مدريد : اعلن رئيس الحكومة الاسبانية خوسيه لويس ثاباتيرو اليوم الخميس امام الصحافيين في مجلس النواب ان حكومته quot;ستبدا حوارا مع ايتاquot; التي التزمت بوقف اطلاق نار دائم منذ 24 اذار/مارس. واعلن ثاباتيرو ان quot;حكومته ستبدأ حوارا مع ايتا مع الحفاظ على المبدأ غير القابل للنقض بان القضايا السياسية لا يمكن تسويتها الا مع الممثلين الشرعيين للارادة الشعبيةquot;. واوضح ان هذا الحوار سيبدأ عملا بقرار صادق عليه النواب الاسبان باستثناء نواب الحزب الشعبي (يميني) في ايار/مايو 2005 ويجيز فتح حوار مع منظمة ايتا الانفصالية الباسكية فور اعلانها التخلي عن العنف.واضاف ثاباتيرو ان quot;الديموقراطية لن تدفع اي ثمن سياسي لتحقيق السلامquot;، بدون ان يوضح متى وكيف ستباشر حكومته اتصالاتها مع ايتا.

واكد رئيس الوزراء ثقته في تصميم ايتا على نبذ العنف نهائيا، مشيرا الى ان المنظمة اعلنت quot;للمرة الاولى في تاريخهاquot; وقف اطلاق نار دائما quot;بعد ثلاث سنوات لم تقع خلالها اي اعتداءات داميةquot;.ونفذت ايتا اخر عملية اسفرت عن وقوع ضحايا في ايار/مايو 2003. وقال ثاباتيرو ان سياسته تندرج في خط الحكومات الاسبانية السابقة التي quot;اثنىquot; على quot;محاولاتها الصادقة للتوصل الى السلامquot; في بلاد الباسك، في اشارة الى عمليتي الحوار المباشر مع ايتا اللتين اطلقتهما الحكومتان الاشتراكية عام 1989 ثم المحافظة عام 1999. وقال انه quot;يدرك تماما الرغبة الكبرى في السلام واحترام ذكرى ضحايا الارهابquot; التي عبر عنها المجتمع الاسباني مضيفا quot;اتحمل هذه المسؤولية بصفتي رئيسا للحكومةquot;.ودعا الاحزاب السياسية والمجتمع الباسكي الى السعي لتحقيق اجماع حول quot;اتفاق سياسي واسع للتعايشquot; معتبرا ان منطقة الباسك هي المنطقة التي تتمتع باكبر قدر من الحكم الذاتي في اسبانيا.

وادلى ثاباتيرو بتصريحاته في اليوم الاخير من دورة البرلمان بعد ان ارجأ ذلك مرارا وبعد اسابيع من التكهنات حول شكل هذا الاعلان.
وقبل الاعلان استقبل وزير الداخلية الاسباني الفريدو بيريث روبالكابا على انفراد كلا من المتحدثين باسم الاحزاب السياسية ال11 الممثلة في البرلمان لابلاغهم بوضع وقف اطلاق النار الذي اعلنته ايتا. وكانت الحكومة الاسبانية اعتبرت في 22 ايار/مايو ان وقف اطلاق النار الذي اعلنته ايتا quot;شامل وفعليquot;.
وباشر روبالكابا اجتماعاته مع مختلف الاحزاب بالحزب الشعبي (يميني، معارضة) بصفته ممثلا بثاني اكبر كتلة نيابية بعد الحزب الاشتراكي. واعلن الحزب مسبقا انه يعارض اي حوار مع ايتا معتبرا ان مثل هذا الحوار سيكون بمثابة استسلام للارهاب.