خلف خلف من رام الله: لا تتوانى تل أبيب عن التفاخر بحجم نفوذها البارز في مواقع صناعة القرار في واشنطن عن طريق اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة الأميركية، إلا أن هذا النفوذ الذي بدا تأثيره جلياً بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، بات انخفاضه في هذه الأيام مثار قلق للساسة الإسرائيليين.

وذلك في ظل التقارير التي تشير إلى أن المنظمات اليهودية في الولايات المتحدة الأميركية تلاقي صعوبة في تجنيد نشطاء من صفوف الشبيبة اليهودية الأميركية، قياساً بالماضي حيث كان اللوبي اليهودي لا يلاقي نفس الصعوبات، كما توضح الاستطلاعات أن هناك انسلاخ في انتماء الشبيبة اليهودية الأميركية لإسرائيل.

وافادت القناة الأولى للتلفزيون الإسرائيلي في تقرير موسع لها أن نتائج الانتخابات الأميركية الماضية بالاضافة الى النتائج التي سجلت قبل ذلك في ما يتعلق بأهمية وجود اليهود في الإدارات الحكومية الأميركية كسرت كل القواعد، وبالرغم من ذلك فان اليهود يشكلون اثنين بالمئة من مجموع الشعب الأميركي، إلا أنهم يشكلون نسبة عشرة بالمئة من أعضاء الكونغرس الأميركي، وهو ما يدل على عمق وقوة تأثير اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة، حسب التقرير.

وياتي تاثير اليهود في الولايات المتحدة من قرار ونشاط ما يسمى بلجنة رؤساء المنظمات اليهودية، الذين يسيطرون على عجلة الاقتصاد الاميركي، ما يخولهم السيطرة على عجلة القرارات السياسية، وأن متوسط أعمار هؤلاء الرؤساء يزيد عن الستين عاماً في حين أن جيل الشباب اليهودي خارج منظمة رؤساء المنظمات اليهودية هو اقل من ذلك بكثير.

وبدأ القلق في إسرائيل يزداد بعد صدور إحصائية أجريت في الأوساط اليهودية الأميركية، دلت على أن سبعين بالمئة من اليهود الذين يبلغ متوسط أعمارهم أكثر من ستين عاماً يشعرون أنهم مرتبطون ومنتمون إلى إسرائيل كدولة لليهود، في حين أن ما نسبته 56 بالمئة من الشباب اليهودي الأميركي في عمر ثلاثين عاماً يعبرون عن انتماء وارتباط بإسرائيل.

وهكذا يستدل من الإحصائية أعلاه أن نسبة الانتماء لإسرائيل في أوساط الشباب اليهودي الأميركي آخذة في الانخفاض، وبالتالي فأن نسبة المؤيدين لإسرائيل من يهود أميركا في انخفاض مستمر. واعتماداً على الإحصائية المذكورة، فأن واحداً من أصل ثلاثة يهود أميركيين زار إسرائيل، ما يعني أن ثلثي يهود الولايات المتحدة لم يزوروا إسرائيل.

وأوعزت مراسلة التلفزيون الإسرائيلي في واشنطن ظاهرة تمنع أغلبية اليهود الأميركيين من زيارة إسرائيل، والبقاء فيها إلى عدم تقبل المجتمع اليهودي الإسرائيلي المتدين لليهود غير المتدينين، وكذلك لهؤلاء الذين ينتمي احد والديهما إلى الديانة المسيحية، إذ أن مثل هؤلاء، ووفق القانون الإسرائيلي لا يعتبرون (يهوداً أطهارا) وعليه فان الجيزات المختلطة بين اليهود والمسيحيين تشكل عائقا هاما في قبول وتقبل اليهودي الذي احد والديه غير يهودي في إسرائيل.

وقالت عضوه الكونغرس الأميركي اليهودية الأصل جبرائيلا غيفورد من الحزب الديمقراطي وهي من والد يهودي وأم مسيحية أنها لا تستطيع أن تكون يهودية صرفة في إسرائيل، بينما هي كذلك في الولايات المتحدة، حيث تعمل لصالح إسرائيل وبالتعاون مع المنظمات واللوبي الصهيوني، معبرة عن أسفها لأنها في نظر الكثيرين من اليهود الإسرائيليين يهودية ناقصة وربما يهودية منجسة فقط لان والدتها غير يهودية.