رائيل ستوسع غزوها في ظل صراع الجنرالات
السنيورة يتحدث على الهواء في التلفزيون الإسرائيلي

أسامة العيسة من القدس: الهم الأبرز للصحافة الإسرائيلية الصادرة صباح اليوم، هو القرار المتوقع صدوره عن المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون السياسية والعسكرية الذي سيلتئم في مكتب رئيس الحكومة ايهود اولمرت اليوم الأربعاء، ويتعلق القرار بتوسيع العمليات الحربية العسكرية في جنوب لبنان لتصل إلى شمال وجنوب نهر الليطاني، ولكن ذلك إن تم فانه يأتي في أجواء قرار، مثير للجدال، اتخذه رئيس الأركان دان حالوتس بتعيين نائبه الجنرال موشيه كابيلنسكي مندوبا عن رئاسة الأركان في القيادة الشمالية التي تقود المعارك في لبنان وتلاحقها الاتهامات بالفشل المتكرر، مما يعني عمليا عزل قائد المنطقة الشمالية الجنرال اودي آدم.

وموضوع كابيلنسكي وادم، كان الموضوع المسيطر على المواقع الإلكترونية والتلفزة الإسرائيلية، منذ أمس، وخضع لكثير من النقاش والتحليل، ونظر له في إسرائيل بكثير من الريبة، على اعتبار انه أمر غريب أن يتم تغيير القيادة، ولو بشكل غير رسمي، والمعارك الحربية مستمرة، وان ذلك ما كان ليحدث في حالة تحقيق الجيش الإسرائيلي انتصارات ملموسة.

ولم ينه التوضيح الذي أعلنته رئاسة الأركان حول الموضوع، توقف سيل الأسئلة، وحسب هيئة الأركان فان تعيين كابيلنسكي، لا يمس بقيادة اودي آدم للجبهة الشمالية، في حين أن اغلب المصادر العسكرية الإسرائيلية ترى العكس، وذهبت بعضها للإشارة إلى أن ما حدث هو quot;انقلاب عسكريquot;.

إلى العمق اللبناني

وعنونت صحيفة يديعوت احرنوت موضوعها الرئيسي على صفحتها الأولى quot;بيرتس وحالوتس يذهبان إلى العمق اللبنانيquot; ولخصت سير المعارك يوم أمس تحت عنوان أشار إلى مقتل 6 جنود إسرائيليين في الجنوب اللبناني، لم يكشف بعد عن أسماء 3 قتلى.

وحسب الصحيفة فان ايهود اولمرت سيقرر اليوم إذا ما كان سيوسع العمليات الحربية في جنوب لبنان، خلال اجتماع المجلس الوزاري المصغر اليوم، ويستجيب بذلك إلى الضغوط التي يمارسها عليه عمير بيرتس وزير الدفاع، ودان حالوتس رئيس هيئة الأركان.

وقالت الصحيفة بان حالوتس يؤكد استعداد الجيش الإسرائيلي لتوسيع العمليات الحربية، لتوجيه ضربة النهاية لحزب الله، وبهذا الصدد يوجد عشرات الآلاف من الجنود المستعدين للتحرك إلى لبنان وتنفيذ المهام الموكلة لهم.

وأشارت الصحيفة إلى أن استعداد إسرائيل لتوسيع العمليات الحربية، يأتي في ظل وضع الجيش السوري على أهبة الاستعداد القصوى، في حالة لم يعرفها هذا الجيش منذ 20 عاما.

أما صحيفة معاريف فعنوانها الرئيس كان واضحا ومباشرا quot;عملية في العمق اللبناني لا بد منهاquot;، متوقعة صدور قرار من المجلس الوزاري المصغر بتوسيع العمليات في العمق اللبناني.

وتناولت صحيفة هارتس في عنوانها الرئيس نفس الموضوع، وقالت بان قائد المنطقة الشمالية صادق فعليا على الخطط العسكرية للتوغل إلى نهر الليطاني، والسيطرة على مواقع تقع شماله وجنوبه، معتبرة أن موافقه القيادة السياسية المتوقعة اليوم، ستكون أمرا مكملا.

وكتب الصحافي اولف بن في هارتس quot;رئيس الوزراء سيقرر اليوم، إذا ما كان سيوسع العمليات الحربية في لبنان أم لا، وزير الدفاع ورئيس الأركان يضغطان، لتنفيذ عملية كبيرة، ولكن ذلك يعني خسائر بشرية كبيرة أيضا، ويجب اخذ ذلك بعين الاعتبار، وكذلك موقف المجتمع الدولي ومجلس الأمنquot;.

صراع الجنرالات

وحول تعيين كابيلنسكي مندوبا عن رئاسة الأركان في القيادة الشمالية كتبت يديعوت احرنوت بان العلاقات بين حالوتس والجنرال اودي آدم قائد المنطقة الشمالية لم تكن على ما يرام، والخلافات بينهما وصلت إلى مرحلة القشة التي قصمت ظهر البعير، مشيرة إلى أن ايهود اولمرت، وعمير بيرتس ساندا قرار دان حالوتس بهذا الشان.

ونقلت الصحيفة عن مقربين من آدم، قولهم، انهم لم يعتقدوا بان قائد المنطقة الشمالية، سيعزل أثناء الحرب، مرجحين إلى انه قد تكون خلفية قرار عزله (الذي لم يصدر رسميا) قد جاء بسبب تصريحات أدلى بها لصحيفة يديعوت احرنوت قبل أيام، قال فيها بان المستوى السياسي يقوم بتكبيله ولا يطلق يديه لينفذ خططه الحربية، وهذا يناقض تصريحات اولمرت الذي قال بانه أعطى تفويضا لقيادة الجيش لتعمل ما تراه مناسبا لتحقيق أهداف الحرب على لبنان.

