باريس: يزور الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الثلاثاء والاربعاء واشنطن، كصديق للولايات المتحدة كما يقدم نفسه، في اول زيارة رسمية له الى هذا البلد يفترض ان تكرس عودة الحرارة الى العلاقات الفرنسية الاميركية بعدما طبعتها الخلافات على مدى اربع سنوات بسبب الحرب في العراق.ومنذ سنوات لا يخفي نيكولا ساركوزي انه جعل من اعادة ارساء محور باريس واشنطن احدى اولوياته. فمنذ كان وزيرا ومن ثم عندما اصبح رئيسا للجمهورية، لا يفوت فرصة ليجاهر بquot;الصداقة التاريخيةquot; التي تربط فرنسا باحدى الدول القليلة كما يقول التي quot;لم نخض واياها حرباquot;.

واذا كانت هذه المواقف تعود عليه بالكثير من الانتقادات في بلد لا يزال متعلقا بعقيدة استقلالية فرنسا الغالية على الجنرال ديغول، فان هذا التحول الفرنسي استقبل بامل كبير في الولايات المتحدة حيث فسر انتخاب quot;ساركو الاميركيquot; على انه بداية quot;حقبة جديدةquot;.

وبعد المعارضة الشديدة التي ابداها الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك ضد التدخل العسكري في العراق في 2003، انجذب الاميركيون الى ساركوزي بسبب حيويته وخصوصا خطابه البعيد عن معاداة المفهوم الاميركي والتعالي الذي يؤخذ على الفرنسيين.

وسيستقبل الرئيس الاميركي صديقه نظيره الفرنسي بحفاوة في زيارة لها دلالات رمزية كبرى يفترض ان تكرس بالنسبة للعاصمتين استعادة علاقاتهما المميزة.وابرز ما في هذه الزيارة سيكون الخطاب الذي سيلقيه ساركوزي الاربعاء امام الكونغرس وهو quot;شرف كبير للغاية لا يمنح لضيف اجنبي الا استثنائياquot; كما حرص الناطق باسم الرئاسة الفرنسية دافيد مارتينون على القول.

ولكن هذا اللقاء الرسمي الاول لن يكون اول اجتماع بين الرجلين، فقد سبق لهما ان وضعا اطارا لعلاقتهما quot;المطبعةquot;، بداية خلال قمة مجموعة الدول الصناعية الثماني الكبرى في هايليغندام (المانيا) في حزيران/يونيو ومن ثم خلال عطلة ساركوزي quot;الاميركيةquot; التي شكلت سابقة من نوعها.

وخلال هذه العطلة استقبل ساركوزي في دارة آل بوش حيث قال quot;ان فرنسا والولايات المتحدة حليفتان وصديقتان منذ 250 عاماquot;، مضيفا quot;هل نحن متفقان على كل شيء؟ لا لان الخلافات تقع داخل العائلة الواحدة. ونحن في عائلة واحدة وهذه هي الحقيقةquot;.

وفي واشنطن سيعقد الرئيسان اجتماعين الاول الثلاثاء في البيت الابيض والثاني الاربعاء في منزل جورج واشنطن التاريخي في مونت فيرنون في جنوب واشنطن.وقال المتحدث باسم الاليزيه ان الرئيسين quot;سيبحثان في كل الملفات الدولية الكبرى، سواء الازمات الاقليمية او المسائل الاستراتيجية الكبرىquot;.وتقول باريس ان المواقف quot;متقاربةquot; حول عدد من هذه المسائل. وفي طليعتها الملف النووي الايراني حيث ترحب واشنطن بالجهود التي تبذلها فرنسا لتشديد العقوبات ضد طهران لمنعها من حيازة السلاح النووي.

وكذلك الامر بالنسبة الى الشرق الوسط حيث تعتمد كل من واشنطن وباريس مواقف صارمة ازاء سوريا وحيث يروق للاميركيين طرح الرئيس الفرنسي نفسه quot;صديقاquot; لدولة اسرائيل.الا انه وبغية قطع الطريق امام اتهام ادارة ساركوزي بالاصطفاف وراء الولايات المتحدة شدد الاليزيه على ان quot;التوافقquot; بين البلدين ليس مطلقا. فبالنسبة الى العراق لا تزال فرنسا تعتبر التدخل العسكري الاميركي quot;خطأquot;

وتطالب بتحديد جدول زمني لانسحاب القوات الاميركية منه، وكذلك الامر بالنسبة الى مكافحة الاحتباس الحراري.وحول هذا الموضوع الاخير من المقرر ان يستغل نيكولا ساركوزي، الذي يقول انه يريد quot;تسمية الامور باسمائهاquot; على الساحة الدولية، منبر الكونغرس ليحث الاميركيين على بذل مزيد من الجهود لمكافحة هذه الظاهرة المناخية.