بغداد:
في الوقت الذي تشهد فيه العاصمة العراقية بغداد تحسنًا أمنيًا مضطردًا بسبب إزدياد عديد الجنود الأميركيين في العراق، أصبح الجيش الأميركي يتحدث في بياناته وتصريحات قادته الأخيرة عن تحسن مستمر في العلاقة بين جنوده من جهة والمواطنين العراقيين من جهة أخرى. وذكر الجيش الأميركي أن أهالي مناطق ساخنة اصبحوا يتقدمون بجرأة أكبر لتقديم الدعم والمعلومات الاستخباراتية للجنود الأميركيين، مشيرًا إلى ردود فعل طيبة لذوي ضحايا تقوم قواته بانقاذهم من قبضة المتمردين. وقال قائد الفرقة القتالية في اللواء الثالث العقيد ديفيد ساذرلاند في تصريح نشره موقع الجيش الاميركي الالكتروني quot;ان هناك اربعة آلاف مواطن من محافظة ديالى ابدوا استعدادهم علانية لمساعدة الجيش الاميركي والقوات العراقية وانخرطوا فعليًا في محاربة القاعدة بالمحافظةquot;.

واوضح ساذرلاند quot;أن المواطنين يقومون بتزويد قوات التحالف والقوات العراقية بالمعلومات عن التحركات المشبوهة ومواقع مخازن الأسلحة والتعرف على العناصر العاملة مع القاعدة والأماكن المستخدمة لإعداد العبوات الناسفة والقذائف الخارقة للدروعquot;. وفي جنوب بغداد حيث المعقل السابق لأنصار صدام تحدث الجيش الاميركي عن عمليات دعم كبيرة يقدمها الاهالي في منطقة (عرب جبور) للقوات الاميركية في المنطقة التي كانت تعد إحدى أخطر مناطق الحزام الجنوبي لبغداد.

وقال الجيش في بيان إن من اسماهم quot;المواطنون المخلصونquot; في (عرب جبور) قاموا بمساعدة الجنود الاميركيين في العثور على مخبأ للاسلحة والتفتيش عن مخابىء اخرى فضلاً عن قيامهم بارشاد القوات الاميركية لعبوة ناسفة كانت معدة لإستهداف الدوريات الامنية بالمنطقة.

وفي حادث منفصل، أشار الجيش الاميركي الى ان مواطنين سلموا ثلاثة من المتمردين يشتبه في انتمائهم الى تنظيم القاعدة بعدما تمكن الاهالي من اسرهم في وقت سابق. وفي محافظة الانبار التي يعتبرها الجيش الاميركي مثالاً لنجاحه في فرض الأمن بالعراق وطرد القاعدة، قال الملازم الاول في البحرية الاميركية اوليفر بوكتشيكون quot;ان جنود المارينز اتموا مهمتهم في حرمان العدو من السيطرة على المنطقة لأن علاقتهم مع السكان جيدة لدرجة انهم كانوا يساعدون القوات في إلقاء القبض على المتمردينquot;. وأضاف quot;أن الفضل يعود الى سكان المنطقة لقيامهم بغلق المنافذ بوجه المتمردين ليتسنى لقوات الأمن العراقية والأميركية معًا القيام بإعمار المدينةquot;.

وفي منطقة الاعظمية ببغداد ذكر بيان للجيش الاميركي أنه بينما كانت احدى دورياته تجوب المنطقة تقدم إليها عدد من الاهالي لإرشاد عناصرها الى منزل كان يستخدمه خاطفون لإعتقال وقتل الرهائن. واضاف البيان ان القوات الاميركية دهمت المنزل، واعتقلت الخاطف الذي حاول الفرار من سطح المنزل، بينما تم العثور على الضحية المختطفة. غير ان هدف الجيش الاميركي في بناء علاقات طيبة مع الاهالي وتحسينها تعرض لنكسة كبيرة في الـ 16 من أيلول/سبتمبر الماضي بعد ان قام حراس من شركة (بلاك ووتر) الامنية الخاصة بقتل 17 مدنيًا عراقيًا في منطقة المنصور ببغداد.

وعلى الرغم من أن الشركات الامنية لا تعد جزءًا من القوات الاميركية، إلا أن جميع افعالها وتحركاتها تحسب على الوجود الاميركي خصوصًا، وإن وزارة الخارجية الاميركية هي التي تتعاقد مع معظم الشركات التي يصل عددها الى 23 ويعمل فيها نحو ثلاثة آلاف عنصر اجنبي. ودفع التأثير السلبي لعمل هذه الشركات وزارة الخارجية الأميركية الى النظر في وقف أو تقييد استخدام شركات الأمن الخاصة في العراق ما يعني احتمال الغاء عقدها مع شركة بلاك ووتر الامنية. كما امرت وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس التي تسعى حكومتها بجد لكسب مودة الشارع العراقي الى ارسال عدد من quot;الموظفين الامنيين الاميركيينquot; لمراقبة ومرافقة دوريات بلاك ووتر في شوارع بغداد، فضلاً عن وضع كاميرات مراقبة في سيارات الشبكة الامنية.