لاهور، باكستان: لقي ما لا يقل عن 20 مسلحاً مصرعهم وأصيب 15 آخرين في باكستان الأحد، إثر اشتباكات ضد القوات الحكومية، في منطقة شمال وزيرستان، التي تعد أحد معاقل المسلحين المؤيدين لحركة طالبان، شاركت فيها المروحيات العسكرية. وأفادت السلطات الباكستانية أن الاشتباكات التي وقعت في المناطق القبلية، أسفرت كذلك عن مقتل جنديين وإصابة ستة آخرين بجروح، وأن المعارك مازالت مستمرة في شمال وزيرستان، بالقرب من الحدود مع أفغانستان. ونقلت وكالة الأسوشيتد برس عن اللواء وحيد أرشد قوله إن قوات الأمن الباكستانية شنت عملية عسكرية ضد المسلحين بعد تعرض القوات الحكومية لهجوم خلال ساعات الليل.

وكان العنف بين الجانبين قد تصاعد منذ شهر يوليو/تموز الماضي بعد أن شنت القوات المسلحة هجوماً ضد متشددين تحصنوا في المسجد الأحمر (لال مسجد) في إسلام أباد، وإرسال مزيد من القوات الحكومية للمناطق الحدودية. وكانت واحدة من العمليات الانتحارية الكبيرة قد وقعت في شمال غربي باكستان، حيث لقي 15 شخصاً مصرعهم وأصيب 22 آخرين نقلاً عن مصادر أمنية باكستانية. وقال المصدر الأمني إن الانفجار وقع في مركبة quot;ركشةquot; أثناء تعرضها للتدقيق عند نقطة تفتيش أمنية بالقرب من بلدة quot;بانوquot;، في منطقة القبائل شمال وزيرستان. ونفى علمه إذا كان الانتحاري هو السائق أم راكب كان ملثماً.

وأودى الانفجار بحياة 15 شخصاً من بينهم أربعة من رجال الأمن و11 مدنياً ضمنهم المنفذ. وتأتي هذه الاشتباكات في وقت أعلن فيه عن فوز الرئيس برويز مشرف بفترة رئاسية ثالثة في الانتخابات التي جرت السبت، بين أعضاء البرلمان والمجالس الإقليمية، رغم تزايد حدة المعارضة ضد تولي الجنرال مشرف لفترة جديدة، فيما يزال محتفظاً بمنصبه العسكري.

وجرت الانتخابات الرئاسية الباكستانية وسط مقاطعة عدد كبير من نواب المعارضة، من بينهم أعضاء حزب quot;الشعب الباكستانيquot;، الذي تتزعمه رئيسة الوزراء السابقة بينظير بوتو، التي تعيش في المنفى على خلفية اتهامات لها بالفساد. وقاطع أعضاء حزب الشعب جلسة البرلمان، رغم صدور قرار من الرئيس مشرف بالعفو عن زعيمة المعارضة، حيث تسبب خروج النواب في تأجيل بدء التصويت في الانتخابات.

وكان اختطف مقاتلون قبليون 30 جنديًا باكستانيًا السبت من وزيرستان الجنوبية التي سبق ان اختطف فيها 300 جندي في اغسطس الماضي. وهدد المقاتلون باعدام ثلاثة جنود يوميًا ان لم تتجاوب الحكومة الباكستانية مع شروطهم بوقف الجيش عملياته العسكرية ضدهم والانسحاب من اراضيهم والافراج عن رفاقهم. وكان الخاطفون قد أقدموا أول أمس على قتل ثلاثة جنود عثر على جثثهم في بلدة جندولا بوزيرستان. من جانبه، قرر مجلس الشورى القبلي الذي يتكون من كبار رجال القبائل استئناف وساطته بين الحكومة والمقاتلين للافراج عن جميع الجنود بعد أن نجحوا في اطلاق سراح 26 جنديًا مؤخرًا.