واشنطن: في تطور جديد في قضية شركات الأمن الخاصة العاملة في العراق، كشفت مصادر مطلعة في وزارة الخارجية الأميركية أن محققي الوزارة، وعدوا عناصر شركة الخدمات الأمنية الخاصة quot;بلاكووترquot; بعدم استخدام شهاداتهم المتعلقة بمصرع 17 مدنيًا عراقيًا أثناء حادث الشهر الفائت في العاصمة بغداد، لمحاكمتهم، في خطوة من المحتمل أن تعرقل أي مساعٍ إزاء توجيه تهم جنائية لدورهم في القضية.

هذا وقد رفضت كل من وزارة العدل الأميركية ومكتب التحقيقات الفيدرالي FBI إعطاء أي تصريح حول التحقيق الجاري في هذا الشأن، والذي كانت قد أعلنت عن فتحه وزارة الخارجية الأميركية في بداية الشهر الجاري. كذلك امتنعت شركة quot;بلاكووترquot; عن إعطاء أي تصريح تعليقًا على ما أورده المصدر المطلع في وزارة الخارجية الأميركية.

وأكد مسؤول في الحكومة الأميركية quot;أُبلغوا بأن شهاداتهم لن تستخدم ضدهم، إلا أن ذلك لا يعني أن أي تهم لن توجه لأي من هؤلاء الأشخاص.quot; فيما وصف مسؤول أميركي ثانٍ الحصانة المحدودة الموعود بها بأنها quot;مفاجئة ومربكة.quot; وقال مسؤول ثالث وهو محقق ذو خبرة quot;أتفهم أن العديد من الأشخاص لن يكونوا مسرورينquot; لافتًا إلى أن مثل هذه القرارات لا تتخذ عادة دون استشارة محلفين فيدراليين. ونقلت شبكة CNN أن أيًا من هؤلاء المسؤولين رفضوا تحديد هويتهم، لأنهم غير مخولين رسميًا التحدث في المسألة الحساسة.

الجدير بالذكر أن فريقًا من المحققين تابع لمكتب التحقيقات الفيدرالي الـ FBI كان قد وصل بغداد في السادس عشر من سبتمبر/أيلول المنصرم، لجمع معلومات حول مقتل 17 مدنيًا عراقيًا على أيدي عناصر المتعهدين الأمنيين الذين تستعين وزارة الخارجية الأميركية بخدماتهم لحماية دبلوماسيها في هذه البقعة الساخنة. وعلى الرغم من عدم إصدار الخارجية الأميركية أي تصريح رسمي حول هذا التطور، إلا أن أحد المسؤولين الرفيعين فيها قال لـ CNN إنه ما زال غير واضح بعد ما يحدث.

يُذكر أن متحدثا باسم الخارجية الأميركية كان قد أعلن الأربعاء الماضي أن مساعد وزيرة الخارجية لشؤون الأمن الدبلوماسي قدم استقالته الأربعاء، وأن وزيرة الخارجية، كوندوليزا رايس، وافقت عليها. وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية، شون ماكورماك، إن وزيرة الخارجية وافقت على استقالة مساعدها لشؤون الأمن الدبلوماسي، ريتشارد غريفين، بالنيابة عن الرئيس الأميركي، جورج بوش.

وجاءت استقالة غريفين خلال اجتماع أسبوعي لطاقم قسم شؤون الأمن الدبلوماسي، وأن الاستقالة تمت على خلفية مقتل 17 مدنيًا عراقيًا على أيدي عناصر quot;بلاكووترquot; كما يُزعم. وقال ماكورماك إن رايس عبرت عن امتنانها لغريفين والسنوات الست والثلاثين التي قضاها في خدمة الحكومة الأميركية.

من جهة ثانية، وعلى الصعيد نفسه، وافقت الحكومة العراقية على الطلب من البرلمان العراقي تغيير توجيهات وتعليمات قوات التحالف في العراق والتي تمنح شركات الأمن الخاصة quot;حصانةquot; تحول دون محاكمتها أو أفرادها بموجب القانون العراقي. وقال المستشار المقرب من رئيس الوزراء العراقي، سامي العسكري، لـ CNN الأربعاء إن مجلس الوزراء العراقي قد أبلغ بملخص لنتائج التحقيقات العراقية في قيام عناصر من quot;بلاكووترquot; - التي تقدم الحماية للدبلوماسيين الأميركيين - بإطلاق النار في السادس عشر من سبتمبر/أيلول الماضي في بغداد. وكانت الحادثة المشار إليها، والتي وقعت قرب ساحة المنصور بالعاصمة العراقية، قد أسفرت عن مصرع 17 عراقيًا، بينهم نساء وأطفال، وإصابة 27 آخرين بجروح.