بانكوك: ساد ترقب حذر بانكوك اليوم غداة سلسلة اعتداءات هزتها فكانت اول عمليات بهذه الضخامة تشهدها تايلاند منذ اكثر من عقد واسفرت عن سقوط ثلاثة قتلى وما لا يقل عن 36 جريحا بينهم تسعة اجانب. وانفجرت ثماني قنابل بشكل غير متزامن الاحد في العاصمة التايلاندية ما حمل السلطات على الغاء الاحتفالات برأس السنة التي كان من المتوقع ان يشارك فيها الملايين من السكان.

واوصت استراليا وبريطانيا ونيوزلاندا والولايات المتحدة رعاياها بتجنب التنقل في بانكوك الذي سير فيها العسكريون صباح اليوم دوريات. وهذه اول مرة منذ الانقلاب العسكري في 19 ايلول(سبتمبر) تعود المدرعات الى الظهور في شوارع المدينة. وتم تعزيز الاجراءات الامنية في المطارات ومحطات القطارات والحافلات.

وحذرت وزارتا الخارجية الاسترالية والنيوزيلاندية من احتمال وقوع اعتداءات جديدة في الايام المقبلة. ولم تعلن اي جهة في الوقت الحاضر مسؤوليتها عن التفجيرات ولم تذكر السلطات اي دلائل تكشف عن مصدرها.

ولم تكن اي عناصر تسمح تحديدا بربطها بالحركة الانفصالية الاسلامية الجارية في جنوب تايلاند حيث غالبية اسلامية كبيرة خلافا لباقي البلاد حيث غالبية بوذية. وذكرت الشرطة ان قنبلة يدوية الصنع وضعيفة القوة انفجرت صباح الاثنين في مسجد في مدينة شيانغ ماي (شمال) ما اسفر عن اصابة عامل من ميانمار (بورما) بجروح طفيفة، من دون ان توضح ما اذا كانت تربطها باعتداءات الاحد. ووقعت سلسلة اولى من ست تفجيرات قرابة الساعة 17:20 (10:20 تغ) الاحد في بانكوك ما ادى الى مقتل رجلين في الواحدة والثلاثين والثانية والستين من العمر واصابة عشرين اخرين بجروح وقد توفي احدهم لاحقا.

وقبيل منتصف الليل (17:00 تغ) وقع انفجاران اخران اسفرا عن 11 جريحا بينهم تسعة اجانب هم بريطانيان وصربيان واميركي واربعة مجريين. وكان عشرات الالاف متجمعين عند وقوع سلسلة التفجيرات الاولى في منتزه سانام لوانغ وامام مركز quot;سنترال وورلد بلازاquot; التجاري حيث كان من المقرر ان يشارك عدد من الممثلين والموسيقيين في استقبال السنة الجديدة تمام منتصف الليل.

واختصر رئيس المجموعة العسكرية الحاكمة في تايلاند الجنرال سونثي بونياراتغلين الذي يدين بالاسلام حجه في مكة للعودة بشكل عاجل الى بانكوك حيث امر بنشر العسكريين لضمان الامن بالتنسيق مع الشرطة. والجنرال سونثي هو قائد الانقلاب الذي اطاح رئيس الوزراء تاكسين شيناواترا في 19 ايلول(سبتمبر).

من جهته دعا رئيس الوزراء الحالي سارايود شولانونت الى اجتماع عاجل مع عدد من كبار المسؤولين العسكريين ووزير الداخلية لمناقشة الوضع. واعلنت مصادر استخباراتية ان التفجيرات مرتبطة بالوضع السياسي في تايلاند اكثر منها بالوضع في جنوب البلاد. وقال المصدر quot;ان القنابل لا تمت بصلة الى اعمال العنف.. انها مشكلة سياسيةquot;، بدون الافصاح عن مزيد من التفاصيل.

واوقعت اعمال العنف الجارية في اقصى جنوب تايلاند اكثر من 1700 قتيل منذ كانون الثاني(يناير) 2004 غير ان حركة التمرد نادرا ما نفذت اعتداءات خارج الاقاليم الثلاثة في اقصى الجنوب (باتاني ويالا وناراتيوات) ولم تستهدف مرة حتى الان العاصمة.