رئيس الوزراء اللبناني: نحن آخر بلد سيفاوض إسرائيل
مبارك ناقش مع السنيورة ترتيبات لقاء قد يجمعه وبشار


نبيل شرف الدين من القاهرة : وسط أنباء متواترة في القاهرة تحدثت عن أن الملف اللبناني ـ السوري كان حاضرا بقوة في مباحثات الرئيس المصري ورئيس الوزراء اللبناني بهدف ترتيب لقاء سوري ـ لبناني على مستوى رفيع، فقد أجرى مبارك والسنيورة محادثات خلال زيارة الأخير إلى القاهرة التي استغرقت بضع ساعات، غادر بعدها متوجهاً إلى العاصمة الأردنية عمان . وعقب اللقاء قال بيان للرئاسة المصرية إن المحادثات تناولت مجمل تطورات المنطقة، خاصة الوضع في لبنان بعد الحرب الأخيرة والجهود المبذولة لازالة آثارها وإعادة إعمار لبنان، بينما كشف بيان لوزارة الخارجية المصرية عن أن سفينة حربية مصرية تحمل 460 طنا من المساعدات الانسانية أبحرت صباح يوم الخميس في طريقها إلى لبنان .

وأضاف بيان الخارجية المصرية أن وزارة الكهرباء المصرية تعمل بتوجيهات من مبارك لتأهيل شبكة الكهرباء اللبنانية واعادة التيار المقطوع في عدة مناطق لبنانية بحلول تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، وفي هذا السياق لفت مصدر دبلوماسي مصري إلى أن بلاده قدمت مساعدات للبنان خلال الحرب، كما رأس جمال مبارك نجل الرئيس المصري وفدا رسميا وشعبيا زار بيروت لإعلان التضامن مع لبنان .

تصريحات السنيورة
من جانبه وصف رئيس الوزراء اللبناني مباحثاته مع الرئيس المصري بأنها quot;كانت إيجابية وطيبة للغايةquot;، وقال السنيورة عقب المباحثات، إنها شهدت استعراض كافة القضايا ذات الصلة بالشأن اللبناني، خاصة ما يتعلق منها بإزالة آثار الحرب الإسرائيلية المدمرة على لبنان، والتي أسفرت عن عدد كبير من الشهداء والجرحى ومعاناة أكثر من ربع سكان لبنان الذين اضطروا لمغادرة منازلهم نتيجة القذائف الإسرائيلية والقنابل العنقودية التي مازالت تحصد الأرواحquot;، على حد قوله .
وردا على سؤال حول السلاح الفلسطيني خارج المخيمات في لبنان، أشار السنيورة إلى أن هذا الأمر جرى بحثه خلال جولات الحوار الوطني اللبناني وأنه بالرغم من أن هناك أحداثا أخرت حسم هذا الأمر، إلا أن المبدأ لم يتغير .
ومضى السنيورة قائلاً : quot;إن هذه الزيارة تعد الأولى له إلى القاهرة بعد العدوان الإسرائيلي ورفع الحصار عن لبنانquot;، مشيرا إلى أنه quot;كان على تواصل مستمر خلال فترة الحرب مع الرئيس مبارك الذي وقف والشعب المصري إلى جانب لبنان في محنتهquot;، حسب تعبيره .
وردا على سؤال حول رد حكومته على العرض الذي قدمته إسرائيل للتفاوض مع لبنان، قال السنيورة ان بلاده تعمل جاهدة من أجل السلام وترغب جادة في تحقيقه، لكن بطبيعته وتركيبته وظروفه لا تستطيع الا أن تكون آخر بلد عربي يدخل في عملية السلام بعد ان تدخل جميع الدول العربية، وأضاف أن هذه الرسالة وجهناها على مدى سنوات طويلة .
وأشار السنيورة إلى أنه ناقش مع مبارك طبيعة المرحلة الجديدة التي يمر بها لبنان في معالجة آثار الحرب، والتأكيد على أهمية تحقيق الانسحاب الاسرائيلي الكامل من كل الاراضي اللبنانية التي احتلتها والعمل على اعادة الاسرى المحتجزين لديها، وتقديم خرائط الالغام التى زرعتها على مدى سنوات، والتي أودت بحياه الكثير من اللبنانيين والسعي المستمر من أجل الانسحاب من مزارع شبعا اللبنانية التى تحتلها، لافتاً إلى أن ذلك كله يأتي إستنادا إلى النقاط السبع التي تقدمت بها حكومته وحظيت بموافقة كل اللبنانيين فضلا عن المجتمعين العربي والدولي والتي تعمل على أساسها .
تجدر الإشارة إلى أن زيارة السنيورة اليوم لمصر، تعد الأولى بعد الحرب الاسرائيلية على لبنان في 12 من شهر تموز (يوليو) الماضي .