اللقاء المشترك وهو ما تم تلافيه فيما بعد وإقناع نعمان بالعدول عن استقالته ، كما أن رئيس الدائرة السياسية للتنظيم الوحدوي الشعبي الناصري قدم استقالته اليوم للأسباب نفسهالكنه تراجع عنها.

وكان مجلس شورى الإصلاح quot;اللجنة المركزيةquot; قد أوكل مسألة اختيار مرشح الرئاسة لقيادة اللقاء بعد نقاش طويل واختلاف كبير في وجهات النظر خصوصاً من قبل الشيخ عبدالمجيد الزنداني quot;رئيس المجلسquot; الذي يؤيد ترشيح الرئيس صالح للفترة القادمة لكنه تنازل للأغلبية كعادته في إدارة جلسات المجلس.

دراسات بحثية
وكانت دراسة جديدة أجرتها مؤسسة الناس للصحافة القريبة من التجمع اليمني للإصلاح على 2000 ناخب وناخبة موزعين على 13 محافظة يمنية أظهرت أن الشخصية التي تملك الإمكانات والقدرة على منافسة الرئيس صالح في الانتخابات القادمة تتمثل في الشيخ حميد عبد الله الأحمر بحصوله على 41% من إجمالي المشاركين ، فيما رأى 24% من المشاركين أن الشيخ عبد المجيد الزنداني يملك إمكانية المنافسة، واختار 16% رئيس الوزراء quot;التكنوقراطيquot; الأسبق فرج بن غانم كمنافس quot;فعليquot; لصالح وحصل الرئيس الأسبق لجنوب اليمن علي ناصر محمد على تأييد 10% منهم فقط ، أما أمين عام الحزب الاشتراكي ياسين سعيد نعمان فقد حصل على 6% من المبحوثين.

وأكدت الدراسة التي أجريت في كل من أمانة العاصمة, وعدن, وتعز, والحديدة, والضالع, وحضرموت, وأبين وشبوة, وإب, وذمار, وصعدة, ومأرب أن 37% من المبحوثين يفضلون أن يكون الرئيس القادم هو علي عبد الله صالح بأعلى نسبة له في ذمار 51% وكأقل نسبة له في مأرب حصل فيها على 11% ، وجاء بعده مباشرة الشيخ حميد عبد الله الأحمر في المرتبة الثانية لتفضيل المبحوثين للرئيس القادم بنسبة 17% من عدد المبحوثين ليحصل على أعلى نسبة في عمران بنسبة 42% والضالع ومأرب بنسبة 32%.

ثم فرج بن غانم الشخصية الثالثة بعد الأحمر لحصوله على 16% من عينة الدراسة وأعلى نسبة له حصل عليها في حضرموت بنسبة 26% تليها شبوة 25% ثم تعز 23%.

وجاء في المرتبة الرابعة الشيخ عبد المجيد الزنداني بنسبة 14% من إجمالي العينات وأكبر نسبة حصل عليها في مأرب بنسبة 32% وأقل نسبة له كانت في عدن بواقع 4%، ليأتي بعده مباشرة ياسين سعيد نعمان وعلي ناصر محمد متساويين بنسبة 3% لكل منهما.

لقاءات لاختيار الرئيس
إلى ذلك قالت مصادر في المعارضة اليمنية إن المجلس الأعلى لأحزاب اللقاء المشترك سيعقد غدا الاثنين اجتماعا لمناقشة تسمية المرشح الرئاسي للمشترك ومشاركة الأحزاب في الانتخابات الرئاسية المحلية المقبلة ، إضافة إلى مناقشة مجمل ما شهدته الساحة السياسية خلال الأيام الماضية وإعلان موقف المشترك منها.

وكشف الدكتور ياسين سعيد نعمان الذي كان يتحدث لموقع صحيفة الشورى quot;المعارضquot; عن مماطلة المؤتمر الشعبي quot;الحاكمquot; في تنفيذ اتفاق المبادئ الذي وقعه مع أحزاب المشترك خاصا بالذكر ما يتعلق بإضافة عضوين للجنة العليا للانتخابات.

وقال الأمين العام للحزب الاشتراكي إن الاتفاق ما زال قائما لكنه اتهم المؤتمر الشعبي بخرقه باستخدام الإعلام والمال العام وإمكانيات الدولة في مهرجانات مناشدات الرئيس التي شهدتها العاصمة صنعاء والمؤتمر الاستثنائي له ، معتبراً أن ما حدث كان استغلالا لإمكانيات الدولة وأن المؤتمر الشعبي العام يعاني من مشاكل داخلية أراد ترحيلها إلى الآخرين.

وكان الناطق باسم أحزاب اللقاء المشترك محمد قحطان قال في تصريحات صحافية أمس السبت إن التكتل سيعلن مرشحه للانتخابات الرئاسية المقبلة خلال اليومين القادمين.

هجوم الحاكم على المعارضة
من جهته شن مصدر في حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم هجوماً كبيراً على أحزاب المعارضة التي وصفها بالمفلسة وأن ما صدر عنها يعبر عن حالة الجنون التي أصيبوا بها عندما شاهدوا الملايين من أبناء الشعب يهتفون للرئيس علي عبدالله صالح بالعدول عن رغبته في عدم الترشح في الانتخابات الرئاسية.
وقال المصدرquot; لم يكن المؤتمر يتوقع صدور مرسوم من اللقاء المشترك يسمي فيه مرشح المؤتمر أو ينتظر مباركةً منهم، وإنما سنحترمهم لو احترموا القواعد الدستورية وقواعد العمل التعددي بمنافسة الرئيس علي عبدالله صالح وليس من حقهم أن يعترضوا على إرادة الشعب quot;.

وأضاف المصدرquot; كان من الأجدر ببيان أحزاب المشترك أن يسمي مرشحهم للانتخابات، بدلاً من أن نراهم يعبرون عن خيبة أملهم من الملايين التي خرجت وهتفت في مسيرات شهدتها مختلف محافظات الجمهورية، وميدان السبعين بأمانة العاصمة منذ أمس واليوم (السبت) والتي استجاب لها فخامة الرئيسquot; .
واعتبر المصدر في تصريحات رسمية نشرها الموقع الرسمي لحزب المؤتمر الحاكم أن من يؤمن بقيم الديمقراطية ويحترم قواعدها عليه أن يمارسها بغض النظر عن الأشخاص لأن ذلك استحقاقاً دستورياً يفترض منهم الوفاء بهquot;.

وكانت أحزاب اللقاء المشترك أعربت عن خيبة الأمل لتراجع الرئيس صالح عن قراره بعدم الترشح للانتخابات القادمة.
وقال محمد الرباعي رئيس المجلس الأعلى للقاء المشترك quot; لم أكن أتوقع ما سمعته اليوم من رئيس الجمهورية, واعتبره دليلا على عدم جدية الرئيس حين أعلن في الـ17 من يوليو 2005 أنه لن يترشح للانتخابات القادمة.

وأكد رئيس المجلس الأعلى للقاء المشترك أن موقف المشترك ثابت من الانتخابات الرئاسية المقبلة, وقال إنه موقف مدروس وسيعلن في حينه.
وكان الرئيس اليمني علي عبدالله صالح رئيس حزب المؤتمر الشعبي العام أعلن أمس السبت عدوله عن قراره بعدم الترشح لفترة رئاسية جديدة مدتها سبع سنوات أثناء مهرجان جماهيري حاشد في ساحة ميدان السبعين في العاصمة صنعاء تلبية لنداء الجماهير اليمنية.