موسكو، القدس: غادرت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس موسكو صباح الأحد بعد محادثات مع المسؤولين الروس حول الدرع المضادة للصواريخ والأزمة النووية الإيرانية ومواضيع أخرى، أدت إلى فتور في العلاقات بين موسكو وواشنطن أخيرًا. وعقدت رايس ووزير الدفاع روبرت غيتس محادثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ومع وزيري الخارجية والدفاع سيرغي لافروف واناتولي سيرديوكوف. وتوجهت رايس إلى الشرق الأوسط في جولة تستمر خمسة أيام تشمل اسرائيل والأراضي الفلسطينية، فضلاً عن الأردن ومصر. ويتوقع أن تجري محادثات خصوصًا مع رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت والرئيس الفلسطيني محمود عباس.
ويلتقي فريقا التفاوض الإسرائيلي والفلسطيني لصياغة وثيقة مشتركة تعالج quot;القضايا المحوريةquot; للتجمع الدولي الذي من المتوقع أن يعقد أواخر الشهر المقبل في انابوليس بولاية ماريلاند الاميركية. وتسعى إسرائيل في هذه المرحلة الى ان تعالج بشكل عام اكثر جوانب صراع الشرق الاوسط اثارة للخلاف وهي الحدود ومستقبل مدينة القدس ومصير ملايين من اللاجئين الفلسطينيين واحفادهم.
وقد يحث الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي فقد السيطرة على قطاع غزة لصالح مقاتلي حركة المقاومة الاسلامية/حماس/ في يونيو حزيران على وضع وثيقة تتضمن جدولا زمنيا لمعالجة تلك القضايا وجعل الفلسطينيين يقتربون من اقامة دولة. ومن المقرر أن تلتقي رايس مع رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود اولمرت في القدس ثم تتوجه الى الضفة الغربية المحتلة للقاء عباس خلال جولتها التي تستغرق خمسة ايام والتي تشمل زيارة مصر والأردن. وحثت رايس خلال زيارتها السابقة في الشهر الماضي لإسرائيل والضفة الغربية الجانبين على صياغة وثيقة تضع الأساس لمفاوضات جادة في المؤتمر الذي تأمل واشنطن أن يجتذب مشاركة عربية كبيرة.
من جانبه، قال كبير المفاوضين الفلسطينيين احمد قريع للصحافيين السبت إن الوثيقة لا بد من أن تضم مبادئ تسوية بأسلوب واضح. وأردف قائلاً إن الفلسطينيين حذروا واشنطن بأن فشل مؤتمر نوفمبر تشرين الثاني ستكون له عواقب سيئة ليس فقط على الفلسطينيين والاسرائيليين وإنما على المنطقة بأكملها.
وابلغ مسؤولون غربيون رويترز أن أولمرت أشار في احاديث خاصة الى استعداد لبحث تسليم quot;ما يقرب من 90 في المئةquot; من الضفة الغربية وكل قطاع غزة مع عمليات تبادل اضافية للاراضي في اطار اتفاق سلام نهائي. وربما يجعل هذا الجانبين على اتفاق بشأن قضية الاراضي قبل لقاء انابوليس. ولكن مسؤولين اسرائيليين وفلسطينيين وغربيين قالوا الاسبوع الماضي إن التقدم الحقيقي سيعتمد على تضييق شقة الخلافات بشأن مصير القدس واللاجئين الفلسطينيين.
وتعتبر اسرائيل القدس كلها عاصمة لها وهو ادعاء لم يحظ بإعتراف دولي. ويريد الفلسطينيون القدس الشرقية التي ضمتها اسرائيل إليها بعد احتلالها في عام 1967 عاصمة للدولة التي يأملون بإقامتها في الضفة الغربية وقطاع غزة. ويريد ايضًا الفلسطينيون حق العودة الى الديار داخل ما يعرف الآن بإسرائيل. وتقول اسرائيل إن أي تدفق كبير للاجئين سيدمر هويتها كدولة يهودية وانه لا بد من ايجاد حل لمحنة اللاجئين في اطار حدود الدولة الفلسطينية التي ستقام في المستقبل.
ليفني ستقود الوفد الإسرائيلي للمفاوضات مع الفلسطينيين
وفي سياق آخر ذكرت وسائل الاعلام الاسرائيلية الأحد أن رئيس الوزراء الاسرائيلي إيهود أولمرت قرر تعين وزيرة الخارجية تسيبي ليفني رئيسة للفريق المكلف التفاوض مع الفلسطينيين لتحريك عملية السلام. وبحسب وسائل الاعلام قد يعلن اولمرت هذا القرار الاحد خلال الاجتماع الاسبوعي لمجلس الوزراء قبل موعد الاجتماع الدولي حول الشرق الاوسط المزمع عقده في الولايات المتحدة الشهر المقبل.
وحتى الان كان معظم المحللين السياسيين في اسرائيل يرجحون ان يقود حائيم رامون الرجل الثاني في الحكومة المفاوضات مع الفلسطينيين. وقد يترجم تعيين ليفني بتشدد في الموقف الاسرائيلي. وتشدد ليفني على الدوام على الضرورات الامنية الاسرائيلية في حين يؤكد رامون انه مستعد لتقديم تنازلات كبيرة خصوصا لتقاسم القدس. ولم تتمكن مسؤولة اسرائيلية كبيرة من تأكيد هذه المعلومات او نفيها ردا على سؤال.
التعليقات