نيويورك: أفادت صحيفة نيويورك تايمز في عددها الذي يصدر يوم الاحد أن الغارة الجوية التي شنتها اسرائيل على سوريا الشهر الماضي كانت تستهدف موقعا استنتج محللو المخابرات الاسرائيلية والاميركية بأنه مفاعل نووي قيد الإنشاء.

ونسبت الصحيفة الى مسؤولين أميركيين وأجانب على إطلاع على تقارير محللي المخابرات القول بأن المفاعل كان فيما يبدو مُصَمما على طراز مفاعل في كوريا الشمالية يستخدم لتخزين وقود الأسلحة النووية. ونقلت الصحيفة عن المسؤولين الأميركيين والأجانب الذين طلبوا عدم الافصاح عن هوياتهم القول بأن المنشأة السورية المستهدفة كانت في مرحلة من البناء تبعد كثيرا عن مرحلة البناء الخاصة بالمفاعل النووي العراقي الذي دمرته الطائرات الاسرائيلية عام 1981. وأشارت الصحيفة الى أن المسؤولين في إدارة بوش منقسمون بشأن الهجوم فالبعض يعتبره سابقا لأوانه.

وقال بعض المسؤولين ان المنشأة كانت أمامها أعوام قبل أن يتسنى فيها انتاج الوقود النووي الذي يمكن استخدامه في البلوتونيوم المعالج بحيث يدخل في صنع الاسلحة. وقالت الصحيفة ان الجدل داخل ادارة بوش بشأن هجوم اسرائيل محتمل على المفاعل بدأ في الصيف الماضي. وقالت الصحيفة انه لم يكن واضحا مدى الشوط الذي قطعته سوريا في عملها في المحطة وما الدور الذي يمكن ان تكون كوريا الشمالية قد لعبته وما اذا كان من الممكن إثبات انه كان يهدف الى انتاج الكهرباء.

ورفض مسؤولون أميركيون وأجانب أن يتحدثوا عما اذا كانوا يشكون في أن كوريا الشمالية باعت الخطط أو أعطتها لسوريا ولكن بعض المسؤولين قالوا ان من المحتمل ان يكون انتقال التكنولوجيا قد حدث قبل عدة سنوات.

وأكدت اسرائيل في وقت سابق من الشهر الجاري أنها نفذت ضربة جوية على سوريا غير أن البلدين لم يعطيا سوى معلومات قليلة عن الهدف.

وقالت الصحيفة ان المعلومات عن الغارة تخضع لتكتم شديد في كل من واشنطن واسرائيل ومقتصرة على حفنة من المسؤولين ومنعت وسائل الاعلام الاسرائيلية من نشر معلومات عنها. غير أن الصحيفة نقلت عن مسؤول اسرائيلي بارز قوله ان الهجوم يهدف الى quot;اعادة تأكيد مصداقية قدرتنا على الردعquot;. وأبلغ عدد من المسؤولين الامريكيين الصحيفة أن الضربة ربما كان الهدف منها أيضا لفت انتباه ايران وبرنامجها النووي.

وامتنع توني فراتو المتحدث باسم البيت الابيض عن التعليق على ما أوردته الصحيفة. وقالت الصحيفة ان اسرائيل أيضا رفضت التعليق.

وقال مسؤولون أميركيون ان المفاعل السوري الذي كان قيد البناء تم رصده في وقت سابق من العام الجاري في صور الاقمار الصناعية. وأشار المسؤولون أيضا الى أن اسرائيل لفتت أنظار المسؤولين الأميركيين الى تلك المنشأة.

وذكرت الصحيفة أيضا أن نائب الرئيس ديك تشيني ومتشددين آخرين في الادارة دفعوا بأن نفس المعلومات التي دفعت اسرائيل الى شن الهجوم على المفاعل عززت توجه الادارة باعادة النظر في مفاوضاتها مع كوريا الشمالية حول انهاء برنامجها النووي وأيضا موقف واشنطن الدبلوماسي تجاه سوريا.