واشنطن: استدعت تركيا سفيرها لدى الولايات المتحدة الأميركية رداً على قرار مجلس النواب الأميركي باعتبار مجزرة الأرمن، إبان العهد العثماني، خلال الحرب العالمية الأولى quot;إبادة جماعيةquot; وفقاً لما ذكرته وزارة الخارجية التركية الخميس.

وكانت إدارة الرئيس الأميركي، جورج بوش، حاولت الخميس احتواء بوادر الأزمة مع تركيا، من خلال تأكيد أهمية العلاقة مع أنقرة، وذلك بعدما وافقت لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب ليل الأربعاء على اعتبار عمليات القتل التي تعرض لها الأرمن في زمن الإمبراطورية العثمانية quot;إبادة جماعية.quot;

وسارع البيت الأبيض إلى التعبير عن quot;خيبة أملهquot; حيال القرار، وأكد أنه بذل قصارى جهده لمنع تمريره، فيما أبدت أوساط مطلعة خشيتها من تأثير هذه التطورات على التسهيلات العسكرية التي تقدمها تركيا إلى الولايات المتحدة، وخاصة في العراق.

وفي هذا السياق، قال مساعد وزيرة الخارجية الأميركية، نيكولاس بيرنز، إن واشنطن ترغب في أن تبعث إلى شعب تركيا وحكومتها quot;رسالة احترام ودعمquot; مع الأمل بمواصلة العمل المشترك.

من جهته، قال نابي سنسوي، سفير تركيا في واشنطن، إن الخطوة quot;مؤذية جداًquot; لمشاعر الشعب التركي، فيما حذرت السفارة الأميركية في أنقرة من احتمال أن تشهد البلاد خلال الفترة القصيرة المقبلة تظاهرات معادية للولايات المتحدة.

وقال السفير التركي، نابي سنسوي، إن الحقبة التي جرت خلالها تلك الأحداث مطلع القرن العشرين كانت quot;مأساوية،quot; مشيراً إلى أن مئات آلاف الأكراد والأرمن فقدوا أرواحهم في quot;عمليات قتل متبادلة.quot;

وكان الموقع الإلكتروني الرسمي للرئيس التركي، عبدالله غول، قد بث بياناً مندداً بالقرار بعد اتخاذه ليل الأربعاء، ووصف البيان الخطوة الأميركية بأنها quot;غير مقبولة ولا تناسب دولة عظمى مثل الولايات المتحدة.quot; وكان القرار غير الملزم قد حظي بموافقة 19 نائباً ديمقراطياً وثمانية جمهوريين فيما عارضه ثمانية ديمقراطيين و13 جمهورياً.

يذكر أن 70 في المائة من الشحنات الجوية وثلث كميات الوقود التي يستهلكها الجيش الأميركي في العراق تمر عبر تركيا، كما أن 95 في المائة من العربات الجديدة المضادة للألغام تأتي عبر الشحن الجوي من تركيا.

وفيما أبدى البعض خشيتهم جراء التأثيرات المتوقعة للقرار على موقف تركيا حيال التسهيلات التي تحظى بها الولايات المتحدة على أراضيها، وخاصة ما يتعلق بقاعدة أنجرليك الجوية، قال بيرنز: quot;نأمل أن تقتصر خيبة الأمل التركية على البيانات الرسمية وألا يحدث ما يؤثر على علاقاتنا المشتركة.quot;

ولم يخف كل من وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس، ووزير الدفاع، روبرت غيتس، معارضتهما لمشروع القرار، معتبرين أنه يلحق الضرر بالعلاقات الإستراتيجية مع تركيا.

ودعمت رايس وغيتس معارضتهما بحقائق أوردها كل من قائد القوات الأميركية في العراق، الجنرال ديفيد بتريوس والسفير الأميركي لدى بغداد، ريان كروكر، بشأن تزايد المخاوف من انعكاسات هذا القرار على الوضع في المنطقة.