واشنطن: وافق القضاء الأميركي على النظر في دعاوى تقدمت بها مجموعة من العراقيين، على خلفية فضائح التعذيب في سجن أبو غريب ومعتقلات أخرى، ضد اثنين من شركات الأمن الخاصة المتعاقدة مع واشنطن في العراق، وذلك بتهمة التعذيب وسوء معاملة السجناء. وتشمل القضية شركتي quot;تايتان كوربquot; Titan Corp و CACI انترناشونال، وقد قرر القاضي منح الشركة الأولى حصانة محدودة تجاه بعض جوانب القضية، بعدما إعتبر أن المحققين الذين كانوا يعملون لديها quot;خضعوا مباشرة لأوامر الجيشquot; مما يعفيهم من المسؤولية.

وتأتي هذه القضية لتعيد فتح ملف سجن أبو غريب أمام القضاء الأميركي، كما تعيد تسليط الضوء على قضية شركات الأمن الخاصة العاملة في العراق، والتي تسببت بأزمة كبرى مؤخرًا بعد حادثة إطلاق النار في ساحة النسور ببغداد من قبل عناصر شركة quot;بلاكووترquot; وحادثة الكرادة التي شملت عناصر quot;مجموعة الموارد الموحدةquot; الأمنية الاسترالية. واعتبر القاضي جيمس روبرتسون، أن محققي شركة quot;تايتان كوربquot; التي بات اسمها الرسمي الحالي quot;L -3 كوميونيكيشن تايتان كوربquot; عملوا تحت الإدارة المباشرة للجيش الأميركي خلال عمليات استجواب السجناء العراقيين. وقال إن ذلك يمنحهم حصانة قانونية ضد أي دعاوى وذلك عملاً بالقواعد القانونية التي تحظر مقاضاة عناصر الجيش الأميركي أو البحرية أو حرس السواحل خلال الحروب.

غير أن روبرتسون رفض تطبيق نصوص الحصانة على شركة CACI انترناشونال، التي اعتبر أنها كانت تملك حق الإمرة والإشراف على عناصرها. وقال إن السلطة التي امتلكتها الشركة على عناصرها تحول دون إعفائها من موجبات القانون، وفق ما جاء في قراره الذي حصلت شبكة CNN على نسخة عنه، إلا أنه أكد حق الشركة في استخدام هذا الدفع خلال المحاكمة على أن تفصل في القضية هيئة المحلفين.

ويضم جانب الإدعاء في القضية مجموعة من المواطنين العراقيين الذين قالوا إنهم تعرضوا للتعذيب وسوء المعاملة في سجن أبو غريب وسجون أخرى كانت تحت الإدارة الأميركية، كما يضم عددًا من أرامل السجناء. وقالت سوزان بورك، وهي إحدى محاميات الإدعاء، quot;يسرنا أن هيئة محلفين أميركية ستقرر قريباً ما إذا كان يحق لشركات أميركية تعذيب المعتقلين.quot;

من جهتها، نددت الناطقة باسم شركة CACI انترناشونال، جودي براون، بما قالت إنها quot;مزاعم شائنةquot; في هذه القضية، وقالت إن الشركة ترفض بشدة ممارسات التعذيب كما أنها قد تعاونت في السابق مع كافة المراقبين الحكوميين الأميركيين الذين نظروا في قضايا ماثلة. أما رايتشل روزنبلت، الناطقة باسم تايتان كورب فقد رفضت التعليق، معتبرة أن شركتها لن تدلى بموقف حول قضية معروضة أمام القضاء.

وتعرض معتقلون في سجن أبوغريب إلى انتهاكات وتجاوزات بدينة وجنسية علي أيدي عناصر من الشرطة العسكرية والاستخبارات، وأدى نشر صور لجانب من تلك الممارسات البشعة إلى موجة غضب واشمئزاز وإدانات عالمية. وكانت بغداد قد شهدت عدة حوادث أمنية على صلة بنشطات شركات الأمن الخاصة في العراق مؤخراً، إذ أطلق عناصر شركة quot;مجموعة الموارد الموحدةquot; الأمنية الاسترالية النار في التاسع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي على سيارة في بغداد وقتلت امرأتين عراقيتين مسيحيتين.

وجاء ذلك بعد أيام من حادث أعمق أثرًا، وقع في ساحة النسور ببغداد، حيث أقدم عناصر شركة بلاكووتر الأمنية الأميركية على قتل 17 عراقيًا في 16 سبتمبر/أيلول الفائت، وذلك بحجة الرد على إطلاق نار تعرضوا له في المنطقة، مما فجر أزمة دبلوماسية بين بغداد وواشنطن.

قاض أميركي يقر بأحقية ضحايا التعذيب في رفع دعوى

من جهته، قال قاضي اتحادي اميركي إن أقارب ضحايا تعذيب عراقيين يحق لهم رفع دعوى قضائية ضد شركة خاصة معنية بشؤون الدفاع وفرت محققين للجيش الاميركي في العراق. ورفعت الدعوى القضائية عام 2004 باسم مواطنين عراقيين او باسم أسرهم جاء فيها انهم عذبوا او عوملوا معاملة سيئة خلال احتجاز الجيش الاميركي لهم في سجن ابو غريب وسجون اخرى في العراق.

لكن قاضي المحكمة الابتدائية الاميركية جيمس روبرتسون رفض الدعوى ضد تايتان لان المترجمين أدوا واجبهم تحت القيادة المباشرة للعسكريين الاميركيين. لكنه أقر الدعوى المقامة ضد شركة (سي.ايه.سي.اي) قائلا ان محققي الشركة خضعوا لقيادة مزدوجة من قبل مسؤولي الشركة والجيش كما احتفظ مشرفو الشركة بقدر كبير من السلطة المستقلة في العراق. وأوضح ان المحققين كان عليهم الابلاغ عن اي انتهاكات ترتكب في حق السجناء العراقيين لا لقيادة الجيش الاميركي فقط بل لكبار المسؤولين في شركتهم ايضا. وتقول الشركة انها كانت تعمل باسم الجيش ولا يمكن مساءلتها. وقال محامو الدفاع ان القاضي حدد موعد الجلسة القادمة في اوائل ديسمبر كانون الاول وحينها يمكن ان يتحدد موعد المحاكمة.