قال: مطالب المقاومة للتبادل محقة ومرنة
حواتمه لـ(إيلاف) : لا نطالب العرب بتحريك الجيوش

الأسد يتلقى اتصالا هاتفيا من أنان بشأن غزة

والد الجندي الأسير يتهم أولمرت باستغلال خطف

الأسد: دمشق تبذل الجهود لانجاح الحوار الفلسطيني

أولمرت يعطي الضوء الأخضر لمواصلة الهجوم في غزة

سمية درويش من غزة: أكد نايف حواتمه الأمين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، ان إسرائيل استغلت الضربة الموجعة التي تلقتها على أيدي الفدائيين الفلسطينيين في عملية quot;كيرم شالومquot;، لمحاولة خلط الأوراق من جديد، وإجهاض النتائج المثمرة التي خرج بها الحوار الوطني الفلسطيني. وقال أبو خالد في سياق مقابلة خاصة مع quot;إيلافquot;، quot; نحن لا نطالب أحدا بأن يحرك جيوشه ليحارب ، ولكن لا يعقل هذا التهافت الرسمي العربي، والصمت المريبquot;، منوها بأن الدولة العبرية تريد تحقيق مكاسب سياسية، وتدمير البنى التحتية للمناطق الفلسطينية، وان حل أزمة الجندي الإسرائيلي الأسير يأتي بالطرق السياسية.

وفي ما يلي نص المقابلة :

بداية ما هو تعقيبكم على الأزمة التي تمر بها الساحة الفلسطينية عقب اختطاف الجندي الإسرائيلي؟

إسرائيل استغلت الضربة الموجعة التي تلقتها على أيدي الفدائيين الفلسطينيين في عملية كرم أبو سالم ـ كيرم شالوم، لمحاولة خلط الأوراق من جديد، وإجهاض النتائج المثمرة التي خرج بها الحوار الوطني الفلسطيني، بإقرار وثيقة الوفاق الوطني، التي تقدم برنامجا سياسيا موحدا وعمليا تحت سقف الشرعية العربية وقرارات الشرعية الدولية، والعمل على تشكيل حكومة وطنية ائتلافية، وانتخاب مجلس وطني موحد لمنظمة التحرير الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني وفق التمثيل النسبي الكامل.

فإسرائيل تريد أن تبقي على واقع التمزق والتناحر الانقسامي الفلسطيني، وغياب البرنامج الموحد، والقيادة الموحدة، حتى تستمر في تطبيق خططها الأحادية الجانب، لفرض الرؤية الإسرائيلية للحل، على أساس تثبيت حدود توسعية جديدة، باغتصاب 58% من الأراضي الفلسطينية المحتلة، وتهويد القدس، وتحويل ما يتبقى من الأراضي بيد الفلسطينيين إلى معازل مقطعة الأوصال، لتنعدم بذلك إمكانية قيام دولة فلسطينية مستقلة وكاملة السيادة وقابلة للحياة.

السيئ في الأمر هو ردود الفعل العربية والإسلامية والدولية الضعيفة على العدوان الإسرائيلي، وهذا شجع ويشجع أولمرت على استمرار العدوان، لذلك فإن وحدة كل شعبنا في الوطن والشتات، والوحدة الميدانية لكل الأجنحة العسكرية لفصائل المقاومة والأجهزة الأمنية للسلطة الفلسطينية في مواجهة العدوان الإسرائيلي، وحل أزمة الجندي الإسرائيلي الأسير بالطرق السياسية، هي ما يجب أن نراهن عليه في منع أولمرت من تحقيق أهداف عدوانه العسكري الدموي على أبناء شعبنا العزل في غزة والضفة والقدس، وصمودنا هو الذي سيمكننا من إخراج الرسميات العربية والوضع الإقليمي والدولي بشكل عام من حالة الصمت المطبق والمريب.

برأيكم هل يتوجب على المقاومة تسليم الجندي المخطوف لتفادي جرائم إسرائيلية قد ترتكب بحق الفلسطينيين ؟

كما قلت حكومة إسرائيل افتعلت واستغلت ذلك لأسباب أبعد من مجرد الإفراج عن جنديها الأسير ، إنها تريد تحقيق مكاسب سياسية، وتدمير البنى التحتية للمناطق الفلسطينية، للتأثير على صمود الشعب الفلسطيني.

