عباس يبحث مع القنصل الاميركي جهود انجاح المؤتمر
أوساط فلسطينية وإسرائيلية تشكك في جدوى مؤتمر الخريف
خلف خلف من رام الله: بينما ينشغل الطرفان الفلسطيني والإسرائيلي في البحث عن نقاط الضعف والقوة في الجانب التفاوضي لكل منهما من أجل تحقيق اختراقات والخروج بأفضل النتائج من المؤتمر الدولي المقرر عقده في نوفمبر المقبل. تشكك أطراف فلسطينية عدة وكذلك وزراء وأعضاء كنيست في جدوى المؤتمر واللقاءات بين رئيس الوزراء أيهود اولمرت والرئيس الفلسطيني محمود عباس في إيجاد تسوية سياسية للصراع القائم منذ عقود عدة.
هذا فيما تحاول تل أبيب إطلاق تصريحات بين الفينة والأخرى للتقليل من سقف التوقعات من نتائج المؤتمر وإنزال الرئيس عباس عن شجرة، لا سيما وهو يعتبر مؤتمر الخريف فرصة ذهبية. وأكد وزير الإعلام الفلسطيني رياض المالكي اليوم في حديثه للصحافيين برام الله أن الموقف الفلسطيني من مؤتمر الخريف يستند إلى عدة نقاط أهمها التفاوض من اجل التوصل لاتفاق حول وثيقة جوهرية تتطرق لكافة قضايا الحل النهائي دون الدخول في التفاصيل الدقيقة وعرضها على كل الدول المشاركة من اجل اعتمادها والاتفاق على الدخول في عملية تفاوضية حول التفاصيل ضمن إطار زمني محدد من اجل الوصول لاتفاق سلام خلال مدة أقصاها ستة أشهر.
بينما تحاول إسرائيل البحث عن صيغة غير ملزمة، وتعزف في الوقت ذاته على وتر الضغوط التي تتعرض إليها من الداخل، فقد بررت وزيرة الخارجية الإسرائيلية تصريحاتها الأخيرة في نيويورك أثناء لقائها مع الرئيس عباس حين أوضحت أنه من quot;الأفضل الحديث عن بيان مقتضب ضمن خطوط عريضة دون الدخول في التفاصيل أو حتى ذكر مواضيع مفاوضات الحل النهائيquot;. بالقول إن ما دفعها لهذه التصريحات هو إن إي أشارة مواضع الحل الدائم وخصوصا القدس واللاجئين يتطلب موافقة الكنيست عليه ما سيعيق عمل الطواقم ويمنع إمكانية التوصل إلى اتفاق يعرض في لقاء الخريف.
وبين هذا التصريحات المتضاربة، وعدم وضوح الرؤية، تزداد الأصوات الإسرائيلية والفلسطينية الداعية لوقف ما يصفونها بـquot;المهزلةquot;، حيث أوضحت حركة (حماس) أمس في بيان صدر عن الحكومة المقالة التي تسيطر عليها فور انتهاء اجتماع عباس وأولمرت بأنها تنظر بقلق وارتياب إزاء ما وصفته بالخطوات المتسارعة في اللقاءات بين مسؤولين فلسطينيين وإسرائيليين بغية التوصل اتفاق نهائي.
إلى ذلك، يوجد في إسرائيل من يدعو لوقف المفاوضات مع الطرف الفلسطيني، وقد وجه عضو الكنيست أوفير بينيس انتقادات لما توصل إليه أولمرت، ومحمود عباس، وقال بينيس إن أولمرت اختار أن يكون ناشطا حزبيا وليس سياسيا، وأثبت أنه ليس شريكا جديا للسلام، وإنه لا جدوى من عقد مثل هذا اللقاء، والذي لن ينتج عنه أي قرار مهم. وأضاف أنه يجب على حزب العمل عدم السماح لأولمرت بمواصلة المراوغة السياسية
بينما قال عضو الكنسيت من حزب كاديما عوديد شنيلر إن السلام quot;لن يتحقق بمجرد محادثات أجراها زعيمان يمثلان الطرفين، ومن يعتقد بأن خلال فترة وزارية واحدة لأيه حكومة كانت، كافية لها ولرئيسها للتوصل إلى السلام فهو مخطئ، وإن كان هناك من يعتقد هذا فمثل هذا الشخص يكون ينفذ لعبة تقود إلى الحرب وليس إلى السلام. وأضاف: quot;إذا كان محمود عباس يأمل بالتوصل إلى اتفاق مبادئ مفصل، فهو بذلك يزرع بذور انتفاضة فلسطينية جديدة، ستقضي على أي احتمال لجيرة طيبة بين الشعبينquot;.
