وارسو تأجل مناقشة القاعدة الاميركية لبعد الانتخابات

صواريخ أميركا في أوروبا يمكنها اعتراض صواريخ روسية الشيوعيون التشيكيون غاضبون من الرادار الأميركي الدرع الصاروخي الأميركي: ما تطرحه روسيا ليس بديلا

الياس توما من براغ: أدى توجه بولندا نحو إجراء الانتخابات النيابية المبكرة في 21 من هذا الشهر إلى تأخير عملية اتخاذ قرار بشان السماح بوضع الدرع الصاروخية الاميركية. وأكد المفاوض البولندي الرئيسي في المحادثات البولندية الاميركية بشان شروط وضع هذه القاعدة ويتولد فاشيكوفسكي أن هذا التأخير يعود أيضا إلى استمرارية وجود عدة قضايا لم يتم الاتفاق عليها بعد مع الطرف الاميركي فيما تقول بعض صحف وارسو إن الاميركيين قاموا بإبطاء وتيرة المحادثات لأنهم لا يريدون عقد اتفاقية مع فريق حكومي يمكن أن يتغير بعد أسابيع قليلة على ضوء نتائج الانتخابات النيابية المبكرة .

ويرى فاشيكوفسكي في حديث لصحيفة جينيك بان هذه المحادثات ستستمر لعدة اشهر قادمة فيما قال وزير الدفاع البولندي ألكسندر سزيغلو انه من غير الواجب الإسراع في هذه المسالة لان ذلك يمكن له أن يهدد الموقع التفاوضي لوارسو .

وحسب الصحف البولندية فان احد المواضيع المختلف عليها بين الاميركيين والبولنديين هو كم من الوقت سيمنح للبولنديين قبل البدء باستخدام نظام الدفاع الصاروخي المضاد من قبل الاميركيين إضافة إلى عدم التطرق بعد لمسالة الجهة التي ستتحمل نفقات إطلاق صاروخ بشكل غير مبرر وكم من المال سيدفعه الطرف الاميركي للبولنديين مقابل القاعدة الصاروخية في أراضيهم.

وتؤكد صحيفة جينيك البولندية أن المحادثات الاميركية البولندية تشمل عدة اتفاقات منها اتفاقية حول وضع القوات الاميركية التي ستخدم في القاعدة واتفاقية حول التعاون السياسي ــ الدفاعي وأخرى حول حماية القاعدة والتعاون بين أجهزة المخابرات في البلدين .

يذكر أن استطلاعات الرأي المختلفة تشير إلى إمكانية تغلب المعارضة البولندية الحالية على حزب القانون والعدالة الحاكم الأمر الذي إذا ما حدث يمكن له أن يجعل هذه المعارضة تضع شروطا أقسى على الاميركيين مقابل موافقتها على وضع القاعدة الاميركية الصاروخية في بولندا كما أن تغير فريق المفاوضين البولنديين يمكن له أن يؤخر من جديد موضوع الإقلاع بالمحادثات الجديدة لان الفريق الجديد سيحتاج إلى المزيد من الوقت للإطلاع على تفاصيل المحادثات التي جرت حتى الآن .

و لا يحظى وضع القاعدة الصاروخية الاميركية في بولندا بدعم أغلبية الشعب البولندي على غرار الوضع في تشيكيا المجاورة التي تؤكد مختلف استطلاعات الرأي أن غالبية التشيك لا يوافقون عل وضع القاعدة الرادارية التابعة للدرع الصاروخي في بلادهم ويرون بأنها ستحد من السيادة الوطنية لبلادهم وستجعل من تشيكيا أداة في الساسة الأحادية الجانب للولايات المتحدة كما أنها يمكن أن تجعل تشيكيا عرضة للتهديد من قبل الجهات التي ترفض وضع القاعدة الرادارية الاميركية أو تعارض سياسات الولايات المتحدة .