خلف خلف من رام الله: شكل إعلان قائد المنطقة الشمالية الإسرائيلية اللواء أودي آدم تقديم استقالته موجة من الأصداء التي من غير المعروف بعد مدى ضخامتها وما إذا كان تحمله المسؤولية الشخصية عما جرى سيدفع بعدد من القادة العسكريين الإسرائيليين إلى السير على خطاه بتقديم استقالتهم، كما أنها أثارت تساؤلات حول قدرة رئيس الأركان الإسرائيلي دان حلوتس على مواصلة أداء مهام منصبه، في ظل الانتقادات المتزايدة من جانب قادة ألوية الاحتياط، ومن جانب الكثيرين في المستوى السياسي بمختلف أطيافه، والتي تعتقد بأنه يجب على حلوتس أن يفعل كما فعل آدم.
وأكد الخبير الإسرائيلي زئيف شيف في مقال له اليوم الخميس أن بوادر تفكك في القيادة العليا للجيش الإسرائيلي بدأت تظهر بعد استقالة أدم، قائلاً: استقالة الجنرال قائد المنطقة الشمالية، أوري آدم، تفيدنا بأن بداية التفكك في القيادة العليا للجيش الإسرائيلي والقيادة الشمالية قد بدأت، فهذه ليست استقالة تعني الاعتراف بالفشل في الحرب، وليست هذه استقالة تنبع من معنى الاعتراف بالمسؤولية الشخصية، هذه استقالة بسبب إساءة، واستعراض ضد محاولة لإلقاء المسؤولية عليه، وأنها ليست من مسؤوليته، ولكن المعنى من ذلك، أنه قبل أن تبدأ لجنة تحقيق برئاسة القاضي فينوغارد أعمالها، بدأ الجيش الإسرائيلي يشهد حرب جنرالات.
هذا فيما قال قائد المنطقة الشمالية السابق اللواء يوسي بيليد: إن هذه القضية تشبه آلية حجارة الدومينو؛ لا يمكن وقفها، إذ إن الأمر يتعلق بنظام علاقات داخلية في الجيش تقوم على أساس انعدام الثقة. يذكر أن قضية اللواء آدم كشفت النقاب عن أزمة انعدام الثقة في أوساط قيادة الجيش الإسرائيلي العليا، والتي تمثلت في تراشق الاتهامات المتبادلة وقيام حرب الجنرالات. أما قائد الوحدة السابعة المدرعة فقال: إن حلوتس قد عمل عكس جميع النظريات القتالية أثناء خوض المعارك الأخيرة.
فقد وجه رئيس الأركان السابق الجنرال بوغي يعلون هو الآخر انتقاداته الشديدة إزاء الأشخاص الثلاثة الذين قادوا هذه الحرب وهم: رئيس الوزراء أولمرت، وزير الدفاع عمير بيرتس، ورئيس هيئة الأركان دان حلوتس.
وجاء خلال المقابلة التي أجرتها معه صحيفة هآرتس قول يعلون: إن الدخول في الحرب كان بمثابة فضيحة، وأولمرت هو المسؤول عن هذا كله، كما أن رئيس الأركان قد فشل في إدارته للحرب، ولم يكن على وعي بمعنى الحرب، ومعنى الخطوات التي اتخذها بنفسه.
وأضاف أنه ينبغي على كل مسؤول تحمل المسؤولية وعدم إلقائها على الآخرين، سواء كانوا فوقه أو دونه في المكانة. وأضاف يعلون قائلاً: إن العملية البرية في آخر أيام الحرب قبل دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ كانت عملاً غير صحيح، ولم تشكل هدفاً سياسياً أمنياً على الإطلاق.
وعلى مستوى آخر، قالت وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي لفني صباح اليوم: إن على حماس أن تستوفي الشروط التي حددها المجتمع الدولي، في ما يختص بضرورة نبذ quot;الإرهابquot; على الرغم من تشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية، وأوضحت أن معنى ذلك عدم إضفاء صبغة الشرعية على هذه الحكومة ما لم تقم بذلك، كما أشارت الوزيرة إلى أن الولايات المتحدة تشاطر إسرائيل رأيها إزاء هذا الموضوع.















التعليقات