أحمد نجيم من الدار البيضاء : عاش المغرب أحداثا مختلفة في العام 2006 تراوحت بين الأمل واليأس، ارتفاع في الاسثتمارات الخارجية وكذلك في وتيرة احتجاجات المواطنين. سنة 2007 تبدو التحديات أكبر، فهذه السنة تنظم الانتخابات البلدية والتشريعية. انتخابات قد توصل حزب العدالة والتنميةquot; الأصولي إلى الحكومة، بتحالف مع أحزاب أخرى. وكان معهد تابع للحزب الجمهوري الأميركي أعطى للحزب المغربي، من خلال استطلاع للرأي، الفوز في الانتخابات المقبلة، وذهب إلى أنه قد يفوز ب47 في المائة من مقاعد مجلس النواب، الغرفة الأولى في البرلمان المغربي، وهو ما زكاه قيادي في الحزب أخيرا في تصريح لإحدى الوكالات. وصول الحزب الأصولي إلى تشكيل حكومة، بتحالف مع أحزاب أخرى، قد يؤثر على قطاعات كثيرة منها السياحة والاستثمارات، وكان الوزير الأول المغربي طمأن أخيرا المستثمرين الفرنسيين، وأعلن من باريس أن حزب العدالة والتنمية لن يصل إلى تشكيل الحكومة. موقف شهد انتقادات شديدة لتعارضه مع مبادئ الديموقراطية.

تخوف فئات من المغاربة من وصول الإسلاميين إلى الحكومة يعتبره البعض مبالغا فيه، لأن هامش تحرك الحكومة محدود، إذ تجمع أهم السلطات في يد الملك، ويدير أكثر الملفات حساسية فريق خارج عن الحكومة.

من التحديات التي سيعرفها المغرب في السنة الحالية قضية الصحراء، فهي سنة حاسمة في هذا الملف العالق، إذ سيكشف المغرب عن تفاصيل مشروع الحكم الذاتي في المحافظات الصحراوية، وكان رئيس المجلس الاستشاري الملكي للشؤون الصحراوية خليهن ولد الرشيد تحدث عن المشروع بشكل فضفاض، ولم تتسرب عنه معطيات دقيقة وواضحة. هذا المشروع سيعرض على المغاربة للاستفتاء عليه. قانون سيفرض على المغرب تعديل الدستور لاحتواء فصول جديدة تتحدث على النظام الجهوي وتتماشى مع مشروع الحكم الذاتي. وكان وزير الداخلية الأسبق، إدريس البصري، المكلف السابق بملف الصحراء، عارض بشدة هذا المشروع وانتقده في أكثر من مناسبة.

الإرهاب سيرخي بظلاله على 2007، فبداية هذه السنة شهدت إجراءات أمنية تحسبا لكل طارئ وتجنبا لاستقطاب إقليمي لإرهابيين من المغرب. وكانت الجماعة السلفية للدعوة والقتال دفعت منظمي رالي باريس دكار إلى إلغاء مرحلتين. هذه الجماعة الإرهابية الجزائرية التي أعلنت ولاءها لتنظيم ابن لادن، ستنشط في استقطاب مغاربة إلى صفوفها، وربما نقل بعض أعمالها الإرهابية في المغرب، باعتباره حليفا لأميركا في حربها ضد الإرهاب. وأعدت السلطات الأمنية المغربية خطة لمواجهة هذه التحديات في هذا العام. وتعرف السنة الجارية محاكمة خلية quot;أنصار المهديquot; المعتقلة خلال سنة 2006، وكانت هذه الجماعة الأصولية تمكنت من استقطاب رجال أمن ودرك بالإضافة إلى جنود، في أول اقتحام للأصوليين للشرطة والأمن.

مشاكل أخرى تواجه المغرب في العام 2007 منها ارتفاع حدة الفقر ومعها ارتفاع حدة احتجاجات المواطنين، إذ لم تستطع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية أن تساهم في التقليل من وتيرة احتجاجات المواطنين على غلاء المعيشة.

لن يعرف المغرب مشاكل فقط خلال هذا العام، إذ سيعرف قطع مشاريع كبرى في الدار البيضاء وطنجة والرباط أشواط كثيرة، كما يطمح إلى تنظيم انتخابات أكثر نزاهة في تاريخه الحديث.