بهية مارديني من دمشق: تشكل زيارة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الى دمشق ، والتي بدأت اليوم، احدث حلقة من حلقات الرغبة السورية في امتصاص الضغوط الاميركية الهائلة التي تمارس على الرئيس السوري بشار الاسد ومحاولة لاقناع الغرب عموما وواشنطن خصوصا بان سورية دولة مهمة ، وهي قادرة على لعب ادوار ايجابية بالقدر نفسه الذي اثبتته في الاتجاه المعاكس .

الجهاد حمامة سلام بين فتح وحماس

الشعبية تنجح بعقد اجتماع للفصائل الفلسطينية

المؤيدون لهذا الراي يعتقدون بان دمشق عبر استقبالها المبالغ في احتفائه بالرئيس العراقي جلال الطالباني انما بدأت عمليا في انتهاج سياسة تقوم على التوفيق بين خطابها المتشدد وبراغماتيها المعروفة منذ ايام الرئيس الراحل حافظ الاسد الذي كان دوما يجد بوابات جانبية للتفاوض والتوصل الى صفقات ضمنت لبلاده نوعا من الاستقرار والدور الذي لم ينكره الشرق والغرب على السواء .

المحللون والمتابعون يرون بان نجاح الرئيس السوري بشار الاسد في مساعيه للتوفيق بين حركة حماس والرئيس عباس انما سيشكل حدثا استثنائيا يجبر الادارة الاميركية على التعامل مباشرة مع دمشق لانها ستجد من الصعوبة بمكان الانخراط في اية مواجهةاو ضغوط جديدة(عبثية) اذا ماكانت دمشق تحاول تجنب الفك الاميركي المفترس .

ولكن ماالذي يمكن للاسد ان يقدمه لعباس اكثر من وليمة غداء تجمعه الى رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل الذي يبدو جليا انه يستلهم النموذج الاستشهادي للسيد حسن نصر الله ؟.

الاسد وكما يعتقد كثيرون quot;يمونquot; على مشعل وعلى حماس الى درجة قد تكون كافية لاقناعهم ببعض التنازلات التكتيكية في الحكومة والتي قد تكون كافية من اجل السماح للجنة الرباعية التي تجتمع الشهر المقبل بان تضع بعض الخطوات العملية من اجل اخراج بعض الخطوات التسووية على المسار الفلسطيني بما يوحي للشعب الاميركي بان جهود بوش من اجل الاستقرار تحقق تقدما وهو امر لابد للسوريين ان يقبضوا ثمنه لان السياسة تفترض ان لاتقدم اية خدمات لخصومك مجانا .

فعلى الصعيد الفلسطيني سيتعزز الدور السوري الذي رعا مصالحة مستعصية بين الافرقاء الفلسطينيين وعلى الصعيد الدولي ستكون سورية قوة بناءة في تعزز الاستقرار في الشرق الاوسط، اما على الصعيد العربي فان السوريين سيعودون بقوة الى المسرح ولن تطول الايام حتى يسقط الفيتو الاميركي على عقد قمة ثلاثية سورية مصرية سعودية.

ولكن ماذا اذا مافشل عباس في مهمته ؟..السؤال هنا يبدو محرجا الى الدرجة التي قد لايكون من المناسب طرحه .