سمية درويش من غزة: استأنفت حركتا فتح وحماس جولة الاقتتال الدامية في غزة ، بعد يومين من انتهاء الحرب على الجبهة اللبنانية الإسرائيلية ، وفي وقت مازالت تصعد فيه إسرائيل هجماتها العسكرية على مناطق قطاع غزة ، حيث دكت المروحيات الإسرائيلية المقاتلة فجر اليوم منزلا مدنيا وسط أكثر الأحياء ازدحاما بغزة ، مخلفة دمارا هائلا وحالة من الرعب والفزع في أوساط الأطفال والنساء.

وقد جاءت جولة العنف الجديدة والتي راح ضحيتها الطفل سليمان أبو نصر شرق مدينة خان يونس جنوب القطاع ، عقب التحذيرات التي أطلقها الساسة في الأراضي الفلسطينية والذين طالبوا بالإسراع بتشكيل حكومة وحدة وطنية للخروج من الأزمة الراهنة والتي تعصف بالساحة الفلسطينية ، وقد تولد انفجارا لا يحمد عقباه.

وبحسب مصادر فلسطينية ، فقد وقعت اشتباكات نارية بين عناصر من حركة فتح والقوة التنفيذية التي شكلتها وزارة الداخلية في منطقة عبسان الكبيرة في خان يونس ، أسفرت عن مقتل الطفل أبو النصر وإصابة أربعة آخرين وصفت جراح أحدهم بالخطيرة .

وقد شهدت غزة خلال الساعات الـ 24 الأخيرة لقاءات ساخنة بين الرئيس عباس ورئيس وزراءه بهدف التوصل لاتفاق قد يفضي إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية ، إلا أن حكومة حماس وعلى لسان ناطقها د. غازي حمد ، أكدت بان من مستلزمات الإعلان عن حكومة الوحدة الوطنية مرهون بالإفراج عن كافة الوزراء و النواب المعتقلين في سجون الاحتلال ورفع الحصار عن الشعب الفلسطيني ، واستنادا إلى وثيقة الوفاق الوطني فان بدء المشاورات حول تشكيل حكومة الوحدة الوطنية يتزامن مع إحياء الحوار حول تفعيل و إصلاح منظمة التحرير الفلسطينية .

ويشار إلى انه تم التوصل بين فتح وحماس على مصالحة وطنية ، حيث رصد 2 مليون دولار لدفعها لأهالي الضحايا الذين سقطوا لإخماد نيران الثار ، وتغليب المصلحة الوطنية.