نبيل شرف الدين من القاهرة : عقب استقبال الرئيس المصري حسني مبارك اليوم بمدينة شرم الشيخ لوزير الخارجية الإثيوبي سيوم ميسفين، قال سليمان عواد المتحدث باسم الرئاسة في مصر إن مبارك تلقى رسالة خطية من رئيس الوزراء الإثيوبي ميليس زيناوي، وصفها بأنها تتعلق بالموقف الراهن في الصومال في ظل الحملة العسكرية التي شنتها أخيرا قوات الحكومة الصومالية المؤقتة بدعم من الجيش الإثيوبي ضد ميليشيات المحاكم الإسلامية الصومالية .

ومضى عواد قائلاً quot;إن الرئيس مبارك أبدى خلال اللقاء تفهمه لدواعي تدخل أثيوبيا في الصومال بناء على طلب من الحكومة الصومالية الشرعية والرئيس الصومالي عبد الله يوسفquot;، موضحاً أن الوزير الإثيوبي قدم شرحا وافياً لمبارك حول الوضع الحالي في الصومال وتطوراته على الصعيدين الميداني والسياسي .وأشار المتحدث الرئاسي إلى أن الرئيس المصري أبدى أيضا مساندة مصر لنشر قوة افريقية لحفظ السلام في الصومال تنفيذا لقرار الاتحاد الافريقي في هذا الخصوص الذي جرى اتخاذه في أيلول (سبتمبر) الماضي، والذي عضده قرار مجلس الأمن رقم 1725 .

من جانبها دعت جامعة الدول العربية جميع الأطراف المعنية بالأزمة الصومالية quot;مجتمعةquot; الى استئناف المفاوضات الصومالية التي ترعاها الجامعة والاتحاد الافريقي، وأكدت سعيها لدفع المجتمع الدولي على المساعدة في تحقيق الأمن والاستقرار والمصالحة المنشودة في الصومال، مشيرة إلى أن مبادرتها بالتعاون مع الايغاد مازالت قائمة لتحقيق المصالحة في الصومال مؤكدا السعي الجاد لتأمين عناصر النجاح لهذه المبادرة .

المبادرة المشتركة

وتابع المتحدث الرئاسي المصري قائلاً إن مبارك quot;أبدى ثقته في أن إثيوبيا تحترم سيادة واستقلال الصومال، وأنه ليس لها أطماع في أراضي الصومال، وسوف تسحب قواتها من هناك في أسرع وقت ممكنquot;، مشيرا إلى أن الوزير الاثيوبي يزور مصر حالياً في إطار جولة له في عدد من الدول العربية .
واختتم عواد قائلاً إن مبارك أكد خلال اللقاء حرص مصر على استقرار الصومال باعتباره جزء لايتجزأ من استقرار منطقة القرن الافريقي الحساسة، وذات الأهمية الاستراتيجية، وأبدى مبارك تطلعه إلى ان ينعم الصومال بالاستقرار والامن في اقرب وقت ممكن، كما أكد دعم مصر للحوار بين كافة ابناء الصومال تحت الرعاية المشتركة الثلاثية لكل من الاتحاد الافريقي وجامعة الدول العربية ومنظمة الايغاد .
وقال سمير حسني مدير إدارة التعاون العربي الأفريقي ومسؤول ملف الصومال بالجامعة العربية قبل توجهه على رأس وفد من الجامعة الى كينيا للمشاركة في اجتماعات خاصة بالصومال تعقد في نيروبي.
واعتبر حسني ان هذه الأزمة لا يمكن ان تحل الا بتعاون عربي ـ افريقي وبرعاية مشتركة من جامعة الدول العربية ومنظمة الايغاد التي تعبر عن حرص الجانبين العربي والافريقي على ايجاد حل ناجح للازمة الصومالية quot;يأخذ بعين الاعتبار المصالح الأمنية لدول الجوار ولكنه يرتكز في الأساس على سيادة واستقلال ووحدة الصومالquot;.
واشار الى أنه سيكون هناك حوار مع كينيا (الرئيس الحالي لمنظمة الايغاد) حول الصومال واجتماع اخر قيد البحث للمجموعة الدولية للاتصال الخاصة بالصومال التي أنشأتها الولايات المتحدة منذ أكثر من ستة أشهر والجامعة العربية عضو فيها.
وعبر حسني عن اعتقاده بأن استئناف الحوار السياسي بهدف الوصول الى تسوية سياسية يجنب الشعب الصومالي المزيد من المعارك والضحايا معتبرا ان هذا الحوار quot;كفيل بضمان عدم دخول الصومال في حرب عصابات من شأنها أن تزيد الأوضاع تدهوراquot;.
واكد رغبة الجامعة العربية في تحقيق تسوية سياسية quot;بأسرع الاجالquot; لاستيعاب قوى المحاكم الاسلامية باعتبارها قوى سياسية عليها أن تشارك في قسمة السلطة في الصومال.
وأوضح أن هناك قرارين من مجلس الأمن الدولي أولهما القرار (733) الذي يقضى بفرض حظر شامل لارسال أسلحة وقوات للصومال والثاني (1725) الصادر بطلب من الحكومة الصومالية وبدعم من بعض القوى الدولية والذي يقضي بارسال بعثة افريقية لحفظ السلام في الصومال لاتشارك فيها دول الجوار ومنها اثيوبيا.
تجدر الإشارة إلى أن الصومال تشهد حربا أهلية دامية منذ العام 1991 وتبدو الحكومة الانتقالية التى شكلت عام 2004 عاجزة عن إرساءالنظام في ما تستمر المحاكم الإسلامية في توسيع نفوذها هناك .