أحمد عبدالعزيز من موسكو: اعتبر نائب رئيس لجنة مجلس الدوما الروسي لشؤون الأمن أناتولي كوليكوف أن الاستراتيجية القائمة حاليا لمكافحة تنظيم القاعدة الإرهابي كخصم وحيد تعتبر غير فعالة. ورأى خلال المحفل الدولي الذي انعقد تحت عنوان quot;المجتمع الدولي ضد عولمة الإجرام والإرهابquot;، أن الواقعية تكمن في أن عمليات التخطيط والتنفيذ انتقلت من نواة quot;القاعدةquot; إلى شبكة دولية لخلايا راديكالية ليست بينها صلة لكنها تدعم بعضها البعض فكريا.

في غضون ذلك أكد كوليكوف أنه اذا ما اعتبرنا أن الحرب على الإرهاب أعلنت ضد القاعدة، فإن النجاح ليس إلى جانب ائتلاف مكافحة الإرهاب. إذ تسنى لأسامة بن لادن استدراج الجيش الأميركي في البداية إلى أفغانستان ومن ثم إلى العراق وفرض حرب لانهائية على الجيش الأميركي. لكن الأمر الرئيس الذي تسنى لأسامة بن لادن تحقيقه هو تنحية صدام حسين عدوه اللدود عن المسرح السياسي بأيدي الأميركيين.

وفي ما يتعلق بأفغانستان ذكر كوليكوف أنه لم يتسن دحر طالبان إلى النهاية. ولكن العكس هو الذي حدث، إذ لا تزال تتعرض قوات الائتلاف الدولي لمكافحة الإرهاب هناك إلى الهلاك. ولا تلوح نهاية ظافرة للحرب في أفغانستان. بينما قوات التحالف في العراق محاصرة في معسكرات محصنة تدور خارجها حرب أهلية. وازدادت كثافة الهجمات الإرهابية لتصل إلى 800 في الأسبوع ليصل عدد ضحايا إلى 120 شخصا في اليوم الواحد.

ورأى أيضا أنه لم يتم التغلب على quot;حزب اللهquot; في لبنان. بل أخذت مكانة هذه الحركة تتعزز بين السكان. وأكد كوليكوف أن كل دولة عانت من أزمة الحملات العسكرية ضد الإرهاب وجدت نفسها متخلفة في ما يخص تطورها لبضعة أعوام ما أدى إلى ظهور أساس اجتماعي لظهور الإرهابيين المحتمل. ووفقا لمعطيات مصادر أميركية، كما يقول البرلماني الروسي، فإن عملية مكافحة الإرهاب في أفغانستان منذ تشرين الأول (أكتوبر) عام 2001 أودت بحياة 475 من أفراد قوات الائتلاف. وأدت هذه العملية أيضا إلى مقتل 5 آلاف من المشاركين في حركة طالبان، و1500 من أعضاء القاعدة، و2500 من العسكريين والشرطة الأفغان، و3500 من المدنيين. ووفقا لمعطيات المنظمة المستقلة quot;عراق بودى كاونتquot; فإن خسائر الائتلاف في عملية مكافحة الإرهاب في العراق منذ آذار (مارس) عام 2003 بلغت 2900 من العسكريين. وشكلت خسائر العراق 30 ألفا من العسكريين و19 ألفا من المدنيين، حسبما أفاد كوليكوف.

وفي المحفل نفسه رأى الممثل الخاص لرئيس روسيا الاتحادية في مجال مكافحة الإرهاب الدولي والجريمة المتعددة الجنسية أناتولي سافونوف أن مكافحة الإرهاب من جانب المجتمع الدولي أدت إلى إضعاف تنظيم القاعدة الذي اضطر إلى تسليم وظائفه الأساسية ومنها التخطيط والتنظيم إلى الوحدات التنظيمية الأدنى، أي ما يسمى بالمجموعات الميدانية. بينما احتفظ أسامة بن لادن وغيره من زعماء القاعدة فقط بالوظيفة الأيديولوجية. واعتبر أن زعماء القاعدة يبحثون الآن في العالم الإسلامي عن ركائز لنشاطهم الإرهابي سعيا إلى كسب عطف المسلمين.

وقال سافونوف توجد في العالم الآن بؤرتان للإرهاب هما العراق وأفغانستان حيث تقع كل يوم الانفجارات ويقتل الناس. وأوضح أنه في جوهر الأمر تكون جهازا لتفريخ الإرهاب، حيث تجري معالجة تكنولوجياته التي يستخدمها لاحقا رجال طالبان في أفغانستان. ولدى الحديث عن تدابير مواجهة الإرهاب أشار إلى أن أفضال المجتمع الدولي تكمن في إيقاف المناقشات حول احتمال مكافحة الإرهاب بالالتفاف على الأمم المتحدة.