خلف خلف من رام الله: اشتعلت موجة من الانتقادات ضد الرقابة العسكرية الإسرائيلية بعد سماحها لوسائل الإعلام العبرية بالنشر عن هجوم سلاح الجو في العمق السوري في 15 أيلول (سبتمبر)، وقد اعتبر بعض المقربين من إيهود أولمرت أن الأمر يصل لحد الخيانة، وربما يؤدي الى اشتعال الحدود الشمالية مجدداً.

ونقلت صحيفة معاريف الصادرة اليوم الأربعاء عن وزير إسرائيلي قوله: quot;الرقابة العسكرية موجودة كي تمنع نشر من شأنه أن يمس بشكل مؤكد بأمن الدولة. ويدور الحديث هنا عن خيانة شديدة لتفويض الرقابةquot;، وأضاف: quot;وعلى مدى شهر كامل نحن نصمت ورئيس الوزراء يهدد وزراء المجلس الوزاري ألا يفتحوا أفواههم، وفجأة الرقابة العسكرية تسمح بالنشرquot;.

هذا و بين العقيد سيما فكنن ndash; غيل أن الرقابة العسكرية لم تفاجئ فقط وزراء الحكومة بل ورئيسها أيضا. وقال:quot; quot;فإزالة الغموض عن أحدى العمليات الدراماتيكية والخطيرة التي نفذها الجيش الإسرائيلي في السنوات الماضية جرى دون أي تنسيق مع القيادة السياسية ورئيس الوزراء. وفضلا عن ذلك فان قرار الرقابة لم ينقل أبدا إلى علم القيادة السياسيةquot;.

ونقل عن مصدر مقرب من أولمرت قوله: quot;تلقينا هذا التقرير في نظرة إلى الوراء، بعد أن نشر في مواقع الانترنتquot;، quot;عقدنا اتصالا مع الرقابة كي نفهم إذا كانت بالفعل تغيرت السياسة في هذا الموضوع، وشرح لنا بان لا تغيير في السياسةquot;.

وشرحت الرقابة لكبار مسؤولي مكتب اولمرت أن النشر في الصحافة الإسرائيلية عن الهجوم في سوريا لا يشكل تأكيدا رسميا بان المعلومات صحيحة.

ولكن محافل سياسية رفيعة، لا ترى في هذا التبرير إقناعاً، فقد قال احد الوزراء: quot;إذا كانت الرقابة العسكرية لا تفهم بان مثل هذا النشر في الصحافة الإسرائيلية يشكل شبه تأكيد رسمي على صحة الأمر، فان الرقابة لا تفهم شيئا من حياتها. فمجرد النشر عن عملية عسكرية، تبدو في الصحافة كاعتراف إسرائيلي رسمي بمثل هذا الأمر، من شأنه أن يؤدي إلى التدهور حيال السوريينquot;.

وأضاف مصدر في وزارة الخارجية الإسرائيلية يقول: quot;في الأسرة الدولية ndash; سواء لدى محافل رسمية أم في الصحافة العالمية ndash; يميلون إلى أن يعزو مصداقية عالية جدا للمعلومات التي تنشر في الصحافة وفي التلفزيون في إسرائيل بالنسبة لما يتعلق بإسرائيل نفسها. ولا ريب أنه الآن، بعد أن سمح بنشر أمر تنفيذ هذه العملية، فسيرتدي هذا معنى في وسائل الإعلام العالمية. وإذا كان ساد حتى الآن غموض وانعدام وضوح كانت ترغب فيهما الحكومة، فان الأمر سيتضرر جدا الآنquot;.

وشرح مصدر أمني إسرائيلي كبير قائلا: quot;الصمت الإسرائيلي كان هدفا واضحا، الغموض جاء كي يبث بان إسرائيل لا تبحث عن مواجهة مع السوريين وتعمل على السلام والدفاع عن دولتها. ليس لنا ما نتبجح به ولا داعي للتباهي بهذه الأفعال أو غيرها. أن يقول الرئيس السوري في مقابلة صحفية ان وقعت عملية، هو أمر من حقه. لا ينبغي لنا أن نبول عليه ونروي قصص البطولة عن أنفسنا. فقد جاء الغموض لتهدئة الوضع ومنع اشتعال زائد في الشمال. لقد أخطأت الرقابة في موضوع من شأنه أن يكلفنا مثل هذا الاشتعالquot;.