في زيارة رسمية للجمهورية التركية
العاهل السعودي يغادر جدة إلى أنقرة
إيلاف من جدة: غادر العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز مدينة جدة السعودية ظهر اليوم متوجها إلى أنقرة في مستهل زيارة رسمية للجمهورية التركية تلبية للدعوة الرسمية التي تلقاها من الرئيس أحمد نجدت سزار رئيس الجمهورية التركية، ويضم الوفد الرسمي المرافق للعاهل السعودي كلاً من الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية والأمير مقرن بن عبدالعزيز رئيس الاستخبارات العامة والأمير فيصل بن عبدالله بن محمد آل سعود مساعد رئيس الاستخبارات العامة والأمير بندر بن سلطان بن عبدالعزيز الأمين العام لمجلس الأمن الوطني والأمير تركي بن عبدالله بن محمد آل سعود مستشار خادم الحرمين الشريفين والأمير منصور بن ناصر بن عبدالعزيز والأمير الدكتور بندر بن سلمان بن محمد آل سعود مستشار خادم الحرمين الشريفين والأمير عبدالعزيز بن فهد بن عبدالعزيز وزير الدولة عضو مجلس الوزراء رئيس ديوان رئاسة مجلس الوزراء والأمير سعود بن عبدالله بن عبدالعزيز والأمير محمد بن عبدالله بن عبدالعزيز، والأمير ماجد بن عبدالله بن عبدالعزيز.العاهل السعودي مغادرا الى انقرة اليوم
كما رافقه عدد من الوزراء منهم وزير العمل الدكتور غازي بن عبدالرحمن القصيبي ووزير المالية الدكتور إبراهيم بن عبدالعزيز العساف ووزير الثقافة والإعلام الأستاذ إياد بن أمين مدني ومشعل بن عبدالله الرشيد ورئيس الديوان الملكي الأستاذ خالد بن عبدالعزيز التويجري ورئيس المراسم الملكية الأستاذ محمد بن عبدالرحمن الطبيشي ورئيس الشئون الخاصة لخادم الحرمين الشريفين الأستاذ إبراهيم بن عبدالرحمن الطاسان ومستشار خادم الحرمين الشريفين المشرف على العيادات الملكية الدكتور فهد العبدالجبار ونائب رئيس الديوان الملكي الأستاذ خالد بن عبدالرحمن العيسى والمستشار بالديوان الملكي الأستاذ عادل الجبير وقائد الحرس الملكي الفريق أول حمد بن محمد العوهلي وسفير خادم الحرمين الشريفين لدى تركيا الدكتور محمد بن رجاء الحسيني .
وكان في وداع الملك عبد الله بن عبد العزيز لدى مغادرته مطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة ولي العهد السعودي الأمير سلطان بن عبدالعزيز والأمير متعب بن عبدالعزيز وزير الشئون البلدية والقروية و الأمير بندر بن خالد بن عبدالعزيز والأمير عبدالله بن خالد بن عبدالعزيز والأمير محمد بن سعد بن عبدالعزيز مستشار وزير الداخلية والأمير بندر بن فهد بن سعد بن عبدالرحمن والأمير سعود بن عبدالله الفيصل والأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز مساعد وزير الدفاع والطيران والمفتش العام للشؤون العسكرية والأمير مشعل بن ماجد بن عبدالعزيز محافظ جدة وجمع الأمراء والوزراء وكبار المسؤولين من مدنيين وعسكريين.
إلى ذلك أوضح سفير خادم الحرمين الشريفين لدى جمهورية تركيا الدكتور محمد رجاء الحسينى الشريف أن زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ال سعود لتركيا خلال الفترة من 14 الى 16 رجب 1427ه الموافق للفترة من 8 الى 10 أغسطس 2006م تعد نقطة تحول مهمة فى العلاقات بين البلدين .
وقال في تصريح صحفي بهذه المناسبة أن هذه أول زيارة رسمية لمسئول سعودي على هذا المستوى للعاصمة التركية منذ توقيع اتفاقية الصداقة والتعاون بين البلدين عام 1929م التي تبعتها أقامة العلاقات الدبلوماسية بينهما كما أنها تعد الزيارة الثانية لتركيا بعد زيارة جلالة الملك فيصل بن عبدالعزيز لمدينة اسطنبول عام 1966م فى أطار جهوده وسعيه لتوحيد الدول الاسلامية.
ووصف سفير خادم الحرمين الشريفين لدى أنقره العلاقات بين المملكة وتركيا بالتاريخية مشيرا الى ان البلدين تربطهما العديد من الروابط الدينية والثقافية أضافة الى انهما عضوان مهمان فى منظمة الموتمر الاسلامى
.
وأضاف أن هناك أكثر من مائتين وخمسين الف تركى يزورون المملكة سنويا للحج والعمرة والعمل وهناك حوالى مائة الف مواطن تركى يعملون فى المملكة فى مختلف المجالات كما أنه يزور تركيا حوالى 25 الف سائح سعودى سنويا .
