النجف (العراق): فجر انتحاري يرتدي حزاما ناسفا اليوم الخميس نفسه وسط السوق الكبير في مدينة النجف العراقيةعلى مقربة من ضريح الامام علي بن ابي طالب المقدس لدى الشيعة مما اسفر عن سقوط 33 قتيلا وجرح نحو مئة آخرين بينهم اربعة من الايرانيين، حسب مصارد طبية واخرى من الشرطة.
وقال منذر الاعذاري مدير صحة كربلاء ان quot;حصيلة ضحايا التفجير الانتحاري في سوق القديم وصلت الى 33 قتيلا و 94 جريحا بينهم اربعة من الزائريين الايرانيينquot;.

واكد quot;الاعذاري ان quot;حالة احد الجرحى الايرانية خطيرة جداquot;.واعلن مصدر طبي من المستشفى في النجف ان quot;المستشفى تسلم جثث 31 قتيلا ونقل اليه 55 جريحا في التفجير الانتحاري في سوق القديمquot;.وقال مصدر في الشرطة رفض الكشف عن اسمه ان quot;انتحاريا فجر نفسه بالقرب من حاجز للتفيش على مدخل السوق الكبير على بعد 150 مترا من ضريح الامام علي ابن ابي طالبquot;، موضحا ان quot;بين القتلى عددا من افراد الشرطة وبين الجرحى اربعة زوار ايرانيينquot;.
وقال مراسل فرانس برس ان الانتحاري فجر نفسه عند حاجز للتفتيش تابع للشرطة في مدخل السوق الكبير بالقرب من ضريح الامام علي، حيث يتجمع عدد كبير من الزوار عند هذا الحاجز الذي تديره قوات الشرطة.

واضاف ان عددا كبير من المحلات التجارية اصيبت باضرار جسيمة بينما قامت الشرطة وقوات الامن بالانتشار بشكل كبير جدا. وقد قامت بتفريق المدنيين واغلاق المدينة بصورة كاملة امام السيارات المدنية والزوار باسثناء سيارات الاسعاف.وقال مصدر امني كبير في النجف رفض الكشف عن اسمه ان quot;الانتحاري حاول الوصول الى المرقد المطهر للامام علي عليه السلام ولدى بلوغه حاجز التفتيش الاخيرة ار شكوك رجال الشرطة فقاموا بتطويقه لغرض السيطرة عليهquot;.واضاف ان رجال الشرطة نجحوا في الامساك به لكنه تمكن من تفجير نفسه.

وتابع ان quot;الارهابيين لم يستطيعوا ارسال سياراتهم المفخخة لذا ارسلوا انتحارياquot;.وقال المسؤول الامني ان عدم وجود quot;اجهزه كاشفة للمتفجرات لدى رجال الشرطة مكن الانتحاري من بلوغه هذا المكان القريب من المرقدquot;، مشيرا الى ان quot;اجراءات امنية مشددة ستتخذ في الايام المقبلة لتفادي حدوث مثل هذه الانفجاراتquot;.والنجف (160 كلم جنوب بغداد) واحدة من اهم المدن الشيعية المقدسة وتضم ضريح الامام علي اول ائمة الشيعة الاثني عشرية والحوزة العلمية التي تضم اهم مراجع الشيعة في العالم.

وتشهد هذه المدينة هدوءا نسبيا منذ المعارك التي خاضها الزعيم الشيعي مقتدى الصدر ضد القوات الاميركية في آب/اغسطس 2004.من جانبه دعا عزيز زين العلي مدير علاقات بالمجلس الاعلى للثورة الاسلامية الذي يتزعمه عبد العزيز الحكيم quot;الجميع الى وقف هذه الهجمات التي تستهدف المدنيين الابرياءquot;، معتبرا ان quot;الغرض منها خلف فتنة طائفية واقتتال داخليquot;.واضاف quot;نحن لا نتهم باي جهة معينة لكننا نعتقد ان عملا مثل هذا قام به صداميون وتكفيريون لا يريدون الاستقرار لهذا البلدquot;.

من جانبه دان مكتب الزعيم الشيعي الشاب مقتدى الصدر التفجير الانتحاري على لسان احد مساعديه .قال صاحب العامري الامين العام لمؤسسة شهيد الله التابعة لمكتب الصدر في النجف quot;نستنكر ونرفض ان يحدث مثل هذه الاعمال بالقرب من مرقد امير المؤمنين علي ابن ابي طالب، وندعو السلطات الامنية في المدينة الى اتخاذ اجراءات مشددة لحماية الزوار والضريح الشريفquot;.وطالب العامري quot;بتفعيل دور اللجان الشعبيه لحماية المواطنينquot;، مشيرا الى ان تهديدات وصلت من التكفيريين والبعثيين بالقيام باعمال ارهابية بالقرب من الصحن الشريف (...) قمنا بابلاغ السلطات وهي تعلم بذلك لكن المجرمين استغلوا فترة الصباح ودخلوا من منافذ غير محكمة ونفذوا هذا العمل الجبانquot;.

وفي اول رد فعل غربي على الانفجار صرح القائم بالاعمال البريطاني في العراق روبرت جيبسون quot;تأثرت كثيرا عند سماعي نبأ العمل الارهابي في مدينة النجف الاشرف اليوم وما ادى اليه من خسائر فظيعة في الارواحquot;.واضاف ان الحكومة البريطانية quot;تتقدم بخالص التعازي لعوائل الضحايا والجرحى وللشعب العراقي عامة واهالي النجف خاصة وللحكومة العراقية التي سنستمر في دعم مساعيها لدحر الارهابquot;.وحث جيبسون الشعب العراقي على quot;المحافظة على الهدوء و ضبط النفس و تقديم العون لقوات الامن العراقية الشرعية في مساعيها للعثور على المتورطين في حادث اليوم و بما يعزز دور و سيادة القانونquot;.
ويأتي هذا الانفجار بعد ان اعلنت وزارة الصحة العراقية ان مصلحة الطب العدلي في بغداداستلمت 1850 جثة خلال تموز/يوليو الماضي معظمها لاشخاص قتلو بعيارات نارية.