يأتي هذا فيما ستصل وزيرة الخارجية الأميركية كما أبلغت نظيرتها في إسرائيل في منتصف الشهر الجاري إلى المنطقة، وستجري محادثات من اجل إنجاح المؤتمر في أنابوليس ومنع فشله أو تأجيله.
مباحثات مع القنصل الاميركي
على صعيد متصل، بحث الرئيس الفلسطيني محمود عباس اليوم برام الله مع القنصل الاميركي العام جاك والاس التطورات الأخيرة في الاراضي الفلسطينية . وتناول الجانبان خلال الاجتماع الجهود المبذولة لانجاح مؤتمر السلام المرتقب في الشهر المقبل بواشنطن. كمااطلع عباس القنصل الاميركي على نتائج لقائه مع رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت.
من ناحية اخرى اكد مصطفي البرغوثي النائب في المجلس التشريعي الفلسطيني الامين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية ان حل القضية الفلسطينية غير ممكن الا باقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على أساس الشرعية الدولية واحقاق حقوق الشعب الفلسطيني.
وقال البرغوثي في مؤتمر صحفي عقد في العاصمة موسكو اليوم ان افعال اسرائيل تنسف اسس مستقبل السلام وتقضي على امكانية حل قضية الشرق الاوسط عموما ..مشيرا الى امكانية تحريك عملية التسوية السلمية لدى تنفيذ اسرائيل اربعة شروط هي التوقف عن بناء المستوطنات والتوقف عن بناء الجدار العازل والتراجع عن القرار بشأن اعتبار قطاع غزة كيانا معاديا وعدم مطالبة الشعب الفلسطيني الذي يعيش في ظروف الاحتلال بضمان الامن الكامل في اراضي السلطة الوطنية.
واشاد البرغوثي بالدور الايجابي الذي تمارسه روسيا في معالجة القضية الفلسطينية واحلال السلام والاستقرار في منطقة الشرق الاوسط.
من جانبه حذر وزير الصحة في حكومة حركة حماس المقالة باسم نعيم من حدوث كارثة إنسانية في قطاع غزة جراء النقص الشديد في الأدوية والمستلزمات الطبية والمخبرية بسبب استمرار إغلاق المعابر.
وقال نعيم في مؤتمر صحفي عقده في مدينة غزة ان أزمة نقص الأدوية ليست جديدة موضحا أن وزارته تعاني من عجز في حوالي 470 من الأدوية الأساسية منها 61 صنفا يقل مخزونها عن احتياج الشهر القادم لافتا إلى أن قيمتها الشرائية تبلغ حوالي نصف مليون دولار كما أن عدد الأصناف التي يقل مخزونها عن احتياج ثلاثة شهور يبلغ 125 صنفا وتبلغ قيمتها الشرائية حوالي 900 ألف دولار.
وأوضح نعيم أن عجز الوزارة عن هذه الأدوية الحساسة والحيوية سوف يؤدي إلى خلل واضح في عمل المراكز الحيوية بالوزارة مثل العناية المركزية ووحدة القلب إضافة إلى المحاليل الوريدية للأطفال والمضادات الحيوية وبعض أدوية مرضى الكلى محذرا من استمرار سياسة الحصار وإغلاق المعابر واعتقال الدواء والغذاء الذي من شأنه أن يشكل أزمة تعصف بالواقع الصحي.
التعليقات