في قلب بيروت الجريحة لمعالجة الجرحى

رسميا.. الأردن ممر آمن للمساعدات العربية

نصر المجالي من عمّان: وافق عاهل الأردن الملك عبدالله الثاني خلال اتصال هاتفي هو السادس من نوعه خلال ثلاثة أيام مع رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة على أن يكون الأردن هو الممر الآمن رسميا لإيصال المساعدات وانطلاق عمليات الإغاثة للشعب اللبناني الذي يواجه آلة الحرب العسكرية الإسرائيلية، وتحادث الملك مع السنيورة حول نتائج مؤتمر روما الذي لم يتوصل إلى قرار لوقف إطلاق النار، حيث أكدا العزم على مواصلة الجهد مع مختلف الأطراف المعنية والعواصم الكبرى في سبيل التوصل الى قرار سريع يوقف نزيف الدم في لبنان.

وإلى ذلك، حطت طائرة الاغائة الاردنية الرابعة في مطار بيروت عند ظهر اليوم محملة بحوالي سبعة اطنان من المواد الغذائية والمعدات الطبية مقدمة من القوات المسلحة الاردنية والشعب الاردني من خلال الهيئة الخيرية الهاشمية . وكانت ثلاث طائرة وصلت أمس الى مطار رفيق الحرير الدولي محملة بالاغاثة، إضافة إلى فريق من سلاح الهندسة في الجيش الأردني لإصلاح المطار الذي تضرر نتيجة القصف الإسرائيلي. وكان في استقبال الطائرة العسكرية القائم بأعمال السفارة الاردنية في بيروت الدكتور محمد الفايز وعدد من المسؤولين اللبنانيين واركان السفارة الاردنية.

وأبلغ الدكتور الفايز وكالة الانباء الاردنية ان هذه الشحنة ستوضع في المستشفى الميداني العسكري الاردني ليتم التنسيق بين الجانبين الاردني واللبناني من خلال الهيئة اللبنانية للاغاثة لتصل الى محتاجيها من المصابين اللبنانيين مؤكدا ان الشحنة جاءت تعبيرا عن وقوف الشعب الاردني الى جانب شقيقه الشعب اللبناني في محنته.

وفي المستشفى العسكري الميداني الذي يقوم على قطعة ارض وسط العاصمة بيروت حيث وصلت المساعدات تعمل كافة طواقم المستشفى والاجهزة العسكرية المساندة له على قدم وساق منذ يوم امس ليباشر عمله مع ساعات الليل او صباح غد بحسب مديره الدكتور العقيد مرجان كساسبه.
واعرب الكساسبه عن تقديره للحكومة اللبنانية وبلدية بيروت على تزويد المستشفى باحتياجاته من الماء والكهرباء الضرورية لقيام المستشفى بمهامه في اغاثة الاشقاء في لبنان.

واضاف انه سيتم وبالتنسيق مع الجهات المختصة يوم غد الاعلان من خلال عدة وسائل كالاعلام والملصقات واليافطات عن موقع المستشفى ليؤمه المهجرون من الجنوب والضاحية التي ما زالت تتعرض للقصف.
وبين الكساسبه ان المستشفى الذي يدار بكادر طبي كبير يضم جميع التخصصات اضافة الى الخدمات الطبية المساندة من مختبرات وصيدلة وممرضي وغيرها يبلغ عددهم/16/طبيبا و/45/ من الخدمات المساندة و /35/ فردا لتأمين الحماية والحرس للمستشفى الذي يتسع ل/25/ سريرا.

وقال انه يتم الان تجهيز غرفتي عمليات احداها للعمليات الكبرى والثانية للعمليات الصغرى حيث اقتطعت بلدية بيروت جزءا من مدرسة مجاورة يجهز الان ليكون غرفة العمليات الكبرى مبينا ان جميع العمليات مهما كبرت او صغرت يمكن القيام بها لان المستشفى يشتمل على اختصاصي جراحة تجميل وترميم وطبيب نفسي يتوقع ان يعمل على معالجة ما يسمى بالضغط النفسي واعصاب ما بعد الشدة لبعض الذي شهدوا وعاشوا ظروفا صعبه فرضتها اجواء الحرب عليهم مبينا ان المستشفى زود كذلك بالمستلزمات الطبية والاعاشية تكفيه مدة شهرين كاملين.

إشادة دولية

على صعيد متصل، جمع مسؤولون دوليون على أهمية مبادرة جلالة الملك عبدالله الثاني لارسال مساعدات اغاثة انسانية للشعب اللبناني ومعدات فنية من سلاح الهندسة الملكي لتجهيز مطار بيروت الدولي لاستقبال مواد الاغاثة المختلفة لتسريع وتسهيل عملية وصولها للشرائح المتضررة بالسرعة القصوى.

وأكدوا في لقاءات مع وكالة الأنباء الأردنية أن القرار يمثل تجاوبا عاجلا مع مطالب الشعب اللبناني خاصة في هذا الوقت الذي يتعرض فيه للاعتداءات الاسرائيلية المتكررة لافتين في هذا الاطار الى أن الأردن يعتبر من أوائل الدول التي أعلنت استعدادها لمساعدة لبنان وبادرت لفتح جسر جوي لهذه الغاية.

وقالوا أن هذا التجاوب ليس غريبا على الأردن وقيادته الهاشمية التي تحرص دائما على ارسال مساعدات الاغاثة الانسانية للمنكوبين في أرجاء المعمورة مؤكدين أن للأردن بصمات واضحة جدا في هذا المجال بما في ذلك مشاركة الأردن الفاعلة في قوات حفظ السلام الدولية العاملة على مستوى العالم.

