فيينا: قال دبلوماسيون إن إيران سلمت الوكالة الدولية للطاقة الذرية وثيقة حجبت طويلا توضح كيف يمكن صوغ معدن اليورانيوم من أجل صنع رؤوس حربية نووية ملبية بذلك مطلبا لمحققي الأمم المتحدة وذلك قبل صدور تقرير هام للوكالة. غير أن بعض الدبلوماسيين قالوا انه من المرجح أن تعلن الوكالة الدولية للطاقة الذرية في تقريرها هذا الاسبوع أن ايران حسنت تعاونها مع تحقيق يجري منذ وقت طويل بشأن برنامجها النووي لكن هذا قد لا يكون كافيا للاجابة على أي أسئلة مهمة بشأن طبيعة برنامجها والمدى الذي وصل اليه.

ويعتمد توقيت فرض عقوبات دولية على ايران وشدة هذه العقوبات على تأويل القوى الدولية لتقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية وتقرير مواز سيصدره الدبلوماسي الاول في الاتحاد الاوروبي بشأن حوار جرى في الاونة الاخيرة مع طهران. ولا تنتاب الدبلوماسيين شكوك تذكر بأن خافيير سولانا منسق السياسات الامنية بالاتحاد الاوروبي سيؤكد على أن ايران مازالت غير راغبة في تعليق تخصيب اليورانيوم. ويعتقد الغرب أن ايران ستستغل تخصيب اليورانيوم في صنع قنابل نووية لا في توليد الطاقة الكهربائية مثلما تؤكد طهران.

واذا استمر رفض ايران لمطالب مجلس الامن بوقف تخصيب اليورانيوم فسيؤدي ذلك لاتخاذ خطوات باتجاه فرض عقوبات على نطاق أوسع بحسب ما تراه الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا. وقال دبلوماسي رفيع قريب من الوكالة الدولية للطاقة الذرية ان مسؤولا نوويا ايرانيا رفيعا سلم وثيقة معدن اليورانيوم في اجتماع عقد في مقر الوكالة في فيينا الاسبوع الماضي.

وكان مفتشون للوكالة عثروا على الوثيقة مصادفة في عام 2005 اثناء فحص منشات نووية ايرانية يفترض ان لها ابعادا عسكرية. وكانت ايران سمحت للمفتشين بفحص منشاتها من الزاوية العسكرية. وسمحت ايران للمفتشين بالاطلاع على الوثيقة لكنها لم تسمح باستنساخها لاغراض البحث. وكانت ايران قالت انها حصلت على الوثيقة دونما طلب من شبكة التهريب النووية للعالم الباكستاني عبد القدير خان والتي ارست الاساس للبرنامج الايراني لكنها لم تفعل شيئا بها. ويقول خبراء الوكالة الدولية ان التعليمات التي تتضمنها الوثيقة قد يكون لها استخدامات غير السعي الى صنع اسلحة نووية.

وأبرز تسليم ايران وثيقة المعدن ما قال دبلوماسيون معتمدون لدى الوكالة الدولية انه بعض علامات على شفافية ايران مع وضع الوكالة الدولية اللمسات الاخيرة على تقريرها الذي سيصدر يوم الاربعاء او يوم الخميس. وقال دبلوماسي غربي quot;ربما نشهد بعض التعاون الواضح من جانب ايران ولكن ليس من الواضح ان كان ذلك كافيا للمضي قدما في واقع الامر في quot;خطة العملquot;.quot; في اشارة الى أسئلة الوكالة الدولية للطاقة الذرية لطهران التي تعهدت بحلها الواحد تلو الاخر.

ومع ذلك فان اي اشارة جديدة الى تعاون ايراني ستدفع روسيا والصين اللتين تملكان حق النقض (الفيتو) في مجلس الامن لاعتراض فرض عقوبات قاسية قاومتاها منذ فترة طويلة. ومن المتوقع أن يدعو الجانبان لاتاحة مزيد من الوقت للحوار القائم بين ايران والوكالة كي يؤتي ثماره. وقال دبلوماسيون اشترطوا عدم الافصاح عن أسمائهم ان هناك مؤشرات على أن ايران سلمت وثائق كانت تحتفظ بها على مدى أعوام وأثارت شكوكا بشأن الجهود الرامية لتنفيذ أنشطة التخصيب لاغراض عسكرية. وأضافوا أنه ليس من الواضح ما اذا كانت ايران قد سمحت باجراء الوكالة لمقابلات مطلوبة منذ زمن بعيد مع عدد من المسؤولين النوويين الايرانيين الذين يعتقد بأن لهم صلات عسكرية.

كما أنه ليس من الواضح ما اذا كان قد سمح للوكالة بتنظيم زيارات لورش طورت جهاز الطرد المركزي المتطور المعروف باسم (بي 2). وهاتان الخطوتان مهمتان لاغلاق ملف أجهزة الطرد المركزي. وتعمل ايران في تخصيب اليورانيوم باستخدام الطراز (بي 1) القديم. وقال دبلوماسي رفيع في الاتحاد الاوروبي quot;يبدو أن الايرانيين أتاحوا الوصول (لبعض) المواقع والاشخاص لم يكونوا متاحين في السابق. ولكن مازال يتعين معرفة ما اذا كانت جميع الامور قد طرحت على الطاولة.quot;
وقال دبلوماسي اسيوي رفيع quot;لقد حدث تقدم ولكن يبدو أنه لم يكن بالسرعة المأمولة. سنحتاج لقراءة ما بين السطور في هذا التقرير.quot;

وتخشى القوى الغربية أن تظهر طهران تعاونا كافيا للابقاء على معارضة روسيا والصين لمزيد من العقوبات مع مد فترة الاجابة عن الاسئلة لاجل غير مسمى من أجل كسب الوقت اللازم لمراكمة اليورانيوم المخصب.