بهية مارديني من دمشق:ساد الهدوء في سجن عدرا (شمال دمشق) في وقتٍ متأخر من ليل أمس بعد أحداث الشغب االتي استمرت على مدار يوم الخميس ، وقال سجناء في اتصالات مع ايلاف من داخل سجن عدرا ان quot;عناصر أمن السجن قامت باحصاء عددهم مابعد منتصف ليل أمس ، وأدخلتهم الى المهاجع ، وأغلقت الابواب، وذلك بعد القاء كميات كبيرة من القنابل المسيلة للدموع quot;، وتحدث بعضهم عن استمرار بعض المشاكل في الجناح الثالث الا انها مالبثت ان انتهت.

وحاولت ايلاف ظهر اليوم معاودة الاتصال بالسجناء الا ان ارقام هواتفهم المحمولة لم ُتجب ، حيث يقوم السجناء احيانا بتفكيك الهواتف وتخبئتها أثناء نزولهم الى الباحات ، خاصة بعد التشديدات الاخيرة داخل السجن ، وسجن كل من ُيضبط معه محمول عشرة ايام في الزنزانة المنفردة . وكان وزير الداخلية السوري وقائد الشرطة قد انتقلوا مباشرة الى سجن عدرا ، وقامت قوات مكافحة الشغب والارهاب بالقاء القنابل الغازية المسيلة للدموع بكثافة الأمر الذي أثرّ سلبا على صحة السجناء المصابين بالربو ، كما قام بعض السجناء بجرح انفسهم بشفرات للحلاقة احتجاجا على سوء المعاملة .

كما احتج السجناء على الموافقة لبعض وسائل الاعلام الرسمي بنشر تحقيق عن سجن عدرا لايمت للواقع بصلة ، حيث عمد مدير السجن الى ان يلتقي الصحافي العديد من السجناء الذين يريدهم هو ، فجاء التحقيق مبتورا ، ولايعبر عن الواقع المؤلم الذي يعيشونه .وطالب السجناء في اتصالاتهم quot;ان يشملهم العفو الرئاسي الذي صدر في عيد الاضحى الماضيquot; ، واعتبروا quot;ان العفو لم يشمل الا المهربين وسارقي اموال الشعب والدولة quot;، واكدوquot;ا انهم قاموا باستعصاء (اضراب) امس للمطالبة بالعفو عنهم، ورفضوا الدخول الى زنازينهم بعد القيام بالتعداد اليومي وتأمين السجناء ، وكسروا الكاميرات في الاجنحة والباحاتquot; ، كما قاموا بتكسير الابواب ، كما طالبوا quot;باقالة مدير السجن العميد سمير الشيخ وتحسين ظروفهم داخل سجن عدرا وتحسين المعاملةquot; ، وقال المعتقل ابو تيسير quot;نحن شعب مكبوتquot; ، متسائلا quot;كيف نتحمل الوضع في السجن؟ واصغر شرطي يركّعنا ويجعلنا نقبل الارضquot; ،وقالquot; ان كثرة الضرب والضغط تؤدي الى الانفجار quot;، واشار معتقل (س ، خ) اتصل ايضا بايلاف بانquot; المعتقل في سوريا ينتقل من ظلم الى ظلم من ظلم القضاة الى ظلم المسؤولين عن السجنquot; .

واكد السجناء ان وزير الداخلية وقائد الشرطة وعدد من المسؤولين جاؤوا الى السجن ، وطلبوا مقابلة ثلاثة افراد منهم الا ان سجينا واحدا وافق على ذلك ، والسجنين الاخرين شعروا بالخوف، ووعده الوزير بتحقيق مطالبهم الا ان ذلك لم يتم ، ويقدر عدد سجناء عدرا بـ6000 سجينا يتوزعون على 13 جناحا تشمل 138 قاعة تستوعب كل منها حوالي 30 سجينا .rlm; ويوجد في السجن حوالي 4500 موقوف مازالوا قيد المحاكمة ولاتوجد امكانيات لتخديمهم اسوة ببقية المحكومين ، و منهم بعض المعتقلين على خلفية سياسية مثل المحامي انور البني والمعارضين ميشيل كيلو ومحمود عيسى المعتقلين على خلفية اعلان بيروت دمشق ، وقالت مصادر قانونية لايلاف انه تم ايداع كيلو في جناح مع السجناء المعتقلين على خلفية قضايا الدعارة