واشنطن: قال ديك تشيني نائب الرئيس الامريكي ان الحكومة قامت quot;بمهمة ملحوظة للغايةquot; في حماية أمريكا في الوقت الذي زار فيه الرئيس الامريكي جورج بوش مكان البرجين وسط جدل في عام الانتخابات حول ما اذا كانت البلاد أكثر أمنا بعد هجمات 11 سبتمبر أيلول.

وسعى تشيني وكبار مسؤولي الادارة الآخرين عشية الذكرى الى ترويج ما يقولون انه تقدم في الحماية ضد تكرار هجمات 11 سبتمبر مرة ثانية.

ورد الديمقراطيون بان الادارة استخدمت الهجمات للكسب السياسي مؤكدين الانقسامات المريرة التي برزت منذ ادت الهجمات على نيويورك وواشنطن الى مقتل ما يقارب ثلاثة آلاف شخص ووحدت الامة في حزن.

وقال تشيني في برنامج quot;واجه الصحافةquot; في قناة ان.بي.سي. quot;لا أدري كيف يمكنكم ان تفسروا خمس سنوات بدون هجمات..خمس سنوات من التعطيل الناجح للهجمات..خمس سنوات من هزيمة جهود القاعدة للعودة وقتل المزيد من الامريكيين. عليكم ان تعطوا بعض الفضل لفكرة انه ربما يكون أحد قد فعل الشيء الصحيح.quot;

واضاف quot;قمنا بمهمة ملحوظة للغاية هنا في الداخل فيما يتعلق بالامن الداخلي.quot;

غير ان الكثير من الامريكيين لديهم شكوك. وقالت قناة (ايه.بي.سي.) ان استطلاعا للرأي اجرته كشف ان عدد الامريكيين الذين يعتقدون ان البلاد اكثر أمنا الان مما كانت عليه من اربع سنوات انخفض الى نحو 52 في المئة من نحو 88 في المئة في وقت سابق.

ويقول الديمقراطيون ان حرب العراق امتصت مليارات الدولارات التي كان يمكن انفاقها في تحسين الامن الداخلي ووفرت مرتعا للارهابيين كما تركت اسامة بن لادن مطلق السراح وعرضت حكومة افغانستان المدعومة من الولايات المتحدة للمتاعب.

وقال هاوارد دين رئيس اللجنة القومية بالحزب الديمقراطي ان بوش استخدم الهجمات لتحقيق مكاسب سياسية قبل انتخابات نوفمبر تشرين الثاني التي يري فيها الديمقراطيون فرصة طيبة للسيطرة على احد مجلسي الكونجرس من الجمهوريين.

وقال quot;نعتقد ان الرئيس لعب الكثير من السياسة..انهم يعتقدون انهم لايمكنهم الفوز بالانتخابات مالم يتحدثوا عن الارهاب طوال الوقت.quot;

وقال دين ان الادارة غاصت في مستنقع العراق في الوقت الذي كان يتعين عليها فيه ان تنطلق quot;بشكل كامل quot; بحثا عن أسامة بن لادن.

وذكرت صحيفة واشنطن بوست يوم الاحد ان أثر بن لادن quot;اختفى تماماquot; وان القوات الخاصة الأمريكية التي تبحث عنه لم تحصل على اي خيط يمكن الاعتماد عليه بشأن مكان تواجده من أكثر من عامين.

وارتفعت شعبية بوش وتغيرت رئاسته تماما بعد ان وقف في أنقاض مركز التجارة العالمي بعد هجمات 11 سبتمبر وسعى الى حشد البلاد بالنفخ في البوق.

ولكن الوحدة التي برزت والامريكيين ينعون اولئك الذين قتلوا في هجمات الطائرات المخطوفة تهاوت تحت وطأة الانقسامات الحادة حول حرب العراق كما انخفضت شعبية بوش مع ارتفاع أعداد القتلى والجرحى الامريكيين في العراق.

ودفع كبار مسؤولي الادارة بأن الاطاحة بصدام حسين كانت مبررة حتى على الرغم من ان اسلحة الدمار الشامل الموعودة لم يتم العثور عليها أبدا.

وقالت كوندوليزا رايس وزيرة الخارجية الامريكية لقناة سي.بي.اس. quot;لايمكن للمرء ان يتخيل شرق اوسط يكون مختلفا ولايمكن ان يكون مكانا يزدهر فيه التطرف بدون ازالة صدام حسين وفرصة عراق مختلف.quot;

وفي الجولة التي تستمر يومين لمواقع تحطم الطائرات الثلاث في 11 سبتمبر أي مركز التجارة العالمي والبنتاجون وحقل في شاكسفيل في بنسلفانيا حيث تحطمت الرحلة رقم 93 لشركة يونايتد ايرلانيز سيسعي بوش الى ان ينحي جانبا قسوة الخصومات الحزبية ولو مؤقتا.