وبين السفير الحسينى الشريف ان المملكة وتركيا تتفقان فى العديد من المواقف أزاء القضايا المهمة فى منطقة الشرق الاوسط وفى مقدمتها الموقف من القضية الفلسطينية والوضع فى العراق والتطورات الاخيرة فى لبنان بسبب العدوان الاسرائيلى الغاشم على أراضيه وتدمير بنيته الاساسية والتسبب فى خسائر فادحة بين المدنيين الابرياء .
كما يتفق موقفا المملكة وتركيا فى مواجهة افة الارهاب حيث يدين البلدان الارهاب بصوره وأشكاله كافة ويدعوان دائما الى ضرورة تكاتف وتضامن المجتمع الدولى فى محاربة هذه الافة ويدعو البلدان الى جعل منطقة الشرق الاوسط خالية من أسلحة الدمار الشامل كما أنهما يرفضان فكرة الصدام بين الحضارات ويدعوان الى التعايش البناء بين الحضارات وان تقوم العلاقات بين الامم والدول على حوار حقيقى يحترم كل طرف فيه الطرف الاخر ويحترم مقدساته وعقائده وهويته .
وأشار الى انه توجد بين البلدين عدد من الاتفاقيات فى مختلف المجالات حيث وقعت بينهما عام 1974م اتفاقية للتعاون التجارى والاقتصادى والتقنى تشكلت على أثرها اللجنة السعودية / التركية المشتركة وهناك مجلس رجال الاعمال السعودى / التركى واتفاقية ثقافية منذ عام 1976م أضافة الى عدد من الشركات للاستثمار فى البلدين .
مما يذكر ان أجمالى الصادرات السعودية الى تركيا بلغ عام 2005م بليونا وثمانمائة وثمانية وثمانين مليون دولار بزيادة مقدارها 35ر53 فى المائة عن العام 2004م فيما بلغ أجمالى الواردات التركية الى المملكة فى نفس العام تسعمائة وواحدا وستين مليونا وخمسمائة وثمانية وعشرين الف دولار بزيادة مقدارها 11ر25 فى المائة عن العام 2004م .
وقد أوضح تقرير صادر عن سفارة خادم الحرمين الشريفين فى تركيا ان هناك علاقات تاريخية ودينية وثقافية وثيقة بين المملكة وتركيا وبالذات ارتباط 8ر99 فى المائة من سكان تركيا البالغ عددهم حوالى / 72 / مليونا بالاراضى المقدسة فى مكة المكرمة والمدينة المنورة حيث هناك أكثر من مائتين وخمسين الف تركى يزورون المملكة سنويا للحج والعمرة والعمل.
وأشار التقرير بمناسبة زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ال سعود الى تركيا الى أن العلاقات بين البلدين تتجاوز كونها مجرد علاقات تجارية استراتيجية الى روابط وعلاقات قائمة على الاخوة والاواصر التاريخية والثقافية المشتركة النابعة من العقيدة الاسلامية.
وبين ان الملك فيصل بن عبدالعزيز قام بزيارة لتركيا فى 19 أغسطس 1966م فى أطار جهوده لتنظيم موتمر يحقق الوحدة بين الدول الاسلامية حيث تعتبر هذه الزيارة الاولى من نوعها لمسئول سعودى كبير لتركيا وقد صرح /رحمه الله/ خلال الزيارة بقوله // أن ما يربط بين المملكة وتركيا روابط ليست وليدة اليوم ولكنها علاقات تمتد على مر الايام والزمان000 وأننا لفى أمس الحاجة الى أن نقوى هذه الروابط والصلات لانها ستكون بحول الله وقدرته ليس فقط لصالح الشعب العربى والتركى وأنما لحفظ السلام والامن وخير البشرية أجمع.
كذلك ما عبر عنه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ال سعود خلال حديثه لصحيفة الندوة السعودية فى 17/12/1404ه الموافق 13/9/1984م عندما كان ولى للعهد بقوله // أن ما يربط بين المملكة وتركيا الشقيقة ليس العلاقات التقليدية المالوفة أنها روابط روحية قامت وتقوم بحكم العقيدة المشتركة لا بحكم المصلحة المشتركة0 لذلك فلن يعززها نفع ولن تضعفها خسارة0 كما أن حافز شعبينا لاشاعة الاستقرار السياسى فى المنطقة ليس بالحافز الاقتصادى فحسب أنه الامتثال لامره تعالى بأن نتعاون على البر والتقوى لا على الاثم والعدوان //0
وبين التقرير المساعدات التى قدمتها المملكة العربية السعودية لجمهورية تركيا ومساهماتها فى عدد من المشاريع التركية حيث وقفت عندما تعرض الاقتصاد التركى لازمة حادة عام 1398ه الموافق 1978م فى محنتها وأقرضتها قرضا طويل الاجل تصل فترة تسديده الى ثلاثين عاما وبشروط سهلة وميسرة. وبلغ حجم مساعدات المملكة لتركيا غير المستردة ما مقداره / 217ر8 / ثمانية بلايين ومائتين وسبعة عشر مليون ريال سعودى أى ما يعادل 19ر2 / بليونين ومائة وواحد وتسعين مليون دولار أمريكى فى مجالات مساعدات بترولية ومساعدات لمواجهة الزلازل والكوارث الطبيعية ودعم مراكز الابحاث الاحصائية والاقتصادية والاجتماعية بالاضافة الى التاريخ والفنون.
