أسامة العيسة من القدس : يعقد المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون الأمنية والسياسية، اجتماعا له اليوم، للبحث في مصير قرية الغجر الحدودية التي تتقاسم إسرائيل ولبنان السيادة عليها، وتقول إسرائيل بأنها تمدها بالخدمات اللازمة. وتسعى إسرائيل لاستغلال الانشغال بالأوضاع التي خلفتها الحرب على لبنان، من اجل تحديد مستقبل هذه القرية التي شكلت بالنسبة لإسرائيل خرقا أمنيا، ومركزا للتبادل الأمني لحزب الله.

وذكرت صحيفة هارتس الإسرائيلية في عددها الصادر اليوم، انه سيطرح على المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر اقتراحين بشان مصير هذه القرية والترتيبات الأمنية التي ستتخذ فيها، الأول يتعلق بإدخال تعديلات أمنية مع إبقاء الأوضاع في القرية المقسمة كما هي، أي إقامة سياج حولها وضمها جميعا إلى إسرائيل، مع إعطاء حرية للسكان بالانتقال إلى لبنان إذا هم أرادوا، أما الاقتراح الثاني فلم يكشف عنه، وسيقدمه رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي ايلان مزراحي.

وتعتبر قرية الغجر جزءا من هضبة الجولان السورية المحتلة، وبخلاف باقي قرى الجولان الدروز فان سكانها ينتمون إلى الطائفة العلوية، ويحمل جميعهم الجنسية الإسرائيلية. وبعد الانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان في شهر أيار (مايو) 2000، قسمت القرية بخط وهمي بين إسرائيل ولبنان، وفي بداية الحرب الأخيرة على لبنان، أزال الجيش الإسرائيلي موقعا عسكريا لحزب الله في القسم اللبناني من القرية، وادخل تعديلات حدودية لم تعرف طبيعتها، ولكن ذلك لم يحسم وضع القرية، التي يرفض سكانها تقسيمها بجدار يفصلها إلى قسمين، وهو خيار من المحتمل أن تلجا إليه إسرائيل، وطرح في شهر ايار (مايو) 2005، ولكن لم يتم اقراره.