وتفهمت بعض القيادات العسكرية قرار حالوتس وألقت بالمسؤولية على الجنرال آدم، في حين قال عسكريون بأنهم لو كانوا مكان آدم لسلموا دفة القيادة وعادوا إلى منازلهم، معززين المزاعم حول تكبيله ووضع عصا في الدواليب لمنعه من العمل بحرية.

وخصص الصحافي المخضرم الساخر يورون لندن مقاله في يديعوت احرنوت حول قضية كابلينسكي-آدم، وعنون المقال بـ quot;تعيين غريبquot;، قائلا بان تعيين كابيلنسكي ممثلا لرئاسة الأركان في القيادة الشمالية لا يمكن استيعابه بسهولة، مشككا بهذا التعيين، وبجدواه.

وقال لندن، بان كابيلنسكي هو نائب حالوتس في رئاسة الأركان، ولو كان حالوتس مصنوعا من الحديد الأزرق فهو في النهاية مريض وتعرض لنكسات صحية أخيرة، ولا يجب أن يحدث فراغ في رئاسة الأركان، إذا حدث لهمكروه، خصوصا وان المسؤولية الواقعة على رئاسة الأركان كبيرة خلال هذه الحرب التي ربما تتصاعد بدخول سوريا إليها.

وذهب لندن، إلى ابعد من ذلك، بالإشارة، إلى ان قرار تعيين كابيلنسكي ربما يكون ورقة التين لبعض الجنرالات، لتغطية عوراتهم، عندما تشكل في المستقبل لجنة لتقصي الحقائق في هذه الحرب الدائرة الان.

أما المحلل العسكري لصحيفة هارتس زئيف شيف الذي غطى حروب إسرائيل العديدة، فكتب في صحيفته quot;من الخطأ الاعتقاد بان قرار تعيين كبيلنسكي في القيادة الشمالية، جاء فجأةquot;، مشيرا إلى أن هذا القرار قدم إلى وزير الدفاع أولا ثم رئيس الحكومة من قبل دان حالوتس، والجميع وافق عليه.

واعتبرت الصحيفة بان القرار يعني عمليا عزل الجنرال آدم عن قيادة الجبهة الشمالية.

وكتبت صحيفة معاريف عنوانا دالا على صفحتها الأولى حول هذا الموضوع مستوحى من الحرب الدائرة وهو quot;إنزالquot; أشارت فيه إلى أن quot;كابيلنسكي انزل من فوق ظهر اودي آدمquot; وذكرت أن ذلك أدى إلى صخب كبير في صفوف الجيش الإسرائيلي، ولا يعرف إذا كانت طبيعة الانزالات الإسرائيلية التي توصف بالفاشلة في لبنان، كانت في ذهن كاتب العنوان، واراد الإيحاء بان عملية إنزال كابلينسكي ستكون هي فاشلة أيضا.

الإخلاء مستمر

وكتبت صحيفة يديعوت احرنوت بان سكان إسرائيل القاطنين في الشمال اقترضوا منذ بدء الحرب نحو 100 مليون شاقل، لصرفها على المبيت والحاجيات اليومية، وان الأموال نفذت من السكان مع استمرار المعارك.

وتحدثت معاريف عن ما أسمته الإخلاء الكبير من شمال إسرائيل إلى نتانيا، على خلفية المعارك الدائرة هناك، والتي بدأت أمس وستتواصل اليوم، دون أن تشير إلى أن سكان نتانيا كانوا أخلوها عندما هدد قائد في حزب الله بقصف المدينة، قبل اكثر من أسبوع.

وقالت هارتس بان الجيش الإسرائيلي أخلى 10 الاف نسمة من الحدود الشمالية، وسيتم أيضا إخلاء ما بين 10-14 ألف آخرين اليوم بمبادرة من الحكومة والوكالة اليهودية.

وفي موضوع داخلي آخر أفادت صحيفة معاريف، بان عضو الكنيست عن حزب العمل كوليت ايغال، تريد أن ترشح نفسها لرئاسة الدولة الإسرائيلية، وفي حالة نجاحها ستكون أول سيدة تتولى هذا المنصب.

مقلب السنيورة

وتحدثت معاريف عن quot;المقلبquot; الذي نفذاه مقدما برامج ساخرة في التلفزة الإسرائيلية يعرفان باسم (شاي ودور) عندما اتصلا أمس برئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة بشكل مباشر.

وذكرت الصحيفة انه خلال تقديم شاي ودور لبرنامج ترفيهي أمس، في بث مباشر، اتصلا بمكتب رئيس الحكومة اللبنانية في بيروت، وابلغا المكتب بأنهما من وزارة الدفاع البريطانية، فتم تحويل المكالمة إلى السنيورة، فطلبا منه أن يستقيل إذا لم يكن قادرا على تحمل مسؤولية الدولة، فعندها سال السنيورة عن هوية المتحدثين، فاخبراه بالحقيقة، مما أدى به إلى قطع الخط، دون أن يدري انه تحدث مباشرة إلى التلفزة الإسرائيلية.

ويذكر بان السنيورة اصبح هدفا لحملات إسرائيلية، بدأتها وزيرة الخارجية الإسرائيلية أيسبى ليفني، عندما خاطبته من على منصة الكنيست بان يكفكف دموعه، ويهب للعمل حسب قولها.