أما القروض النقدية الميسرة فيبلغ مقدارها /5ر1/ بليونا وخمسمائة مليون ريال سعودى أى ما يعادل /400/ أربعمائة مليون دولار أمريكى والقروض الانمائية عن طريق الصندوق السعودى للتنمية هى لتمويل مشاريع محطة توليد كهرباء البستان وخطوط نقل الطاقة الكهربائية /المرحلة الاولى/ وتوسعة مطار / يشيل كوى / وخطوط نقل الطاقة الكهربائية /المرحلة الثانية/ وتحديث وكهربة السكك الحديدية / المرحلة الاولى/ وخطوط نقل الطاقة الكهربائية /المرحلة الثالثة/ وتحديث وكهربة السكك الحديدية /المرحلة الثانية/ ومستشفى تعليمى جامعى والمستشفى التعليمى الجامعى وكلية الطب بجامعة كوجيلى ووصلات الطرق والجسور وكذلك توفير المياه فى بولو حيث تبلغ القيمة الاجمالى للمشروعات المذكورة /117ر1/ بليونا ومائة وسبعة عشر ريال سعودى أى ما يعادل /947ر297/ مائتين وسبعة وتسعين مليونا وتسعمائة وسبعة وأربعين الف دولار أمريكى.
وبذلك تصبح القيمة الاجمالية للمساعدات التى قدمتها المملكة العربية السعودية الى جمهورية تركيا على صورة منح وقروض ميسرة / 834 ر 10 / عشرة بلايين وثمانمائة وأربعة وثلاثين مليون ريال سعودى أى ما يعادل / 889 ر 2 / بليونين وثمانمائة وتسعة وثمانين مليون دولار أمريكى.
وتمثل المنطقة العربية أهمية خاصة لتركيا كما أن النتائج التى أفرزتها التطورات الاخيرة فى المنطقة أبرزت مدى أهمية تركيا لدول المنطقة وللعالمين العربى والاسلامى لاعتبارات أمنية واستراتيجية واقتصادية متشابكة.
وفى هذا الاطار يمكن تحديد عدة عوامل أساسية تفسر هذه الاهمية المشتركة وهى موقع تركيا الاستراتيجى الجغرافى بين أوربا واسيا والشرق الاوسط الذى هى أها لان تكون جسرا مهما بين الحضارات أو بين الاسلام والغرب بالاضافة الى أنها جارة لاكثر من دولة عربية وأسلامية وتربطها بهذه الدول أواصر الثقافة والتاريخ والجغرافيا والمصالح المشتركة.
وساهم موقع تركيا الجغرافى فى أبراز أهميتها فى استمرار تدفق النفط العربى من خلال تركيا واليها ثم الى الغرب وتتحرك تركيا وفق استراتيجية موداها أن تكون بمثابة الحوض الذى يصب فيه الغاز والنفط ليس فقط من منطقتى بحر قزوين واسيا الوسطى ولكن من الشرق الاوسط / العراق ومصر/ أيضا .
أما العلاقات التجارية بين المملكة العربية السعودية وجمهورية تركيا لعام 2005م فيبلغ أجمالى الواردات من المملكة / 888 ر 1 / بليونا وثمانمائة وثمانية وثمانون مليون دولار حيث بلغت نسبة الارتفاع 35ر53 فى المائة عن العام 2004م .
ومن أهم السلع المستوردة من المملكة / المواد الخام البترولية والغاز وبولى اثلين منخفض الكثافة وبولى اثلين عالى الكثافة وبولى بروبلين وايثلين جلابكول وايثلين والمنسوجات وزيوت النفط ومواد التلوين العضوية وحمض تيربفتليك والالياف المحضرة من البوليستر وكحول المثيل .
وتبلغ نسبة الواردات من المملكة الى مجموع الواردات التركية تساوى 62ر1فى المائة أجمالى الصادرات الى المملكة 000 ر 528 ر 961 دولار حيث ارتفعت النسبة ب 11ر25 فى المائة عن عام 2004م ومن أهم السلع المصدرة للمملكة / الحديد والجرارات والسجاد والفاكهة والالات الكهربائية والدعامات العريضة من الحديد أو الصلب ونسبة الصادرات التركية الى المملكة الى أجمالى الصادرات التركية يساوى 31 ر 1 فى المائة.
وأبرز التقرير ردود فعل وسائل الاعلام على زيارة خادم الحرمين الشريفين لتركيا حيث وصفت الصحف التركية الزيارة بأنها تاريخية وأن تركيا تعلق عليها أهمية كبيرة مشيرة الى أن التطورات الاقليمية الاخيرة دفعت البلدين نحو علاقات أكثر قربا وانسجاما فى السنوات الاخيرة.
وتوقعت الصحف على الصعيد الاقتصادى ان تدعم هذه الزيارة التوسع فى مجال الاستثمارات بين البلدين فى مختلف المجالات.
التعليقات