واستمرت المصادر الأسرائيلية الرسمية في مكتب رئيس الوزراء ايهود اولمرت، ووزارتي الخارجية والدفاع وادارات المخابرات في انكار ما ورد في صحيفة الصانداي تايمز امس الأحد من تقارير عن وجود خطط عسكرية لتدمير عدد من المنشآت النووية ألايرانية ، وربما تستخدم اسرائيل عدد محدود من قنابل نووية قليلة التأثير لضرب معامل تخصيب اليورانيوم وانتاج الماء الثقيل المدفونة في مخابئ على اعماق بعيدة يصعب على المتفجرات التقليدية الوصول اليها. وكررت المصادر الاسرائيلية نفيها لوجود مثل هذه المخططات طوال امس واليوم.
وكانت مجلة الأسبكتاتور البريطانية العريقة نشرت الخميس الماضي تقريرا مفصلا للكاتب ألاسرائيلي المخضرم دوغلاس دايفيز، نشر فيه بالتفصيل احتمالات خطط عسكرية اعتبرها ضرورية لعرقلة برنامج ايران النووي. ونقل عن مصادر مخابراتية في بلاده ان وجود اسرائيل نفسه مهدد بالخطر بسبب تصريحات الرئيس احمدي نجاد بمسح اسرائيل من الخريطة، وبسبب كسب ايران الوقت في المفاوضات مع اوروبا التي لم تصل الى شيء بينما استمرت طهران في تطوير البرنامج النووي. وخلص الى ان ايران قد تتمكن بالفعل من انتاج، او حتى شراء قنابل نووية يمكن ان تعطيها لحزب الله في لبنان لضرب اسرائيل بها، ومن ثم فمن الخطورة ان تنتظر اسرائيل العمل الديبلوماسي الى مالانهاية.
ونقل المستر دايفيز عن مصادر عسكرية اسرائيلية وامريكية مدى صعوبة انهاء الخطر النوي الأيراني بضربة استئصالية واحدة كما فعلت اسرائيل عام 1981 مع المفاعل النووي العراقي بضربة واحدة، بسبب توزيع ايران المنشآت النووية على مناطق كثيرة، ووجود معظمها في اماكن مزدحمة بالسكان مما يهدد بضحايا مدنية عالية بشكل لن يقبله الرأي العام العالمي والأسرائيلي، وايضا وجود الكثير من المنشأت على اعماق تصل مئات ألاقدام، مما لايمكن معه ان تصلها صواريخ بمتفجرات تقليدية. ودرس الكاتب، بعد استشارة خبراء عسكريين، امكانية استخدام قنبلة النيترون المحدودة التأثير، والتي، بعكس القنابل النووية، لاتترك اثارا اشعاعية بعد التفجير. واضاف، في مجلة ألاسبكتاتور ان قنبلة النيترون يمكن ان تسفر عن هزة ارضية محدودة في مناطق قريبة من معامل التخصيب، مما يؤدي الى اتلاف هذ المعامل.
وقد توسعت الصانداي تايمز في هذا المقال، الأمر الذي اثار غضب ألاسرائيليين واسرعوا بنفي العلومات. وقد اعربت المصادر البريطانية هنا عن قلقها من هذه التطورات، خاصة وان ايران، في حالة تعرضها لهجوم اسرائيلي، سترد بقسوة عن طريق جماعات متطرفة ترعاها، خاصة في جنوب العراق ممعا يعرض ارواح البريطانيين للخطر، كما قد تلجأ لأعمال انتقامية ضد المنشآت البترولية في الجانب العربي من الخليج انتقاما من اصدقاء بريطانيا العرب، مما يهدد بكارثة اقتصادية عالمية.
وعلمت ايلاف ان دييبلوماسية بريطانية واوروبية تنشط في هذا المجال للعمل على ضبط النفس واقناع ألايرانيين بقبول مبادرة اوروبا حول العمل النووي. وقد انقسمت تعليقات الصحف هنا حول الموضوع، اذ نصحت صحف اليسار كالأندبندنت اسرائيل بضبط النفس ومنح العمل الديبلوماسي فرصة.
لكن الصحف المحافظة كالديلي تلغراف، حذرت الولايات المتحدة والعالم بان عدم اخذ التهديد ألايراني بالجدية المطلوبة قد يخلق في اسرائيل شعورا بالعزلة، ويدفعها الى عمل يائس امام التهديدات ألايرانية مما يكون له عواقب كارثية. وقالت التلغراف ان الوقت قد فات الآن لمنع ايران من الحصول على التكنولوجيا والمعلومات الازمة لتطوير سلاح نووي، حيث استغلت الوقت اثناء المفاوضات الديبلوماسية لتطوير معاملها.
ونشرت الصحيفة سجلا طويلا من تورط ايران في الأرهاب ابتداءا من البوسنة الى الأرجنيتن ودعمها لحزب الله لشن هجومات على اسرائيل مما خلق رأيا عاما في اسرائيل بالتشدد بدلا من السلام. وطالبت الصحيفة العالم بنسيات خلافاته مع امريكا بسبب العراق والتركيز على عمل جماعي لمنع ايران من تطوير ننوي سيضطر اسرائيل للتدخل العسكري.
التعليقات