المطالب الفلسطينية للتبادل محقة، وأبديت مرونة كبيرة، والآن تبلور في خلية الأزمة (لجنة مواجهة العدوان على غزة) مجموعة اقتراحات واقعية تشتمل على إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي الأسير، مقابل العمل على إطلاق سراح الأسرى وفق جدول زمني، ووقف العدوان والاغتيالات الإسرائيلية، وإطلاق سراح أعضاء الحكومة والمجلس التشريعي، وانسحاب قوات الاحتلال من قطاع غزة، وتسليم جثماني الشهيدين، والعمل على فتح المعابر وفك الحصار، ودفع إسرائيل لأموال المقاصة، والآن عطل المربع المشترك بين الإدارة الأميركية وحكومة أولمرت الحلول السياسية للأزمة، وتم تعطيل دور مجلس الأمن الدولي، وأصبح مطلوبا خطوة نوعية جديدة فلسطينية ـ عربية ـ دولية لحل أزمة الجندي الأسير وقطع الطريق على العدوان والاجتياح الإسرائيلي، فالوضع على الأرض مثيله كان عشية quot;حرب السور الواقي الشارونيةquot; التي اجتاحت واحتلت كل مناطق السلطة الفلسطينية في الضفة، ولذا على اللجنة الوطنية ـ خلية الأزمة في غزة وخاصة الرئاسة والحكومة قطع الطريق على ذرائع حكومة أولمرت التكتيكية، وإطلاق حلول سياسية جديدة.

باعتقادكم هل ستخضع إسرائيل بنهاية المطاف لمطالب المقاومة وستفرج عن الأسرى مقابل الجندي؟

هذه مسألة نضالية، إسرائيل منذ إنشائها ترفض الانصياع لقرارات الشرعية الدولية، وتمارس سياسات دموية بحق أبناء شعبنا الفلسطيني، بمقدار ما نفعل في ميدان مواجهة الاحتلال، ومقاومته، نستطيع أن نحصل مكاسب، والتوقيع على وثيقة الوفاق الوطني سيعطي دفعة كبيرة للفعل الفلسطيني المقاوم، والمطلوب أن تجد هذه الوثيقة طريقها إلى التنفيذ بشكل سريع وسلس، ومغادرة سياسة الاحتكار الانقسامي والمصالح الفئوية الأنانية على يد هذا الفصيل أو ذاك.

ما هي مقومات الصمود في قطاع غزة إن استمرت إسرائيل بحصارها، وقطعها للكهرباء والمياه، ومنع المعونات الغذائية عن الفلسطينيين ؟

الأوضاع سيئة جدا على الصعيد الحياتي والمعيشي والصحي، والمعاناة كبيرة، وجامعة الدول العربية، ومنظمة المؤتمر الإسلامي والأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية لا تفعل شيئا أمام العربدة الإسرائيلية، وتجويعها لأبناء الشعب الفلسطيني.

هذه وصمة عار في جبين المجتمع الدولي إذا بقي يقف متفرجا على قتل إسرائيل لأبناء شعبنا بدم بارد ، لا خيار أمامنا سوى الصمود، ونحن مررنا عبر تاريخنا بمحن أصعب وأشد من الغزو الشامل اللبناني واحتلال بيروت إلى حرب السور الواقي واحتلال مدن الضفة ومناطق السلطة الفلسطينية، ومحاصرة عرفات، وتدمير مقر المقاطعة الذي يقيم فيه، واجتزناها بفضل الجمع بين المقاومة والمبادرات السياسية، ونضالنا وتضحياتنا.

شعبنا لن ينحني، وسيستمر في المقاومة حتى انتزاع كامل حقوقه الوطنية، شرط تنفيذ وثيقة الوفاق الوطني ببرنامج سياسي موحد وحكومة وحدة وطنية، وبناء مؤسسات السلطة ومنظمة التحرير والمجتمع على أسس ديمقراطية جديدة وفق التمثيل النسبي الكامل.

