وكان محمد اختبأ مع والده ووالدته واشقائه وبعض الجيران في ملجأ منزلهم في حي العسيرة الذي يقع على بعد نحو ثلاثة كيلومترات شرق بعلبك التي تعتبر معقلا لحزب الله.وفضلت غالبية سكان هذا الحي مغادرته خوفا من القصف الاسرائيلي الا ان الوالد حسن دياب نصرالله اراد البقاء الى جانب محل السمانة الذي يملكه هناك خوفا من تعرضه للسرقة.
الا ان زوار الليل هذه المرة لم يكونوا طامعين بما يحتويه محله التجاري المتواضع من بضائع، لان ما جذبهم الى منزله هو اسم عائلته: نصرالله.ووجدت هذه العائلة نفسها فجأة ومن دون ان تدري في قلب عملية انزال اسرائيلية بالمروحيات العسكرية في العمق اللبناني.يروي محمد quot;دخل منهم نحو عشرة الى المنزل ووضعوا جانبا النساء والاطفال من دون ان يقيدوهم، في حين وضعوا الرجال وانا بينهم في غرفة منفصلةquot;.
واعلنت اسرائيل ان مئتي جندي شاركوا في عملية الانزال هذه وهاجموا مستشفى في بعلبك وموقعا اخر في المدينة.وتابع محمد quot;كانوا يصرخون طوال الوقت ويدفعوننا بعنف، فتدخلت والدتي وقالت لهم اشفقوا على الاولاد وتوقفوا عن معاملتنا بهذه القسوة، عندها صرخ جندي في وجهها وهددها بالقتل واطلق فوق راسها رشقا من رشاشهquot;.واقتاد الاسرائيليون معهم ستة اشخاص بينهم محمد ووالده حسن دياب نصرالله (60 عاما) وشقيقه بلال (28 عاما) وجاران له هما احمد العوطة ومحمد شكر (50 عاما) وحسين البرجي خطيب شقيقته.
وسار الستة مع نحو مئة جندي نحو ساعة و20 دقيقة حتى وصلوا الى حقل كانت تنتظر فيه طائرات الهليكوبتر.ويروي محمد quot;على طول الطريق كانوا يطرحون علينا الاسئلة بعضهم بلغة عربية جيدة والبعض الاخر بلكنة واضحة. كانوا يسألوننا بالحاح اذا كنا عناصر في حزب الله واذا كنا من عائلة الامين العام للحزب حسن نصراللهquot;.وينتشر اسم العائلة نصرالله بشكل واسع في لبنان حتى انه يتوزع على كل المذاهب والطوائف. ويتحدر امين عام الحزب من قرية البازورية في جنوب لبنان ولا صلة قرابة له مع عائلة نصرالله في منطقة بعلبك.
ولما وصل الجميع الى مكان المروحيات تطلع جندي الى الفتى محمد بعد ان اصعدوا الخمسة الباقين الى احدى المروحيات وقال له بعد ان ركله على قفاه quot;بامكانك الذهابquot;.عند الساعة 2.20 اقلعت المروحيات واقلت معها اللبنانيين الخمسة الذين تعتقد اسرائيل انهم مسؤولون خطرون في حزب الله.
وقال محمد quot;فور اطلاق سراحي بدات الجري من دون ان التفت ورائي الا ان طائرة من دون طيار اطلقت النار باتجاهي من دون ان تصيبني واختبأت في اول منزل وجدته وكان خالياquot;.
ويكمل محمد روايته ويقول انه ظل مختبئا حتى السادسة صباحا (الثالثة تغ) حين غادر متوجها الى منزل عمه في بعلبك فالتقى والدته التي بات مطلبها الوحيد اليوم الحصول من اللجنة الدولية للصليب الاحمر عن اي معلومات عن زوجها.
التعليقات