لندن: إهتمت الصحف البريطانية الصادرة اليوم بالشأن العراقي من جوانب متعددة حيث نشرت صحيفة التايمز البريطانية وعلى امتداد صفحتين كاملتين تغطية موسعة لمذكرات رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير، حيث وضعت عنوانا يقول: كان يذهب إلى الحديقة ويتمتم: العراق.. كل هذا كان بسببي. وتقول الصحيفة إن الكتاب الجديد عن سيرة بلير يقول إن الانتخابات العامة في 2005 والتي ابقته في الحكم كانت بالنسبة لبلير هزيمة، لانه كان يلوم نفسه على الحرب التي شنت على العراق وما تلاها من احتلال. وتقول الصحيفة إن كتاب السيرة الجديدة حول بلير يضم تصريحات من زوجته شيري بلير، التي قالت إن زوجها كان يعاني من ارق شديد وامراض، لكنها كانت تحثه وترجوه وتدفعه إلى الاستمرار وعدم التوقف في مسيرته السياسية.

وعلى جانب آخر من الشأن العراقي تخصص التايمز مساحة واسعة في الصفحات الدولية لتغطية تطورات ازمة حزب العمال الكردستاني مع الحكومة التركية. وجاء عنوان التغطية تصريحات لرئيس اقليم كردستان العراق، مسعود برزاني، الذي قال إن هجوما تركيا على حدود العراق الشمالية سيعني اعلان حرب. وجاءت تهديدات الزعيم الكردي العراقي بعد سقوط نحو 20 قتيلا من مسلحي حزب العمال في غارات شنتها القوات التركية في المناطق الحدودية ذات الطبيعة الجبلية الوعرة. واعتبر برزاني تلك المواجهات بمثابة محاولة لافشال تجربة الازدهار السياسي والاقتصادي في كردستان العراق الذي يتمتع بحكم ذاتي شبه كامل.

وفي بعد ثالث من الشأن العراقي نشرت صحيفة الغاريان موضوعا في صفحتها الرابعة تحت عنوان: بريطانيا دعمت خططا اميركية لتصفية حزب البعث في العراق، حسب فلم وثائقي. وتنقل الصحيفة عن مذكرة لاحد كبار المستشارين لسلطة الحكم في العراق التي اقامها الاميركيون بعد غزو واحتلال العراق مباشرة، والتي كانت بزعامة بول بريمر، قال فيها إن بريطانيا اخفقت في الوقوف بوجه احد اكثر الاخطاء فداحة التي ارتكبها الجانب الاميركي في العراق عقب الاحتلال، في احد الاجتماعات الحاسمة في هذا الشأن.

وتنقول الصحيفة إن الفلم الوثائقي الذي تعرضه الـ بي بي سي تحت عنوان: لا خطة لا سلام، نقل عن هذا المستشار الامني لبريمر قوله إن الاخير كان متيقنا من ان الحكومة البريطانية كات متفقة مع مبدأ اجتثاث البعث من المؤسسات الحكومية العراقية، وعلى الاخص المؤسسات الامنية، ومنع انخراط البعثيين في الحكومات التي شكلت في العراق بعد الاحتلال. لكن الصحيفة ذكرت بتصريحات كان قد ادلى بها وزير الدفاع البريطاني السابق خلال فترة الحرب جف هون، وقال فيها إن لندن اعترضت على قرار حل الجيش العراقي. لكن الصحف البريطانية لا تكف عن عادتها اليومية في تخصيص الصفحات الرئيسية لكل ما هو محلي. فالديلي تلغراف تخرج بعنوان رئيسي في صفحتها الاولى يقول: ضريبة غير مباشرة ستضرب مستخدمي السيارات من وإلى العمل..

وفي الغادريان عنوان آخر يقول: الشرطة تطالب الاطباء بالابلاغ عن اسماء ضحايا اصابات الاسلحة النارية. اما الاستثناء الوحيد للصحف الرئيسية فهي الانديبندنت التي كانت زيارة العاهل السعودي شغلها الشاغل في صفحتها الاولى وصفحتها الداخلية.