خلف خلف من رام الله، القدس، دمشق:أعلن ديوان رئيس الوزراء الإسرائيلي أيهود أولمرت أن الأخير ليس له علم فيما ورد في تقرير صحيفة هآرتس اليوم بشأن توصل مندوبين إسرائيليين وسوريين إلى تفاهم حول إطار لاتفاقية سلام مستقبلية بين البلدين من خلال سلسلة اجتماعات غير رسمية عقدت في أوروبا بين عامي 2004 و 2006، كما نفت مصادر إسرائيلية مسؤولة ما ذكرته الصحيفة.

وقال المحامي دوف فايسغلاس مستشار رئيس الوزراء السابق اريئل شارون للإذاعة الإسرائيلية انه لا يعلم بإجراء مثل هذه المباحثات بين إسرائيل وسوريا ولا يعلم أيضا بالتوصل إلى وثيقة تفاهمات بين الجانبين مؤكدا أن السيد شارون رفض إجراء اتصالات من هذا النوع رفضا قاطعا.

وقال وزير الخارجية السابق سيلفان شالوم بدوره أن الاتصالات الأخيرة مع جهات سورية جرت في عام 2003 حيث التقى المدير العام لوزارة الخارجية ايتان بن تسور بشقيق الرئيس السوري بشار الأسد في الأردن.

ومن ناحية أخرى أكد شالوم آن مسؤولا من وزارة الخارجية التقى في حينه برجل الأعمال السوري-الأميركي ابراهيم سليمان ولكنه لم يبحث معه سوى قضية إعادة رفات الجاسوس الإسرائيلي ايلي كوهين من سوريا إلى إسرائيل دون أن يتطرق البحث بينهما إلى قضايا سياسية.

دمشق

بدورهنفى مصدر رسمي في وزارة الخارجية السورية اليوم ما ذكرته صحيفة quot;هآرتسquot; الاسرائيلية عن اتصالات سورية اسرائيلية ادت الى ترتيبات لعقد اتفاق سلام بين الجانبين. وفي تصريح، قال المصدر ان سوريا quot;تنفيquot; ان تكون اجرت اتصالات سرية مع اسرائيل او توصلت الى ترتيبات معها.

وكانتذكرت صحيفة هآرتس الاسرائيلية اليوم ان ترتيبات لعقد اتفاق سلام بين اسرائيل وسوريا ابرمت خلال سلسلة اتصالات سرية جرت في اوروبا بين ايلول(سبتمبر) 2004 وتموز(يوليو) 2006. وقالت الصحيفة ان هذه الترتيبات تقضي بانسحاب تدريجي لاسرائيل من هضبة الجولان الى خطوط الرابع من حزيران(يونيو) 1967. وتريد سوريا ان يتم هذا الانسحاب خلال خمس سنوات بينما تأمل اسرائيل ان يكون ذلك على مدى 15 عاما.

واوضحت الصحيفة ان منطقة عازلة ستقام على طول الضفة الشرقية لبحيرة طبرية الى جانب محمية تمتد على منحدرات الجولان ويمكن ان يدخلها السوريون والاسرائيليون بحرية. واضاف المصدر نفسه ان اسرائيل ستحتفظ بالسيطرة على استخدام مياه نهر الاردن وبحيرة طبرية.

وتابع انه سيكون هناك من جانبي الحدود منطقة منزوعة السلاح، لكن نظرا لضيق الاراضي الاسرائيلية فان هذه المنطقة ستمتد على عمق نسبي من كلم واحد من الجانب الاسرائيلي واربعة كيلومترات من الجانب السوري.

وبموجب هذه الترتيبات تلتزم سوريا في المقابل بوقف دعمها لحزب الله الشيعي اللبناني وحركة المقاومة الاسلامية (حماس) وان تبتعد عن ايران، حسب الصحيفة. واوضحت quot;هآرتسquot; ان الوثيقة التي ترد فيها هذه الترتيبات لا تلزم رسميا البلدين وتم التوصل اليها بمعرفة مسؤولين من حكومة رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق ارييل شارون ثم بعلم من مسؤولي حكومة خلفه ايهود اولمرت.

وردا على اسئلة قالت ميري ايسين الناطقة باسم اولمرت انه quot;لا رئيس الوزراء ايهود اولمرت ولا مكتبه ابلغوا بهذه الاتصالات السرية مع السوريين وبهذه الترتيباتquot;.

وبحسب quot;هآرتسquot; فان اخر لقاء بين سوريين واسرائيليين على علاقة بهذه المحادثات السرية عقد في صيف 2006 خلال حرب اسرائيل ضد حزب الله الشيعي اللبناني (12 تموز/يوليو-14 اب/اغسطس). واضافت الصحيفة ان مسؤولين من الحكومة الاسرائيلية ابلغوا بهذه اللقاءات بواسطة الون لييل المدير العام السابق لوزارة الخارجية الذي شارك في المحادثات الى جانب جيفري ارونسون وهو يهودي اميركي من دعاة السلام.

وعن الجانب السوري، اجرى المحادثات داعية السلام السوري الاميركي ابراهيم سليمان بحضور وسيط اوروبي. وذكرت الصحيفة ان سليمان وهذا الوسيط عقدا لاحقا ثمانية لقاءات منفصلة حول هذا الموضوع مع مسؤولين سوريين لا سيما نائب الرئيس السوري فاروق الشرع ووزير الخارجية السوري وليد المعلم وضابط كبير في الاستخبارات السورية لم تكشف هويته.

ونقلت الاذاعة العامة الاسرائيلية عن مسؤول سابق مقرب من ارييل شارون بدون الكشف عن اسمه نفيه ان يكون رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق اطلع على الاتصالات والترتيبات السرية الاسرائيلية السورية. واكد النائب عن الليكود يوفال شتاينيتز للاذاعة انه quot;في مطلق الاحوال فاذا كان لييل اجرى اتصالات مع السوريين فانه لم يكن مكلفا التحرك بصفة رسميةquot;. ومفاوضات السلام بين سوريا واسرائيل مجمدة منذ العام 2000.