غزة تحترق والأنظمة العربية تلتزم الصمت، برأيك هل تستطيع القيادة الفلسطينية الخروج من تلك الأزمة دون ضغط عربي ودولي على الاحتلال ؟

الصمود والنضال الفلسطيني شكل على الدوام رافعة تاريخية لاستنهاض المواقف العربية والدولية الخاصة بالقضية الفلسطينية، ومن تجربة حركات التحرر العالمية، لا تستطيع أي قوة استعمارية مهما بلغت سطوتها وقوتها وجبروتها أن تهزم شعبا مصمما على النضال من أجل انتزاع حقوقه.

فمن الجزائر إلى فيتنام إلى جنوب أفريقيا، شرط استعادة البرنامج السياسي الموحد، وحكومة ائتلاف وطني، ووحدة قوى المقاومة في الميدان، وإشاعة الديمقراطية وفق التمثيل النسبي في كل الانتخابات التشريعية والنقابات والاتحادات والجمعيات في الوطن والشتات.

شعبنا أحوج ما يكون إلى مثل هكذا قيادة ائتلافية بدلا من الصراع على الصلاحيات الانقسامية بين الرئاسة والحكومة، وتضع نصب أعينها مصالح شعبها، وتتقدم الصفوف في المعركة، وأؤكد مرة ثانية عندما تتوحد القيادة مع الشعب يكون النصر حليف الشعوب المناضلة من أجل حريتها واستعادة حقوقها.
ما سبق لا يلغي حقيقة أن التدخل العربي والدولي مطلوب الآن بمبادرة فلسطينية ـ عربية ـ دولية جديدة لحل أزمة الجندي الأسير الإسرائيلي، من أجل كبح جماح العدوان الإسرائيلي، الذي خطط quot;لحرب سور واقي شارونية أخرىquot;.

سفارات عربية تفتح أبوابها في تل أبيب، بينما تقوم المروحيات الإسرائيلية بقتل أطفال ونساء وشباب غزة، برأيك ما هو المطلوب من العرب وخاصة مصر والأردن ؟

للأسف هذا انعكاس لتردي الحالة الرسمية العربية نحن لا نطلب من الأخوة العرب سوى أن يعززوا صمود شعبنا سياسيا، وأن يساعدونا في كسر الحصار الظالم المفروض على أبناء شعبنا، والذي يحرم أطفالنا من الغذاء والدواء، وهذه هي الحدود الدنيا من التضامن.

نحن لا نطالب أحدا بأن يحرك جيوشه ليحارب، ولكن لا يعقل هذا التهافت الرسمي العربي، والصمت المريب. ونأمل في أن تتحرك الشعوب العربية، وتضغط على حكوماتها من أجل أن تعيد النظر في مواقفها بما يلبي الحدود الدنيا من مطالب الشعوب العربية.

تم الاتفاق على وثيقة quot;الحركة الأسيرةquot;، حيث تضمنت تشكيل حكومة وحدة وطنية، بينما نسمع بأن رئيس الوزراء هنيّة يقول بأن أي حكومة جديدة ستشكلها الكتلة التي فازت بالانتخابات، كيف لكم ذلك ؟

من سيرأس الحكومة هذا تفصيل ، المهم برنامج الحكومة الذي يجب أن يستند إلى quot;وثيقة الوفاق الوطنيquot;، وأن تكون الحكومة ائتلافية ومتوافق عليها، لننظر جيدا إلى تجربة لبنان، جنوب أفريقيا، فالحكومات لا تقوم في مرحلة التحرر الوطني على قاعدة أكثرية وأقلية برلمانية.

هناك الكثير من التصريحات غير المفيدة، بل وضارة أحيانا، لأنها تضخم الجزئيات على حساب الجوهر، ما تحقق في إقرار وثيقة الوفاق الوطني مهم جدا، ويؤسس لإعادة بناء النظام السياسي الفلسطيني على أسس انتخابية ديمقراطية وفق التمثيل النسبي، ويملك أبناء شعبنا الفلسطيني برنامجا نضاليا يستند إلى القاسم الوطني المشترك.

الإسرائيليون يريدون إفشال إنجازنا الوطني الكبير، وحبذا لو تركز التصريحات راهنا على وحدة الجميع لمجابهة العدوان الإسرائيلي المتواصل على شعبنا.