لندن: إستأثر الشأن الإيراني باهتمام الصحف البريطانية الصادرة صباح اليوم فخصصت صحيفة الغارديان إحدى افتتاحياتها لموضوع برنامج إيران النووي، حيث قالت إن قصف إيران سيكون كارثة حتى لو أفلحت الضربة في تدمير منشآت إيران النووية شديدة التحصين، فإنها لن تحقق الهدف المنشود منها. وتمضي الصحيفة قائلة إن توجيه ضربة عسكرية ضد أجهزة الطرد المركزية لتخصيب اليورانيوم من شأنها دفع إيران إلى التعجيل باستكمال برنامجها النووي العسكري وليس تأخيره.

وتتابع الافتتاحية قائلة إن شن ضربة استباقية ضد إيران سينقل البرنامج النووي الإيراني من مرحلة السرية إلى مرحلة العلنية وسيحظى بدعم كامل من طرف أمة مجروحة في كبريائها. وستؤدي الضربة في حال حصولها إلى انسحاب إيران من معاهدة حظر الانتشار النووي، ومن ثم وضع حد للزيارات التي يقوم بها مفتشو الوكالة الدولية للطاقة الذرية لمنشآتها النووية.

وتتابع الافتتاحية قائلة إن إيران سبق لها أن انتهكت بنود المعاهدة بإخفاء معلومات عن الوكالة الدولية، وبالتالي فإن انسحابها رسميا من الوكالة الدولية، سيجعلها في حل من أمرها لمتابعة برنامجها النووي دون أي رقابة. وتضيف الصحيفة أن إيران، في حال تعرضها لأي هجوم، أمامها 154 ألف هدف أمريكي في العراق يمكن أن تستهدفه.

لكن الغارديان تقول إن ترك إيران تحقق طموحاتها النووية سيكون خيارا كارثيا لأنه سيطلق العنان لسباق نووي في دول الخليج السنية لم يسبق له مثيل في تاريخ الانتشار النووي. وتقول الصحيفة إن غياب أي رد فعل عربي إزاء قصف إسرائيل لمنشأة نووية قيد الإنشاء في الصحراء السورية مؤخرا لهو دليل واضح على الخوف الذي يجتاح دول المنطقة.

وتواصل الصحيفة أنه حتى لو افترضنا أن إيران لن تسلم مواد قابلة للانشطار إلى المنظمات التي تدور في فلكها مثل حزب الله وحماس، فإن مجرد امتلاك إيران لقدرة نووية سيمنح نظامها الذي يتبنى خطابا شعبويا نفوذا عسكريا ودبلوماسيا لا متناهيا. وتقول الغاريان إن العرض الذي كان المفاوضون الدوليون قد عرضوه على إيران قبل أربع سنوات لا يزال قائما ويقوم على توقف إيران عن تخصيب اليورانيوم مقابل منحها كميات من اليورانيوم لدورة وقودها ومساعدات سخية مختلفة وعودتها الكاملة إلى الحلبة الدولية.

وإذا لم يكن بالإمكان اللجوء إلى الخيار العسكري، فيجب التخلي عنه تماما. وما يخشاه النظام الإيراني هو اتخاذ المجتمع الدولي موقفا موحدا تجاهه لأن إيران ستكون مضطرة أن تختار آنذاك بين امتلاكها القنبلة النووية أو تعريض شعبها لويلات الفقر المدقع. وتمضي الصحيفة قائلة إن روسيا والصين لن يكون أمامهما سوى دعم عقوبات اقتصادية صارمة ضد إيران. وبالمثل، فإن ألمانيا وإيطاليا قد توقفان العمل بضمانات ائتمان التصدير إلى إيران. وتختم الصحيفة افتتاحيتها قائلة إن الرغبة في حل هذه القضية يحتاج إلى التزام الغرب بالحل السلمي إذا كان لا يريد إشعال حريق آخر في منطقة الشرق الأوسط لن يكون بمقدوره إطفاءه.