|
غرفة العمليات |
أسامة العيسة من القدس: تجد المتدينات اليهوديات اللواتي استدعين للخدمة في قوات الاحتياط بعد الحرب على لبنان، أنفسهن، مع الرجال الجنود في معسكرات التدريب ونفس أمكنة المأكل، والنوم، مما يطرح أسئلة جديدة حول مفاهيمهن الدينية التي تختبر الان في وقت الحرب.
ونشرت الصحف الإسرائيلية صورا للمتدينات اليهوديات، وهن يتدربن بتنانيرهن الطويلة، بينما يرتدن في الأعلى ملابس عسكرية، للإعلان عن هويتهم الثقافية تحذيرا للجنود كي لا يتحرشوا بهن جنسيا.
وتقول إحداهن واسمها بيريل، أنها تستعدى بانتظام لخدمة الاحتياط، وانه بالنسبة لها فان هنالك الكثير من الأمور التي تتعلق بمسائل العفة والإيمان، يجب أخذها بعين الاعتبار، مثل عدم الاختلاط في النوم مع الجنود، وترفض أي لمسة ذكورية، حتى لو لم تكن تحمل دلالات جنسية، وتقول أنها تصر على ارتداء التنورة الطويلة في أثناء التدريب أو في ميدان الرماية، أو وهي على الدبابة، حتى ولو كانت تشعر بان التنورة الطويلة تجعلها مثل quot;أكياس البطاطاquot;.
ويشعر التعبير عن الهوية لدى المتدينات، باقي الجنود، بالضيق، ويجدون في التنانير الطويلة بمثابة حواجز اجتماعية للتواصل مع المجندات، ولكنهن يرين في ذلك تحذيرا للجنود بالوقوف عند حدهم. وتعمل بعض المجندات المتدينات، في غرفة الحرب، ومهمتها تنسيق الحرب البرية والجوية التي تشنها إسرائيل على لبنان.
ويبقى عدد المجندات المتدينات في الجيش الإسرائيلي قليلا، بسبب معارضة الغالبية العظمى من الحاخامات الأرثوذكس لخدمتهن في الجيش. وتستفيد المتدينات من قانون خاص يعفي المرأة من الخدمة العسكرية إذا تعارضت مع المعتقدات الدينية، وتفضل كثيرات أداء الخدمة الوطنية بدلا من العسكرية. وفقط نحو 30% من الشابات المتخرجات من المدارس والمعاهد الدينية، يتجاهلن آراء الحاخامات وينضممن إلى الجيش.
|
متدينات في التدريب |
وبالنسبة لقانون خدمة الاحتياط الخاص بالمرأة فهو حديث نسبيا في إسرائيل، وتخدم المرأة اليهودية في الاحتياط حتى عمر 38 عاما. وما يشجع القلة من المتدينات للخدمة في الجيش الإسرائيلي، هو مكانة هذا الجيش الكبرى في المجتمع الإسرائيلي، حيث يشكل في اغلب الأحيان مفتاح الترقي في المجتمع، ومعمل القيادات المستقبلية في دولة عسكرية.
وبالنسبة للعلمانيات فلا يوجد لديهن أي عائق للتطوع في الجيش، وفي بداية الحرب، احتلت الدكتورة مارينا كامينسكي العناوين، عندما أصبحت أول امراه في إسرائيل تنضم للقتال في لبنان، من خلال الخدمات الطبية، وعملت على توفير الرعاية الطبية للجنود الذي أصيبوا في المعركة حول بنت جبيل.
وتقدمها الصحف الإسرائيلية كإحدى البطلات، ومثلها نساء أخريات برزن في هذه الحرب، يعملن في مختلف قطاعات الجيش الإسرائيلي المختلفة، وبرز من بينهن متحدثات باسم الجيش. وسن عام 2000، قانون، يسمح للنساء بالعمل في الوحدات المقاتلة، ولكن العدد الأكبر من المجندات يعملن في مجال معدات المراقبة، والرادارات، وتشغيل الكاميرات، وفي مجال الاستخبارات.
ويقول الدكتور ايشيل ليفي من جامعة بار ايلان، والمختص في علم الاجتماع والدراسات الجنسانية، انه رغم تفتح مجالات عديدة للمرأة الإسرائيلية في الجيش، إلا أنها تشكل فقط نحو ثلث عدد الجيش، ويخدمن في المواقع التقليدية للمرأة. ويرى ليفي أن نسبة النساء في الجيش الإسرائيلي، جيدة، بالمقارنة مع الجيوش الأخرى، ولكن إذا تم التدقيق في الأمر يتبين أنهن يعملن كسكرتيرات، وإداريات، وأخصائيات اجتماعيات، وممرضات، ومعلمات.
ويقول ليفي، الذي اعد دراسات هي الأولى من نوعها عن النساء في الجيش الإسرائيلي، بان المجندات في الوحدات القتالية، يعتقدن أن مشاركتهن جنبا إلى جنب مع الرجال، يضمن لهن المساواة وحقوق المواطنة الكاملة، مثل الرجال، ولكن بعد انتهاء خدمتهن يكتشفن خطأ اعتقادهن.
وحسب دراسة ليفي، فان النساء في الوحدات القتالية، يتصرفن مثل الرجال، كطريقة المشي وأسلوب الحديث، ولبس أزياء رجالية، وتقليد السلوك بما في ذلك ما يتعلق بمعاملة النساء الأخريات وشتمهن، ويحاولن الابتعاد قدر الإمكان عن الأنوثة. ولكن كل هذا لا يشفع لهن، ويجدن أنفسهن، في النهاية، عرضة للنظرة الدونية، وسلوكيات أخرى من قبل الرجال، من بينها تعرضهن للتحرش الجنسي، رغم تشبهن بالرجال.
|
مجندة في جبهة الشمال |
التعليقات