انقرة: دعا أبرز حزب تركي مؤيد للاكراد الحكومة يوم الخميس الى منح الحكم الذاتي لمنطقة جنوب شرق تركيا التي يسكنها الاكراد اساسا كحل للعنف الذي ابتلي به الاقليم الفقير منذ اكثر من 20 عاما.
وقتل 40 الف شخص تقريبا في الصراع منذ رفع مقاتلو حزب العمال الكردستاني السلاح للقتال من اجل اقامة وطن قومي للاكراد في جنوب شرق تركيا.
وتصاعد التوتر في الاسابيع الاخيرة وارسلت تركيا عشرات الآلاف من الجنود الى منطقة الحدود مع العراق حيث ينشط الكثير من متمردي حزب العمال الكردستاني.
وقالت ايسيل طوغلوك النائبة البارزة من حزب المجتمع الديمقراطي في اجتماع للحزب في انقرة quot;نظام ديمقراطي اتحادي هو الحل الانسب (للمشكلة الكردية التركية).quot;
ووافق الحزب على اعلان يدعو الى منح الحكم الذاتي للاكراد في الجنوب الشرقي وهو اجراء من المتوقع ان يزيد من التوتر. والدعوة الى منح حكم ذاتي اكبر للاكراد لا تزال قضية مثيرة للخلاف في تركيا وادت من قبل الى محاكمة المطالبين بها.
وفاز الحزب بنحو 20 مقعدا في انتخابات يوليو تموز الماضي وهي المرة الاولى التي يحظى فيها مؤيدو منح حقوق اكبر للاقلية العرقية الكردية الكبيرة العدد بتمثيل في البرلمان منذ اكثر من عشرة اعوام.
ويقف الجنود الاتراك على الحدود مستعدين للعبور الى داخل شمال العراق حيث يتمركز نحو ثلاثة آلاف من مقاتلي حزب العمال الكردستاني.
وقال حزب المجتمع الديمقراطي ان الهجوم العسكري الذي وافق عليه البرلمان التركي ليس حلا للمشكلة المستمرة منذ وقت طويل.
وقالت طوغلوك quot;كل فرد يعلم جيدا ان حل المشكلة الكردية يكمن في الاجراءات الديمقراطية وليس العمليات (العسكرية).quot;
وكانت جماعات القوميين المتشددين قد هاجمت مكاتب حزب المجتمع الديمقراطي في الاسابيع القليلة الماضية كما تكثفت الدعوات الى الحزب لكي يدين حزب العمال الكردستاني بوصفه منظمة ارهابية.
ويتشكك الكثير من الاتراك بشدة في حزب المجتمع الديمقراطي ويعتقدون انه يتحدث باسم حزب العمال الكردستاني. وينفي الحزب وجود اية صلة بينه وبين حزب العمال الكردستاني الذي تعتبره الولايات المتحدة وتركيا والاتحاد الاوروبي منظمة ارهابية.
وخففت حكومة رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان التي تسعى الى الانضمام الى عضوية الاتحاد الاوروبي من بعض القيود المفروضة على اللغة والثقافة الكردية لكن كثيرا من الاكراد يقولون ان هذا لا يكفي.
وقال نور الدين دمرداش المتوقع تعيينه رئيسا جديدا لحزب المجتمع الديمقراطي في وقت لاحق يوم الخميس quot;القضية الاكثر عجالة التي تحتاج الى قيام الساسة بحلها هي المشكلة الكردية.quot;
ويريد الحزب من الحكومة تخفيف قيود أخرى عن اللغة الكردية ومنح الاكراد الخيار بالنسبة لتعلم اللغة التركية ومنحهم حقوقا سياسية وثقافية اخرى.