الياس توما من براغ: قال المراسل الحربي السابق لقناة quot; سي ان انquot; في العراق وأفغانستان توماش ايتزلير إن كراهية مطلقة تسود الآن في الشرق الأوسط تجاه الأميركيين وأن ذلك لم يكن قائما على هذا النحو قبل غزو العراق .

وأضاف في حديث مع التلفزيون التشيكي بأن الجنود الأميركيين قد تغيروا تماما الآن بعد تجربتهم في العراق مشيرا إلى انه يقوم الآن بتحضير فيلم وثائقي عن الجنود الأميركيين الشباب الذين لم يعودوا يودون القتال في العراق وأشار إلى أن معطيات مؤكدة تتحدث عن أن 40000 جندي أميركي قد فروا من الخدمة في العراق منذ بداية الحرب حتى الآن الأمر الذي يعتبر الرقم الأكبر منذ حرب فيتنام .وأكد انه عثر على العديد من هؤلاء الجنود الذين توجهوا إلى الحرب في العراق عن قناعة بأنهم سيدافعون عن مصالح بلدهم ولكنهم تغيروا تماما بعد ما شاهدوه في العراق .

وأضاف لقد كان وضعهم مثل وضعي فقد صدقنا الحكومة الأميركية بأنها تتوجه نحو العراق بحثا عن أسلحة الدمار الشامل وقد قال لي احد الجنود الذين التقيت بهم والذي توجد في عائلته تقاليد طويلة في الخدمة العسكرية ويوجد في الجيش الأميركي منذ 16 عاما بان هذه هي الحرب التي يتم فيها الموت من اجل كذبة ولذلك قرر ترك الجيش . ووصف الخطة الجديدة التي أعلنها الرئيس الأميركي بشان العراق بأنها ليست بالجديدة من جهة وبأنها لن تنجح من جهة أخرى مشيرا إلى انه تم في صيف العام الماضي إرسال المزيد من القوات الأميركية إلى العراق ولم تحل شيئا .

ورأى أن الجديد في الخطة الأميركية هو اعتراف الرئيس الأميركي جورج بوش لأول مرة بان الحرب في العراق ليست ناجحة. واعتبر أن الشيء الوحيد الذي يمكن أن يساعد في العراق هو تدخل سورية وإيران لان هاتين الدولتين حسب قوله تمتلكان تأثيرا كبيرا في العراق وانه على الرغم من أن سورية وإيران لا تنتميان إلى الدول المفضلة لدى الإدارة الأمريكية الحالية فانه من دونهما لن يحل الهدوء في العراق.

وردا على سؤال حول المشكلة الرئيسية التي يعاني منها العراق قال انه أثناء وجود الديكتاتورية القاسية لصدام حسين لم توجد أي معارضة أي أناس محددين يمكن اليوم الوقوف وراءهم كما أن وجود القوات الأميركية يعطي الإرهابيين الإمكانية لمواجهتها بشكل مباشر . ورأى أن الشيء الوحيد الذي لا يريده الإرهابيون هو أن يحقق الأميركيون النجاح في العراق ولذلك يسعون إلى تفجير حرب أهلية الأمر الذي تحقق لهم والأوضاع خرجت عن نطاق سيطرة الأميركيين . وأضاف من الممكن أن يحل المشكلة إرسال 100 الف إلى 150 الف جندي إضافي لكنه لا يعرف ما هي طول الفترة الزمنية التي يمكن أن يمضوها في العراق وأي نتيجة سيحققونها .

وأكد انه متشائم جدا بشان العراق شخصيا على الأقل لفترة العشرة أعوام القادمة. يذكر أن توماش ايتزلير تشيكي الجنسية يعمل الآن مراسلا للتلفزيون التشيكي في بكين وقد عمل 8 أعوام قبل ذلك في قناة quot;سي ان انquot; وقد جرح أثناء تغطيته الحرب الأميركية في العراق .