وقال رئيس اللجنة الدائمة للصليب الاحمر والهلال الاحمر /الرئيس العام للهلال الاحمر الاردني الدكتور محمد مطلق الحديد ان جلالة الملك الرئيس الفخري للهلال الاحمر الاردني كعادته دوما كان اول المبادرين الى تدشين اول جسر جوي لاغاثة اخوتنا اللبنانيين المتضررين جراء النزاعات المسلحة تلبية لاحتياجاتهم الانسانية تمشيا مع نص وروح القانون الدولي الانساني رغم التعنت الاسرائيلي .

واضاف ان ذلك يشكل مدعاة للاعتزاز والفخر ودليل قاطع على تلاحم الشعبين الشقيقين الاردني واللبناني وبذلك يؤكد جلالته بما لا يدع مجالا للشك للعالم اجمع باننا في الاردن شعبا وقيادة نقرن القول بالعمل ولا نتاجر بالشعارات والشواهد على ذلك كثيرة كما هي مكارم الهاشميين فبالاضافة الى المساعدات الانسانية الى فلسطين ولبنان كان المستشفى العسكري في العراق وفلسطين واخيرا في لبنان.

واعرب عن تقديره لجنود جلالته في سلاح الجو الملكي الاردني وطواقم سلاح الهندسة الملكي الذين يعيدون تاهيل مطار بيروت ليعود شريانا حيا معيدا الحياة الى بيروت.

وأكد رئيس مكتب المفوضية الأوروبية في عمان السفير روبرت فان درمولين على أهمية هذه الخطوة التي تكرس الحكمة وبعد النظر الانساني التي يتحلى بها جلالة الملك عبدالله الثاني ومواقفه الانسانية التي يشهد لها الجميع.. وأضاف ان الشعب اللبناني في أمس الحاجة لمثل هذه المساعدات في هذا الوقت بالذات ولذلك فاننا نثمن هذه المساعي الخيرة التي ستسهم بكل تأكيد في تخفيف معاناة الشعب اللبناني ودعمه ومؤازرته..

وقال نائب رئيس الاتحاد الدولي للنقل الجوي //الاياتا// للشرق الأوسط وشمال أفريقيا الدكتور مجدي صبري أن المبادرة الأردنية تجسد حرص الأردن لمساعدة الاشقاء اللبنانيين في هذا الظرف الحرج الذي يتعرض فيه للعدوان الاسرائيلي الواسع مؤكدا حرص الاياتا على اعادة فتح المطار أمام حركة الملاحة الجوية بما يمكن لبنان من الاضطلاع بدوره الفاعل في الاياتا..

وأشار في هذا الاطار أن قصف مطار بيروت يعد انتهاكا لاتفاقية مونتريال لعام 1971 والبروتوكول الملحق بها لعام 1988 التي تحظر الأعمال غير القانونية التي تعرض سلامة الطيران المدني والنقل الجوي للخطر مؤكدا أن المبادرة الأردنية لدعم الاشقاء اللبنانيين تعتبر رائدة ومثالا يحتذى على مستوى المنطقة..

وأعرب الأمين العام للاتحاد العربي للنقل الجوي //الآكو// عبدالوهاب تفاحة في اتصال هاتفي أجرته معه بترا في بيروت عن تقديره وامتنانه للخطوة الأردنية التي تأتي في الوقت المناسب لتخفيف معاناة الشعب اللبناني في هذه الظروف العصيبة.

وأشار في هذا الاطار الى مبادرة الملكية الأردنية لقبول تذاكر المسافرين بما يمكنهم من العودة الى بلادهم وكذلك المساعدة التي أبدتها الجهات الأردنية المختصة لاخلاء طائرات الخطوط الجوية اللبنانية //طيران الشرق الأوسط// في المطارات الأردنية اثر تعطل مطار بيروت الدولي واغلاقه امام حركة الملاحة الجوية مؤكدا أن هذه البادرة تأتي في اطار التعاون العربي المشترك بين شركات الطيران العربية الذي جسدته الملكية الأردنية حقيقة ملموسة على أرض الواقع..

وقال المتحدث الرسمي باسم الأمم المتحدة خالد منصور في اتصال هاتفي مع بترا من بيروت أن المبادرة الأردنية تمثل خطوة هامة للغاية في ضوء المعاناة التي يتعرض لها الشعب اللبناني واحتياجاته الملحة في الوقت الحاضر جراء تكرر الاعتداءات الاسرائيلية.

وأضاف انها quot;بلا أدنى شك بادرة هاشمية كريمة أتاحت فتح مطار بيروت الدولي جزئيا وهيأته لاستقبال طائرات الاغاثة والمساعدات الانسانية لأول مرة منذ اندلاع الحرب قبل ثلاثة أسابيع تقريباquot;.

وأخيرا، قالت مسؤولة الاعلام في اللجنة الدولية للصليب الاحمر رباب الرفاعي ان هذه المبادرة ليست غريبة على جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين بل انها متوقعة لان جلالته لم يتوانى يوما عن تقديم المساعدات والوقوف الى جانب اشقاء واصدقاء الاردن. واكدت اهمية التوقيت الذي جاء فيه ارسال طائرات اغاثة اردنية اخترقت الحظر الجوي وفريق اردني لاعادة بناء مطار بيروت الدولي لان الشعب اللبناني يعيش ظروفا غاية في الصعوبة تتطلب مساعدته وارسال المعونات له. واعربت عن املها ان تكون هذه المبادرة فاتحة خير وان تحذو دول اخرى حذو الاردن في هذا المجال.